توقع نائب رئيس أرامكو السعودية السابق عثمان الخويطر انخفاض أسعار النفط في السوق العالمية خلال الفترة المقبلة، عازيا ذلك لعوامل سياسية واقتصادية تسهم في الضغط على الأسعار في الوقت الراهن مثل الاتفاق النووي الذي توصلت له القوى الغربية الست أمس مع إيران، والذي سينتج عنه رفع تدريجي عن العقوبات الغربية المفروضة على إيران، وما سيتبعه من ارتفاع تدريجي في إنتاج إيران النفطي، وبالتالي المعروض في السوق العالمية. واستبعد الخويطر هبوط سعر برميل النفط لأقل من 50 دولارا في الفترة المقبلة، مشيرا إلى أن الفائض الذي يقدر بما يتراوح بين 1.5 إلى مليوني برميل يشكل أحد العوامل لإبقاء الأسعار عند المستويات الحالية. وقال إن المؤشرات الحالية لا توحي باتجاه تصاعدي لأسعار النفط في الفترة المقبلة، فالتطورات العالمية والملفات المفتوحة تضغط على أسعار النفط باتجاه الهبوط، مضيفا أن الملف النووي الإيراني سيكون عاملا أساسيا في تحديد مسارات الأسعار في الفترة المقبلة، مؤكدا أن التوصل إلى اتفاق شامل بشأن الملف النووي الإيراني سيفتح المجال أمام إيران للعودة بشكل تدريجي للسوق العالمية، بحيث ستكون قادرة على زيادة إنتاجها بمقدار 500 ألف برميل في غضون فترة قصيرة، ليصل إنتاجها إلى 2.5 مليون برميل يوميا. وبين أن عودة إيران لحصتها السابقة في سوق النفط يتطلب فترة زمنية ليست قصيرة، خصوصا أن العملية بحاجة إلى قطع غيار لتطوير صناعة التكرير لديها، لاسيما أن الصناعة النفطية من الصناعات التي تتطلب فترة زمنية ليست قصيرة. وأوضح أن الظروف التي ساهمت في تراجع الأسعار لمستويات منخفضة ليست معلومة بشكل دقيق، فالبعض يرجعها لعوامل اقتصادية بحتة، فيما يرجح البعض تحركات من قبل بعض الدول المنتجة للنفط التقليدي لإزاحة منافسة النفط الصخري، بيد أن هناك عوامل لا تزال غير معلومة بشكل دقيق، مضيفا أن القراءة الحالية توحي باستمرار نزيف أسعار النفط في السوق العالمية، فالآمال بعودة الأسعار لمستويات تفوق 100 دولار لا تزال بعيدة، خصوصا في ظل المستويات السعرية الحالية المتراجعة . وذكر أن رفع الحظر عن إيران سيفتح الطريق أمامها لضخ نحو 40 مليون برميل مخزنة في البواخر حاليا، حيث عمدت طوال الفترة الماضية للإنتاج واستئجار بواخر، لاسيما أنها تفتقر للمخازن القادرة على استيعاب الإنتاج اليومي، فالحظر المفروض على صادراتها النفطية دفعها للتخزين في البواخر. وأشار إلى أن تحرك العراق باتجاه رفع طاقتها الإنتاجية لتصل إلى 7 ملايين برميل يوميا مقابل 4 ملايين برميل يوميا حاليا، يعزز الاعتقاد بعدم قدرة الطلب العالمي على امتصاص الفائض خلال الفترة المقبلة، وبالتالي فإن المعروض الكبير يشكل عامل ضغط على السوق النفطية، وبالتالي فإن الأسعار ستكون مرشحة لمزيد من الانخفاض في الفترة المقبلة.