ساند لاعبو الهلال زميلهم حمد الحمد؛ نظير الإحباط الذي بدا على ملامح وجهه، وعدم رضاه عن التغيير الذي أجراه مدربه ريجيكامب في لقاء الرائد لعودته للدكة مرة أخرى رغم قصر الفرصة التي منحت له، وهو ما أثار استياء لاعبي الهلال أيضا. الحمد كان ينتظر الفرصة ليثبت نفسه ويخرج من حبس الدكة التي لازمها منذ انتقاله من الاتفاق، لكن مدربه زاد من شعوره بالإحباط باستبداله في الشوط الثاني بعد اشركه مضطراً في الشوط الأول لإصابة ياسر. إصابة ياسر القحطاني - نسال الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه - رغم قساوتها إلا أنها أظهرت لنا وجها جميلا افتقدناه كثيراً في وسطنا الرياضي، يعكس طبيعة «تنافس النبلاء» وسط روح رياضية أخوية، فمواساة رئيس النصر الأمير فيصل بن تركي وأعضاء إدارته وجماهير النصر له والدعاء له بالشفاء يؤكد سمو أخلاقهم ورقي تفكيرهم وحفظهم الطيب لمن قدمه. ياسر القحطاني لاعب كبير رغم قوة المنافسة بين الفريقين الموسم الماضي على كل الأصعدة، ورفض مدرب فريقه تقديم التهنئة للفريق البطل، وما دار من بعض منسوبي الإعلام الأزرق من تشكيك ونيل من أحقية النصر بالبطولات، إلا انه سما بنفسه عن كل هذا وتعامل بما يمليه عليه واجبه كقائد نبيل للفريق، يعي أن التنافس محصور داخل المستطيل الأخضر، وان التعصب والغلو فيه ليس من سمات النبلاء. وما يحز في النفس استمرار خروج الأصوات النشاز بالتشكيك في أي عمل نبيل أو عمل يحد من التعصب الأعمى الذي اصبح سمة بارزة لدى الأغلبية - للأسف - في وسطنا الرياضي، فما الضير بأن اقدم الشكر لمنافسي على عمل نبيل قام به، عملا بقَوْله تَعَالَى: «هَلْ جَزَاء الْإِحْسَان إِلَّا الْإِحْسَان». وبما اننا على مشارف لقاء القمة بين النصر والهلال، وهي عادة ما تقدم لنا لمحات فنية مميزة مغلفة بروح رياضية تعكس التنافس الشريف بين الفريقين وجماهيرهما، وتخلو من الخروج عن النص، حتى انهم يشتركون في المداخل والمخارج من والى الاستاد، نأمل أن يستمر هذا اللقاء كسابقيه، فاللقاء يحظى باهتمام ومتابعة من الملايين في العالم العربي، فلتكن اجمل صورة تعكس رياضتنا السعودية وروح التنافس فيها. لكن ما يتبع ذلك من إثارة حميدة وغير حمية بأصوات نشاز هي من تؤجج الشارع الرياضي وتقود الدفة إلى منحدر لا يليق بسمعة الفريقين ولا نجومهم وتغذي التعصب، مما ينعكس بالسالب على منافساتنا الرياضية بشكل عام. تكاتفنا وتعاوننا في نبذ هذه الأصوات النشاز يساهم في تحجيم هؤلاء والحد من سموم التعصب الذي يبثونه في وسطنا الرياضي، فاحترام حق الآخرين في تحديد ميوله وقول آرائه دون تقليل أو تجريح في الغير، وأن يحترم الرأي والرأي الأخر مهما بلغ الاختلاف يجب أن لا يؤثر في الود والترابط والعلاقات الاجتماعية «فمن يحترم حقوق الناس احق أن يحترم». أختم بالدعاء للكابتن ياسر القحطاني بالشفاء العاجل، وأن يعود سالما معافى، (وتستاهل يا أبو عبدالعزيز يا نبيل، هذا التعاطف وهذا الحب).