تحرص الجماهير على متابعة نجومها المفضلين، وتتكبد مشقة العناء للقائهم، وتحرص على تخصيص الوقت والمالي المطلوبين لذلك، ولشح نجوم والسوبر أستار في أنديتنا، وافتقاد الجماهير لمن يبرد نار الشوق لدى هذه الجماهير ويقدم ما يأملون منه من ألوان الفنون تطربهم وتنسيهم مشقة العناء التي تكبدوها.. ولأننا نعاني في السنوات العشر الأخيرة من العزوف الجماهيري عن حضور أغلب مباريات الدوري السعودي، مما ترك أثره السلبي على مداخيل الأندية ( التي لا تملك راعي )ً، وأطفاء الكثير من الحماس لدى بعض اللاعبين ليظهر بأداء ضعيف لا يعكس ما يملكون من مهارات.. هذه الجماهير التي كانت تشعل المدرجات وتأجج مشاعر الحماس لدى اللاعبين، وتساهم في رفع معنوياتهم فيتألقون ويبدعون داخل المستطيل الأخضر، وتزيد من روح المنافسة الشريفة، لتتشكل لوحة فنية رياضية إبداعية، تدخل الغبطة والغيرة لدى من لم يحضر اللقاء لما فاته من متعة.. وترتقي بالكرة إلى أعلى المستويات.. ولان هذا العزوف الكبير أوشك أن يكون ظاهرة متفشية في رياضتنا بشكل عام وبكرة القدم بشكل خاص، مما حدا بالبرامج لمناقشة هذه الظاهرة والتي أجمعت الآراء والأفكار على ان الجميع يتشاركون في وجود مثل هذه الظاهرة وعلى رأسهم الرئاسة العامة لرعاية الشباب.. فهي المناط بها مسئولية الصيانة والخدمات وتطويرها، فلا مستوى النظافة في الملاعب بالشكل المطلوب، ولا الخدمات المتوفرة ترتقي لما يجب أن تكون عليه ملاعب المملكة..!! رغم كثرة الوعود بالتطوير ولكن " نسمع جعجعة ولا نرى طحينا "..!! كما أن توقيت إقامة المباريات متأخر نسبياً فالمباريات تنتهي قرب منتصف الليل، وهذا التوقيت لا يتناسب مع ظروف الطلاب ولا الموظفين، فلو قدمت المباريات إلى ما بعد صلا ة المغرب (الشوط الأول ) وبعد صلاة العشاء (الشوط الثاني )، مما يعفى من يرغب بالحضور من السهر إلى ساعة متأخرة من الليل، كما أن هذا التوقيت سيتناسب مع البرامج الرياضية لتقديم وقت عرضها من منتصف الليل إلى وقت أفضل ومناسب يحقق لها نسبة مشاهدة مرتفعة.. غياب الدافع والمحفز لتحمل مشقة العناء للذهاب في ( رحلة شقاء ) لحضور مباراة فقيرة المستوى، خالية من اللامحات الفنية، فلا اللاعب المحلي يطرب ولا الأجنبي يعوض، لغياب المعايير الصحيحة لاختيار اللاعبين الأجانب، فعدد اللاعبين المتميزين الأجانب لا يتعدون أصابع اليد الواحدة ومن أصل ( 56 لاعب اجبياً )..!! غياب النجم السوبر أستار والذي كانت تزخر بهم ملاعبنا على مدار الخمسة وعشرون سنة الماضية، ففي كل فريق من فرق الدوري كانت تلمع عدة نجوم، لتتلألآ جميعها في سماء الكرة السعودية، لتشكل هذه النجوم وما تقدمه من مستويات ( حافز ) لجحافل الجماهيري المتغنية والعاشقة لهذه النجوم بمليء المدرجات حضوراً وحماساً.. هذه الأسماء كانت تجبر الجماهير بمختلف ميولها على حضور المباريات ولمشاهدة أولئك النجوم من اللاعبين الوطنيين منهم والأجانب، هذه الأسماء لا تزال تتغنى بهم جماهير الأندية حتى وقتنا الحاضر.. فمن لا يتذكر ( صالح النعيمة، ماجد عبدالله، يوسف خميس، فهد المصيبيح، احمد الصغير ( رحمه الله )، أمين دابو، عثمان مرزوق، شايع النفيسة، محيسن الجمعان، يوسف الثنيان) وغيرهم كثر.. ولا ننسى دور الإعلام والإعلاميين في هذا العزوف، فما يسود وسطنا الإعلامي الرياضي هذه الأيام يغذي التعصب، ويصادر حقوق الآخرين ويبخسهم أشيائهم، بناء على ميولهم..!! واللاعب الذي ينتقل إلى فريق أخر يكون عرض نفسه لهجوم، وهوى بنفسه إلى ادن درجة، لن يكون ذلك المبدع والفنان والمهاري ,....,... ..!! وأي زلة له يصب عليه جام غضبهم، فما بلكم بالغلطة..!! يجب أن يحضا دخول ماجد عبدالله موسوعة غينس بتقدير إعلامي ورسمي، فالانجاز العالمي يسجل باسم المملكة، كأول رياضي سعودي عرب يدخل هذه الموسوعة، رغم عن محاولات البعض اليائسة لتغطية الشمس بكف يدهم.. توفي العم الغالي ( عثمان المدلج ) بعد معاناة طويلة مع المرض ( رحمك الله وجعل ما أصابك رفعة لك بالجنة وتمحيص لسيئاتك، وأسكنك فسيح جنانه وان يغفر لك) .. وإنا لله وإنا إليه راجعون..