يعتبر مسجد القبلتين من المساجد التاريخية في المدينةالمنورة والتي يحرص كثير من الزوار والأهالي على الصلاة فيه، لمكانته العظيمة في الاسلام، ولما له من عبق تاريخي كبير حيث شهد المسلمون في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، تحول قبلته من جهة باب المقدس إلى الكعبة المشرفة. ويقع مسجد القبلتين في منطقة بني سَلِمَهْ على هضاب حرة الوبرة في الطريق الشمالي الغربي للمدينة المنورة، وتحديداً على طريق خالد بن الوليد وتقاطعه مع شارع سلطانة (المركز التجاري في المدينةالمنورة)، وهو قريب جداً من الدائري الثاني (طريق الملك عبد الله) من جهة الغرب. وتبلغ مساحة المسجد 3920 مترا مربعا، تعلوه قبتان الأولى قطرها 8م والثانية 7م والارتفاع ما يقارب 17م لكل منهما. سبب التسمية يقول الدكتور تنيضب الفايدي المؤرخ المعروف إن سبب تسمية المسجد يعود إلى أن جماعة من المسلمين في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، كانوا يصلون باتجاه المسجد الأقصى وإذا بمناد خلفهم يصيح ويخبرهم بأن الوحي قد نزل على النبي صلى الله عليه وسلم، بتحويل اتجاه القبلة من بيت المقدس إلى المسجد الحرام، تبعاً لقول الله (قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ) البقرة 144، وبالفعل قام الصحابة بتحويل وجهوهم وأجسادهم شطر المسجد الحرام بمكة، وأضاف الدكتور الفايدي بني هذا المسجد في بادئ الأمر بالطين واللبن وسقف بجذوع النخل، ثم تم تجديد بناء المسجد في عهد عمر بن عبد العزيز، وجدد ثانية في عهد السلطان القانوني عام 950ه، وتم تطويره وتوسعته فأزيلت الرابية وأقيم مكانها مبنى جديد واسع يتألف من طابقين. الجدير بالذكر أن مسجد القبلتين حظي بتوسعه عمرانية كبرى في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز رحمه الله - سنة 1408ه وتم إعادة أنشائه على الطراز المعماري الحديث.