أكد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، أن استضافة حكومة المملكة لأعمال الملتقى الأول لأمن السياحة والآثار، تأتي تأكيداً على حرص قيادة هذه البلاد المباركة على دعم العمل العربي المشترك وتوفير منتجعات ومصايف تتمتع بالخدمات المتكاملة في جو من الأمن والأمان لينعم بها المواطن والمقيم والسائح، وكذلك لأهمية القطاع السياحي في التنمية المحلية وتوفير الوظائف وزيادة دخل الفرد. وأوضح في كلمة ألقاها نيابة عن سموه وكيل وزارة الداخلية الدكتور أحمد بن محمد السالم، أن الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني تعمل بتنسيق كامل مع وزارة الداخلية وقطاعاتها المختلفة من أجل أمن المواطن والمقيم والسائح، والتأكد من سلامة البيئة السياحية. وقدم سموه الشكر لجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية على اهتمامها بهذا الموضوع المهم كما هو دأبها دائما في استشراف كل ما من شأنه تحقيق الأمن العربي والدولي بمفهومه الشامل. ورحب سموه في كلمته بالوزراء والضيوف في محافظة الطائف التي شهدت العام الماضي توقيع اتفاقية المقر بين المملكة العربية السعودية والمنظمة العربية للسياحة. إلى ذلك كشف ل(عكاظ) رئيس المنظمة العربية للسياحة الدكتور بندر آل فهيد عن وجود رؤية عربية سياحية للمحافظة على أمن السائح والمنشآت السياحية التي هي أصلا استثمارات عربية، والخروج باستراتيجية سريعة لما يتم تدميره من إرث وتراث للوطن العربي. وقال في حديثه ل(عكاظ) : «شاهدنا للأسف العمليات الإرهابية التي استهدفت المنشآت السياحية ودخلت تحت غطاء الدين الإسلامي، الذي هو بريء منهم، ودمروا آثارا تاريخية حتى وصلت الخسائر إلى أكثر من 30 مليار دولار». وأضاف: «لا سياحة بدون أمن، وواثق أن أصحاب السمو والمعالي وزراء الداخلية العرب حريصون على ذلك، ونتطلع أن يخرج هذا الملتقى بتوصيات قوية تخدم هذا القطاع». وعن الشرطة السياحية قال الفهيد: «هناك دول عربية كثيرة لديها شرط سياحية وتجارب متميزة وهناك مؤتمر لقادة الشرط السياحية في مجلس وزراء الداخلية العرب، ونجح كثير من الدول العربية التي ليس لديها شرط سياحية في الاستفادة من هذه الرؤية والتجارب، وهناك دول أخرى تسعى لتأسيس شرط سياحية. وحول السياحة الداخلية بالمملكة قال: «مغادرة السعوديين للسياحة في الخارج لا تعني ضعف السياحة السعودية، بل هي من أفضل الدول التي لديها بنى تحتية، وتطور وازدهار ولديها قيادة رشيدة أسست بعون الله أمنا واستقرارا لا مثيل لهما، والأمن والاستقرار ركيزة أساسية لتنمية وتطوير السياحة. حضر افتتاح الملتقى الذي تنظمه جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، والمنظمة العربية للسياحة بالتعاون مع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني ومحافظة الطائف والغرفة التجارية الصناعية بالمحافظة، ويستمر لمدة 3 أيام، رئيس اللجنة العليا للملتقى محافظ الطائف فهد بن معمر، ورئيس الجامعة الدكتور جمعان رشيد بن رقوش، والأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب الدكتور محمد كومان، وعدد من وزراء السياحة العرب. يذكر أن حفل الافتتاح تضمن كلمات لكل من: الدكتور الفهيد، الدكتور كومان، الدكتور بن رقوش، والدكتور السالم، إضافة إلى أفلام عن السياحة والآثار في محافظة الطائف والوطن العربي، وعن جامعة نايف. وشهد الملتقى في يومه الأول عقد جلستين علميتين، الأولى أدارها الدكتور علي فايز الجحني، وقدمتها الدكتور سميرة سعيد القحطاني من جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، وتحدث فيها كل من الدكتور عيد بن قعدان العتيبي من جامعة حائل، والدكتور محمود يوسف من وزارة الإعلام الفلسطينية، والدكتور مسفر بن سعد الخثعمي من جامعة بيشة، وتمحور الحديث حول تحليل المخاطر والجرائم التي تتعرض لها الآثار والمنشآت السياحية. أما الجلسة العلمية الثانية فقد رأسها الدكتور عبدالعزيز بن سعود الغزي وشارك فيها كل من: الدكتور نبيل من جامعة الجزائر، والدكتور محمود عائل الذيبي من جامعة الملك سعود، والدكتور مساعد منشط اللحياني من المديرية العامة للدفاع المدني، والدكتور طلال بن عبدالله الشريف من جامعة شقراء، تحدثوا عن الإجراءات القانونية والوقائية للحفاظ على المعالم السياحية، والجرائم التي تقع على الآثار والمنشآت السياحية، والمخاطر الإدارية على أمن وسلامة الآثار والمنشآت السياحية.