وصف الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس التوسعة السعودية الثالثة والأخيرة للمسجد الحرام بأنها توسعة تاريخية، مؤكدا أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أيده الله، أتحف الأمة الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها بقرارات حكيمة ومشروعات عظيمة تأتي في طليعتها وذروتها توسعة الحرم المكي والمسجد النبوي الشريف. وقال في الجزء الأول من حواره مع «عكاظ» إنه سيكون لهذه الإنجازات التاريخية أثرها الإيجابي البالغ في إبراز الدور الريادي والحضاري لهذه البلاد المباركة وأداء الحرمين الشريفين رسالتهما الإسلامية العظيمة في نشر الخير والأمن والوسطية والاعتدال والسلام والمحبة والتسامح والحوار واليسر والوئام. وبين أن خطة الرئاسة في موسم رمضان وما بعده تنطلق من رؤية أن يكون الحرمان الشريفان منطلقا لنشر هدايات هذا الدين ومنابر توجيه وإرشاد للمسلمين وصروح هدى للعالمين، والعمل على تحقيق أقصى درجات الراحة والاطمئنان لتوفير بيئة آمنة طاهرة في الحرمين الشريفين، مفعمة بالروحانية معظمة لمكانتها محققة رضا المتعاملين فيهما، لافتا إلى أن من أبرز أهدافها إبراز الصورة العالمية المشرقة للحرمين الشريفين وقيم الإسلام الحقيقية ونشر قيم تعاليمه من خلال الارتقاء برسالة الحرمين الشريفين وعلى أن يكون المسجدان المعظمان منبرا للوسطية والاعتدال في نشر رسالة الإسلام وسماحته وتفعيل أدوار المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف العلمية والإرشادية وإبراز جهود الدولة -رعاها الله- فيما تقدمه من خدمات رائدة وجهود عظيمة في الحرمين الشريفين، كما تشمل محاور عديدة يقوم بتنفيذها أكثر من 12 ألفا من الموظفين المؤهلين.. فإلى التفاصيل: نبدأ من حيث انتهت إليه الخدمات المقدمة للمسجد الحرام، وتدشين التوسعة السعودية الذي رعاه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله، كيف ترونها؟ هذه توسعة تاريخية ومناسبة إسلامية غراء، وليلة تاريخية مباركة تألقت براعيها في شرف المكان والمكانة والزمان والمناسبة، وإن من نعم الله تعالى ما أفاء جل وعلا على بلادنا الغالية -بلاد الحرمين الشريفين- المملكة العربية السعودية من نعم لا تعد ولا تحصى، وإن من أولى النعم، وأعظم المنن أن جعلها سبحانه مهبط الوحي، ومنبع الرسالة، وقبلة المسلمين، منها أشرقت أنوار التوحيد والسنة وعمت الأرجاء وأضاء سناها جميع البقاع والأنحاء كما من عليها سبحانه بولاة أمر أفذاذ أماجد نبلاء. أماثل كرماء، تتابعوا في عقد وضاء، ونجابة شماء، منذ تأسيسها على يد الإمام الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه. لقد أتحف خادم الحرمين الشريفين حفظه الله الأمة الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها بقرارات حكيمة ومشروعات عظيمة، يأتي في طليعتها وذروتها توسعة الحرم المكي والمسجد النبوي الشريف، هذا المشروع العملاق الذي يتحدث عن نفسه وتفضل حفظه الله فأثلج الصدور بافتتاح هذه التوسعة الشاملة ذات المنظومة المتكاملة من الخدمات للمسجد الحرام. هذه التوسعة التاريخية تشمل بإجمالي المسطحات لكامل المشروع 1.470.000 