أكد الدكتور إبراهيم نجم، مستشار مفتي مصر، ل «عكاظ» أن دار الإفتاء استشعرت مبكرا خطر الفتاوى التكفيرية والفكر المتطرف على المجتمع المصري، فبادرت بإنشاء مرصد للفتاوى التكفيرية يعمل وفق منهجية علمية منضبطة بضوابط العلم والعمل الصحيح المنبثق عن الفكر الوسطي المعتدل ومواجهة موجات التطرف والارهاب. وأضاف مستشار مفتي مصر، إن مرصد الفتاوى التكفيرية يقوم برصد كافة الفتاوى التكفيرية والمتطرفة ويعمل على تحليلها وفق منهج علمي رصين يراعي السياقات الزمانية والمكانية للفتاوى، ويقدم ردودا علمية شاملة وموثقة ومعالجات موضوعية. وأوضح نجم أن دار الإفتاء أطلقت حملة دولية تتواصل فيها مع وسائل الإعلام الأجنبية والشعوب الغربية لعدم استخدام مصطلح الدولة الإسلامية عند الحديث عن تنظيم داعش الإرهابي، وتصحيحه بمصطلح دولة المنشقين عن القاعدة في العراق والشام، موضحا أن الحملة تشمل كذلك إطلاق صفحة مناهضة للتنظيم الإرهابي على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك باللغة الإنجليزية، للرد على شبهات داعش والتنظيمات والجماعات الارهابية. وأشار مستشار مفتي مصر إلى أن فتاوى الجماعات التكفيرية تزيد من تشويه صورة الإسلام أمام العالم وتعطي انطباعا أن الإسلام دين لا يوافق الواقع ودين جامد لا يتطور. وأكد نجم أن جميع هذه الجماعات الإرهابية بما فيها داعش وبيت المقدس والجماعات التكفيرية تنهل من معين واحد، وهو فكر الخوارج التكفيري الذي يعتبر النواة الأولى لجميع الفرق والجماعات الإرهابية، التي اتخذت العنف سبيلا للتغيير، لافتا إلى أنه من المعروف أن الخوارج هم أول من استخدم الإرهاب الفكري في وجه مخالفيهم ثم قتالهم ثانية، وقد شابهتهم كثير من الجماعات الدينية المعاصرة. وقال، وكما روى الإمام البخاري أثر ابن عمر رضي الله عنه أنه من سمات منهج الخوارج هو التخبط في فهم القرآن والاندفاع بتلك الأفهام المنحرفة إلى ترويع الناس وإراقة الدماء، فقد ورد في صحيح البخاري أن ابن عمر رضي الله عنه كان يقول: (انطلقوا إلى آيات نزلت في الكفار فجعلوها على المؤمنين)، وعن حذيفة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ ما أَتَخَوف عليكم رجل قرأ القرآن حتى إذا رئيت بهجته عليه وكان ردءا للإسلام غَيَّرَه إلى ما شاء الله فانسلخ منه ونبذه وراء ظهره وسَعَى على جَارِه بالسيف ورماه بالشرك، قال قلت يا نَبِيَّ الله أيُّهُما أَولَى بالشرك المرمي أم الرامي؟ قال: بل الرامي). وأوضح أن الجماعات التكفيرية تستغل النساء، والذي يعد عنصرا هاما في جذب العناصر لمثل هذه التنظيمات، مما يسهم في زيادة الأعداد تحت لوائها، حيث يستخدم تنظيم منشقي القاعدة داعش ما يطلق عليه إعلاميا جهاد النكاح لجذب الشباب إلى صفوفه.