الحمد لله الذي انعم علينا بادراك شهر الصيام والقيام وتلاوة القرآن والحمد لله الذي وهبنا الصحة والعافية لنقدم فيه الأعمال الصالحة، فما اجمل رمضان عندما يكون بداية للتوبة والانابة وميداناً للمنافسة في عمل الخيرات. هذا الشهر الذي تعتق فيه الرقاب من النار وتحط فيه الخطايا وترفع الدرجات وتضاعف الحسنات جدير ان نغتنمه ولا نضيع الاوقات فهي دعوة من هذا المنبر المبارك ان ننضم لقوافل التائبين القاصدة باب من هو غني عن خلقه سبحانه. باب من لا تضره معصية ولا تنفعه الطاعة، باب غافر الذنب وقابل التوب فلنغتنم مواسم الخير بالجد والعمل الصالح ولنتبارى في مضمار السباق مقبلين على الله منشدينه مغفرة الخطايا والزلات طامعين في جنة عرضها السماوات والارض انها فرصة لن تتكرر فلنبادر فكم غيب الموت صاحب ووارى الثرى من حبيب. فطول العمر فرصة للتزود من الطاعات والتقرب الى الله عز وجل بالعمل الصالح قال الله تعالى : (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان) البقرة 185 وقال صلى الله عليه وسلم : (كل عمل ابن آدم له ، الحسنة بعشر امثالها الى سبعمائة ضعف يقول الله عز وجل : إلا الصيام فإنه لي وانا أجزي به، ترك شهوته وطعامه وشرابه من اجلي للصائم فرحتان : فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه ولخلوف فم الصائم اطيب عند الله من ريح المسك). متفق عليه وقال : (من صام رمضان ايماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه) متفق عليه وقال : (من صام يوماً في سبيل الله باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفاً) رواه مسلم وقال : (ان في الجنة باباً يقال له (الريان) يدخل منه الصائمون لا يدخل منه احد غيرهم، فإذا دخلوا اغلق، فلم يدخل منه احد غيرهم) متفق عليه. وقال : (اذا كان اول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن وغُلقت ابواب النار فلم يفتح منها باب وفتحت ابواب الجنة فلم يغلق منها باب وينادي منادٍ : يا باغي الخير اقبل ويا باغي الشر اقصر ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة) رواه الترمذي وقال : (من قام رمضان ايماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه) متفق عليه وقال : الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة يقول الصيام : أي رب منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه ويقول القرآن : رب منعته النوم بالليل فشفعني فيه فيشفعان) رواه احمد وقال : (يا ايها الناس افشوا السلام واطعموا الطعام وصلوا الارحام وصلوا والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام) رواه الحاكم وصححه وقال : (من فطر صائماً كان له مثل اجره غير انه لا ينقص من اجر الصائم شيء) رواه احمد والنسائي وكان صلى الله عليه وسلم اجود الناس وكان اجود ما يكون في رمضان. كان اجود بالخير من الريح المرسلة . فكل هذه المميزات في رمضان فما أجمله!. انه شهر القرآن والاحسان والصدقة وصلة الرحم انه شهر العبادة والذكر والتوبة والانابة شهر الاعتكاف والعمرة والجهاد شهر يحفظ فيه المسلم بصره ولسانه يقول صلى الله عليه وسلم : (من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في ان يدع طعامه وشرابه) رواه البخاري. انه فرصة للتربية يقول صلى الله عليه وسلم : (الصوم جنة فاذا كان يوم صوم احدكم فلا يرفث ولا يفسق ولا يجهل فان سابه احد فليقل : اني امرؤ صائم) متفق عليه وكان ابو هريرة رضي الله عنه واصحابه اذا صاموا جلسوا في المسجد وقالوا : نحفظ صيامنا يخلو المرء بربه ويدع الدنيا ومن ذلك شرع الاعتكاف حيث كان المصطفى صلى الله عليه وسلم يعتكف كل رمضان عشرة أيام فلما كان العام الذي قبض فيه اعتكف عشرين يوماً (رواه البخاري). واخيراً فرمضان فرصة لمن فرط في صلاته ليتدارك نفسه فبين الرجل وبين الكفر (ترك الصلاة) ورمضان فرصة لمعالجة التفريط وفرصة لتجديد التوبة. يقول النبي صلى الله عليه وسلم : (رغم انفه ثم رغم انفه ثم رغم انفه، من ادرك رمضان ولم يغفر له).