لم يأت المخرج السوري سيف الدين السباعي بالجديد في مسلسل بنت الشهبندر، سوى انه خارج من المكان المصنوع لتصوير المشاهد كما جرت العادة في دراما الحارات الشامية الى المكان الطبيعي، وذلك ليس كتطور مقصود انما هو حاجة والحاجة كما هو معروف ام الاختراع، فالازمة السورية التي هجرت ما يزيد عن المليون ونصف المليون سوري من بلادهم، هجرت الدراما السورية من مدن الاعلام والاستديوهات الضخمة في دمشق وحلب الى لبنان وبعض قراه التي ما زالت محتفظة بملامح التاريخ وعبقه، وهو ما حصل مع مسلسل بنت الشهبندر الذي صورت معظم مشاهده في جبيل وبيت الدين. المسلسل لا يقدم حكاية جديدة، بل يستنسخ الحكاية المعروفة حول زعيم الحارة والتنافس بين الابناء على وراثته، وما يترافق مع قصة حب تنشأ من خلف الجدران لتستولد الحكاية احداثها بشكل روتيني ربما ممل في قواميس النقد الدرامي، الا ان المشاهد العربي كما يبدو اعتاد عليها. قصي خولي احد ابطال العمل البارزين، وعندما اراد ان يروج للمسلسل تناسى كل شيء، قصة وسيناريو وحبكة درامية ليتحدث عن الازياء والديكور فاطال الحديث عنهم كالمبهور بالمكان الخارجي لافلام الحارة السورية، وكأنها فتح جديد في سياق الدراما السورية. بنت الشهبندر مثله مثل كثير من المسلسلات من المدرسة ذاتها، الا انه في زمن قحط المبدعين والابداعات يلقى مشاهدة على قاعدة «مكره أخاك لا بطل».