مضى رمضان شهر الخير متسارعا واقترب من منتصفه، واسأل الله العلي القدير أن يكتبنا من عتقائه وأن يحفظ وطننا ويسبغ علينا نعمتي الأمن والأمان. في وسطنا الرياضي وفي أي وسط يثار موضوع «الميول» بصورة أو بأخرى، وأحببت في مقال هذا الأسبوع أن أسلط بعضا من الضوء عليه. فالميل جاء به «جيلفورد» بأنه نزعة سلوكية عامة لدى الفرد تجذبه نحو نوع معين من الأنشطة. كما أن الميول يتم قياسها علميا بواسطة اختبارات منها مقياس «سترونج» للميول المهنية، وقد تكون موروثة أو تكتسب عن طريق عوامل اجتماعية مثلا. وأي منتم للوسط الرياضي من الصعب أن تجد ليس له ميول. وأن يكون للفرد ميول أمر محبذ ويتلاءم مع هدف أي رياضي سعودي في المساعدة على رفعة مستوى الكرة السعودية. وأستغرب صدقا من بعض المنتمين للوسط الرياضي في واقعية إخفاء ميولهم أو التصريح علنا بأن لا ميول لهم. وهذا يتنافى من وجهة نظري مع أبجديات الرياضة في كونها تدعو للتنافس الشريف. فإذا كان الجميع لا ميول لهم فسؤالي من سيملأ المدرجات ويشجع الفرق. فالجمهور هو أساس اللعبة والمحفز الأول. فكيف يمكن أن تكون هنالك رياضة بدون جمهور؟ أمر غير ممكن ومعقول ! وكون أن الفرد له ميول لا يعني البتة تحقير الآخرين في ميولهم أو بث التعصب والفرقة، والأهم عدم ظلم الآخرين وتغيير القرارات بسبب ميول المسؤول. فالرياضة مقربة وليست منفرة وما تشهده الساحة الرياضية مؤخرا من شد وجذب من البعض أمر لن يصلح رياضتنا ويدعم التأخر. والمثالية المنشودة لا تعني إطلاقا عدم الرغبة في المنافسة والانهزامية بل شخصيا أتمنى حصول فريقي على جميع البطولات، ولكن تنتهي المنافسة بانتهاء صافرة الحكم. ما قل ودل : النظام وتطبيقه بمعيار واحد ينهي جدلية الميول ! [email protected]