غاية المسلم في حياته أن ينال رضا رب العزة والجلال بالعفو والمغفرة والأمل في الإحسان يوم يقوم الناس لرب العالمين. والذي لا شك فيه أن شهر رمضان فرصة لبلوغ تلك الغاية حيث يضاعف الله الحسنات. فقد جاء في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «كل عمل ابن آدم له، الحسنة بعشرة أمثالها إلى سبعمائة ضعف. قال الله عز وجل إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به، إنه يترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي، للصائم فرحتان: فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك». وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «أعطيت أمتي في رمضان خمس خصال لم تعطها أمة قبلهم : خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، وتستغفر لهم الملائكة حتى يفطروا، ويزين الله كل يوم جنته ثم يقول : يوشك عبادي الصالحون أن يلقوا عنهم المؤنة والأذى ويصيروا إليك، وتصفد فيه مردة الشياطين فلا يخلصون فيه إلى ما كانوا يخلصون إليه في غيره، ويغفر لهم في آخر ليلة. قيل : يا رسول الله أهي ليلة القدر ؟ قال : لا ولكن العامل إنما يوفى أجره إذا قضى عمله». كما جاء في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «إذا دخل رمضان فتحت أبواب السماء وغلقت أبواب جهنم وسلسلت الشياطين».. ولمسلم : «وفتحت أبواب الرحمة». ومن آداب الصيام تجنب الكذب والنميمة والبهتان .. فقد روى البخاري رحمه الله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه». وفي حديث آخر : «ليس الصيام من الطعام والشراب إنما الصيام من اللغو والرفث». وقد جاء في مسند الإمام أحمد : أن امرأتين صامتا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فكادتا أن تموتا من العطش، فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فأعرض، ثم ذكرتا له فدعاهما فأمرهما أن يتقيآ فقاءتا ملء قدح قيحا ودما وصديدا ولحما عبيطا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : «إن هاتين صامتا عما أحل الله لهما، وأفطرتا على ما حرم الله عليهما، جلست إحداهما إلى الأخرى فجعلتا يأكلان لحوم الناس». فاللهم وفق عبادك لما يرضيك وجنبهم ما لا ترضاه فإنك ولي ذلك والقادر عليه.. السطر الأخير : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إن للصائم عند فطره دعوة لا ترد»..