متر مربع ويتسع المسجد الحرام لأكثر من 1.600.000 مصل، وللمشروع بوابات أوتوماتيكية تدار من غرف خاصة للتحكم بها عن بعد بإجمالي عدد أبواب المشروع 78 بابا بالدور الأرضي تحيط بمبنى التوسعة. كما أن المشروع يحتوي على أنظمة متطورة منها نظام الصوت بإجمالي عدد سماعات يبلغ 4524 سماعة، وكذلك نظام إنذار الحريق ونظام كمرات المراقبة بإجمالي عدد كمرات يبلغ 6635 كاميرا لكامل المبنى وأنظمة النظافة كنظام شفط الغبار المركزي. ويحتوي المبنى كذلك على مشارب مياه زمزم ضمن منظومة متكاملة مياه زمزم المبردة بإجمالي عدد مشارب زمزم 2528 مشربية، مما يوفر خدمات مميزة وأماكن للصلاة بالأدوار المختلفة والمناسيب المتنوعة لتأتي متواكبة مع تزايد أعداد الحجاج والمعتمرين والزائرين الذين سيودعون بهذا المشروع التاريخي مشكلة الزحام للأبد إن شاء الله . وسيكون لهذه الإنجازات التاريخية بإذن الله أثرها الإيجابي البالغ في إبراز الدور الريادي والحضاري لهذه البلاد المباركة وأداء الحرمين الشريفين رسالتهما الإسلامية العظيمة في نشر الخير والأمن والوسطية والاعتدال والسلام والمحبة والتسامح والحوار واليسر والوئام. الخدمات المقدمة هل هناك رؤية واضحة للخدمات التي تقدم للحرمين الشريفين؟ تنطلق خطة الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي خلال شهر رمضان المبارك لعام 1436ه من رؤية أن يكون الحرمان الشريفان منطلقا لنشر هدايات هذا الدين ومنابر توجيه وإرشاد للمسلمين وصروح هدى للعالمين. والعمل على تحقيق أقصى درجات الراحة والاطمئنان لتوفير بيئة آمنة طاهرة في الحرمين الشريفين مفعمة بالروحانية معظمة لمكانتها محققة رضا المتعاملين فيهما تنفيذا لأمر الله سبحانه وتعالى وهدي رسوله صلى الله عليه وسلم في التعظيم؛ كونها الرمز العالمي الفريد من نوعه والأساس المكين للعلم والهداية والأمان للعالم أجمع ومحط أنظارهم، مستثمرين كافة الإمكانات المادية والبشرية المتاحة ومن الأهداف العامة للخطة: إبراز الصورة العالمية المشرقة للحرمين الشريفين وإظهار قيم الإسلام الحقيقية ونشر قيم تعاليمه من خلال الارتقاء برسالة الحرمين الشريفين وعلى أن يكون المسجدان المعظمان منبرا للوسطية والاعتدال في نشر رسالة الإسلام وسماحته وتفعيل أدوار المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف العلمية والإرشادية وإبراز جهود الدولة -رعاها الله- فيما تقدمه من خدمات رائدة وجهود عظيمة في الحرمين الشريفين والارتقاء بأداء الرئاسة وتطوير منظومة أعمالها لتؤدي دورها المؤمل منها بما يحقق تطلعات ولاة الأمر -وفقهم الله- وتطوير بيئة العمل لرفع مستوى جودة منظومة الخدمات كافة في المسجدين الشريفين. وتسخير وسائل الإعلام وسبل الاتصال والتقنية كافة في إبراز رسالة الحرمين الشريفين وتنسيق دور المجتمع التطوعي في خدمة الحرمين الشريفين. وقد بدأت الخطة 28 من شهر شعبان وستستمر إلى الخامس من شهر شوال إن شاء الله. للعمل على توفير جميع الخدمات على مدار الساعة للمعتمرين والزوار. وللخطة عدد من المحاور وهي المحور التوجيهي والإرشادي والمحور الخدمي والمحور الفني والمحور الإعلامي والثقافي والتوعوي والمحور الرقابي. وفيما يتعلق بالمحور التوجيهي والإرشادي الذي يعنى بتوعية العمار والزوار بأمور دينهم وإرشادهم إلى أداء نسكهم وعباداتهم على الوجه وإقامة حلقات للدروس يلقيها عدد من أصحاب الفضيلة المشايخ والعلماء والمدرسين وكذلك توزيع المصاحف وترجمات معاني القرآن الكريم والكتيبات الدينية، وترجمة خطبة الجمعة في الحرمين الشريفين لعدد من اللغات. وفيما يتعلق بالمحور الخدمي، يعنى بالإشراف التام على نظافة الحرمين الشريفين وساحاتهما مرافقهما مع العناية بفرش السجاد ونظافته وترتيبه وتنظيم موائد الإفطار بالحرمين الشريفين. ويعنى المحور الفني من الخطة بما يحتاجه الحرمان الشريفان ومرافقهما من مشروعات وصيانة وتشغيل للأعمال الكهربائية والميكانيكية ولمتابعة سير العمل في جميع المواقع بالحرمين الشريفين ومتابعة تنفيذ الخطة من خلال المحور الرقابي الذي تقوم بتنفيذه الإدارة العامة للمتابعة وإدارة العمليات. وتسهم مكتبة الحرم المكي الشريف ومكتبة المسجد الحرام ومكتبة المسجد النبوي وإدارة الاتصال والإعلام والمركز الإعلامي ومعرض عمارة الحرمين الشريفين ومعرض توسعات المسجد النبوي الشريف بالعناية بالمحور الإعلامي والثقافي والتوعوي. ويتم تنفيذ الخطة بمشاركة وتنسيق الإدارات الحكومية والأمنية ذات العلاقة وفي مقدمتها إمارة منطقة مكةالمكرمة وإمارة منطقة المدينةالمنورة. القوى العاملة كم يبلغ عدد القوى العاملة في هذه الخطة؟ يقوم على تنفيذ هذه الخطة في الحرمين الشريفين خلال موسم شهر رمضان لعام 1436ه أكثر من 12 ألفا من القوى البشرية من موظفين وموظفات من المؤهلين علميا وعمليا للمراقبة ومتابعة سير العمل وبالإضافة إلى عمال وعاملات النظافة والصيانة والتشغيل. وفيما يتعلق بمشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز لرفع الطاقة الاستيعابية للمطاف، فإن أعمال المرحلة الثالثة والأخيرة مازالت قائمة لاستكمال أعمال المرحلة وأنه ستتم الاستفادة من طوابق مرحلتي المشروع الأولى والثانية وإتاحتها للمصلين. مع استمرار تشغيل أدوار المسعى وأدوار مبنى توسعة الملك فهد -يرحمه الله- وأدوار المرحلتين الأولى والثانية من مشروع توسعة المطاف، كما يجري استمرار تنفيذ مشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتوسعة الساحات الشمالية في مراحل متقدمة نحو الإنجاز النهائي. ولله الحمد فإنه تمت الاستفادة في موسم رمضان الحالي من مبنى توسعة المطاف بمراحله الثلاث للأدوار (الصحن والأرضي والأول والسطح للمرحلة الأولى والثانية) بالإضافة إلى المطاف المؤقت لتأدية شعيرة الطواف وذلك ليتسنى للزوار والمعتمرين تأدية مناسكهم بكل يسر وسهولة، وقد تم الانتهاء من أعمال الأساسات لكافة المرحلة الثالثة من المشروع بنسبة 100%، وبالنسبة لدور الصحن تم الانتهاء من الأعمدة بنسبة 94% وللأسقف بنسبة 85%، بالإضافة إلى الدور الأرضي فقد تم الانتهاء من الأعمدة بنسبة 81% وللأسقف بنسبة 61%، وفيما يتعلق بالدور الأول بلغت نسبة الإنجاز 46% من الأعمدة، وللأسقف بنسبة 14.3%، وفيما يخص عبارات الخدمات في دور الصحن تم إنجازها بنسبة 100%، وفيما يتعلق بالرواق العثماني فقد تم إنهاء ما نسبته 40% من إنشاء الأعمدة وتشطيب بعض الأجزاء، كما كشف عن استئناف أعمال الإنشاء وأعمال التشطيبات بعد موسم رمضان للانتهاء من دور السطح للمرحلة الثالثة من المشروع قبل موسم الحج بإذن الله. وهذه الخدمات التي هيأتها الرئاسة في الحرمين الشريفين تأتي انطلاقا من توجيهات خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا وصاحب السمو الملكي ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع وبإشراف مباشر ومتابعة مستمرة من صاحب السمو الملكي مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس لجنة الحج المركزية وصاحب السمو الملكي أمير منطقة المدينةالمنورة رئيس لجنة الحج بالمدينة حفظهم الله جميعا. الاهتمام بالحرمين وكيف تقرأون هذا الاهتمام من القيادة بالحرمين الشريفين وإلام يرمز ذلك؟ إن من أولى اهتمامات القيادة الرشيدة -حفظها الله- العناية بخدمة بيت الله الحرام ومسجد رسوله صلى الله عليه وسلم من خلال منظومة كاملة ومتكاملة من الخدمات المتنوعة منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز رحمه الله مرورا بالعهود الزاهرة من الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله رحمهم الله إلى العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله، الذي دائما ما يوصي بكل ما من شأنه التطوير والتحسين المستمر للخدمات المقدمة لرواد الحرمين الشريفين والعمل على تقديم التسهيلات التي يحتاجها كل زائر وقاصد للحرمين الشريفين وقد اتخذت الرئاسة ذلك أساسا ومنهجا ورؤية. والعمل على تحقيق أقصى درجات الراحة والاطمئنان بغية توفير بيئة طاهرة آمنة في الحرمين الشريفين، مفعمة بالروحانية، مقدره لمكانتها محققة رضى المتعاملين فيهما تنفيذا لأمر الله سبحانه وتعالى وهدي رسوله صلى الله عليه وسلم في التعظيم والعناية كونهما الرمز العالمي الفريد من نوعه والأساس المكين للعلم والهداية والأمان للعالم أجمع ومحط أنظارهم، مستثمرين كافة الإمكانات المادية والبشرية المتاحة. العشر الأواخر ما أبرز ما يوصى به المسلم في ما تبقى من العشر الأواخر من رمضان؟ بداية، رمضان من أجل المناسبات وأعظمها قدرا وأبعدها أثرا وهو ما تعيشه الأمة الإسلامية في هذا الشهر الكريم لذا فأبرز ما يوصى به المسلم أن يتحسس قلبه فيغسله بالتوبة النصوح وينقيه من كل ما يشغل من حطام الدنيا فيصقل بذلك إيمانه ويحيي مشاعره الطاهرة ثم يقبل على الطاعات في صفاء وبر ونقاء ورغبة في الخير لنفسه وللمسلمين فيرتشف من شهر الحسنات المضاعفة والرحمة الغامرة. ثم إن المسلمين محتاجون لفترات من الراحة والصفاء لتجديد معالم الإيمان، وإصلاح ما فسد من أحوال، وعلاج ما جد من أدواء، وشهر رمضان المبارك هو الفترة الروحية التي تجد فيها هذه الأمة فرصة لاستجلاء تاريخها، وإعادة أمجادها، وإصلاح أوضاعها. إنه محطة لتعبئة القوى الروحية والخلقية التي تحتاج إليها الأمة، بل يتطلع إليها كل فرد في المجتمع، إنه مدرسة لتجديد الإيمان، وتهذيب الأخلاق، وتقوية الأرواح، وإصلاح النفوس، وضبط الغرائز وكبح جماح الشهوات، إنه مضمار يتنافس فيه المتنافسون للوصول إلى قمم الفضائل، ومعالي الشمائل، وبه تتجلى وحدة الأمة الإسلامية.