إن هدف الطبيب في رمضان، وغيره من الشهور، هو ضبط السكري بحيث يكون تراكم السكري (A1C) أقل من 7% وأقل من 6.5% لدى البعض دون التعرض لخطر هبوط السكر، وتوقف المريض عن الأكل والشرب في نهار رمضان قد يعرضه لبعض المخاطر، وأهمها هبوط السكر أو ارتفاعه الشديد، أو الإصابة بالحماض الكيتوني أو الجفاف، وخاصة في هذه السنوات التي يصادف فيها رمضان فترة الصيف. كما أن التغذية السيئة قد تزيد الوزن مما يعيق ضبط السكر ويساعد في حدوث المضاعفات. وقد أجرى د. إبراهيم السلطي وزملاؤه دراسة هامة على حال السكري في رمضان شملت 13 دولة، ولاحظ الفريق أن نسبة الإصابة بهبوط السكر الشديد المؤدي إلى دخول المستشفى قد زادت لدى مرضى النوع الثاني من السكر إلى أكثر من سبعة أضعاف في شهر رمضان مقارنة بالمتوسط الشهري في السنة، بينما ارتفعت إلى أكثر من 4 أضعاف لدى مرضى النوع الأول. وقد نشرت د. منيرة العروج وزملاؤها ، ومنهم د. خالد الطيب استشاري السكري المعروف، دراسة قيمة عن أحوال مرضى السكري في رمضان وقسموا المرضى إلى فئات حسب درجة الخطورة على كل فئة عند الصيام، وقد شملت الفئة المعرضة لخطورة عالية جدا: مرضى السكري من النوع الأول، أو الإصابة بهبوط شديد أو حماض كيتوني خلال الأشهر الثلاثة السابقة لرمضان، وعدم الإحساس بهبوط السكر، أو الإصابة بأمراض حادة مصاحبة (مثل جلطة القلب أو العدوى الشديدة) أو العلاج بالغسل الكلوي، أو فترة الحمل أو العمل الشاق في نهار رمضان. وقد قام د. محمد حسنين من جامعة كارديف وزملاؤه بعقد برنامج من التثقيف الممنهج قبل رمضان لمرضى السكري من النوع الثاني تضمن التثقيف ممارسة الرياضة وجدولة الوجبات، وتحليل السكر، وهبوط السكر، وجرعة العلاج وتوقيتها ووجدوا أن هذه المجموعة فقدت من الوزن في المتوسط 0.7 كجم بعد رمضان كما انخفض عدد مرات هبوط السكر لديها من 9 إلى 5، بينما زاد وزن المجموعة التي لم تتلق برنامج التثقيف بمتوسط 0.6 كجم بعد رمضان في حين زادت لديها عدد حالات هبوط السكر في رمضان من 9 إلى 36 حالة. وبناء على ما تقدم ننصح المريض بمناقشة موضوع الصيام مع طبيبه وحضور أحد البرامج التي بدأت بعض الهيئات والمستشفيات بعقدها، ومحاولة التدريب على الصيام التطوعي في شعبان إذا لم يكن معرضا لخطر شديد من الصوم. وثمة نصائح عامة أوجهها إلى مرضى السكري الصائمين في رمضان: اتباع السنة بتعجيل الفطر وتأخير السحور حتى ينتهي السحور قبل الفجر بدقائق. معرفة علامات الهبوط وهي الإحساس بدوخة، وتسارع دقات القلب، وتصبب العرق غير العادي والرجفة في الأطراف والإحساس بالجوع والرغبة في تناول شيء حلو، وإذا لم يتم تدارك الحالة مبكرا قد تفضي إلى غيبوبة قد تكون لها آثار وخيمة على صحة المريض وعلى الآخرين. يجب تحليل الدم للسكر أول النهار وفي فترة ما بعد العصر وبعد الوجبات وعند الإحساس بعلامات هبوط السكر، ويعتبر السكر هابطا إذا كان أقل من 70 ملجم/دل أي 3.8 ملمول/ل ويعتبر الهبوط شديدا وخطيرا إذا كان أقل من 40 ملجم/دل أي 2.2 ملمول/ل وإذا حصل هبوط السكر على المريض أن يتناول 15 جم من السكريات أي ملعقة أكل من السكر أو العسل أو المربى أو حبتين من الحلوى، وتكرر الكمية بعد 15 دقيقة إذا استمر الهبوط. وإذا كان السكر مرتفعا أكثر من 300 ملجم/ دل أي 16.6ملمول./ل فينصح المريض من النوع الأول بعمل فحص البول للأستون لاحتمالية الإصابة بحماض كيتوني خطير. يجب أن لا ينقطع المريض عن ممارسة الرياضة في رمضان مثل بقية العام ويفضل أن تكون ممارسة الرياضة في المساء وسنتحدث عن الرياضة في يوم قادم، إن شاء الله، وننصح بعدم القيام بمناسك العمرة أثناء النهار حتى لا يتعرض المريض للجفاف أو لهبوط السكر. يجب تجنب بذل المجهود غير المعتاد أثناء النهار أو التعرض للحر خشية الإصابة بالجفاف الذي قد يؤدي إلى جلطة وريدية ورئوية خطيرة. هناك فئة من مرضى السكري نتصارع معها كل رمضان لإقناعها بعدم الصيام. فقد أظهرت دراسات سابقة أن الحوامل السليمات يظهر لديهن في نهاية يوم الصيام ما يسمى بالمجاعة المتسارعة وهو تغير غير محمود كما أظهرت دراسة أجرتها د. لطيفة الكتبي وزملاؤها من الإمارات أن اختبار تحمل السكر لدى الحوامل السليمات عند نهاية يوم الصيام بلغ مستوى السكر فيه أكثر من 6.7 ملمول/ل أي 120.6 ملجم/دل بعد ساعة لدى 70.5% من الحالات وهو رقم غير مقبول في فترة الحمل الطبيعي، ومريضة السكري الحامل يوصى بأن لا يتجاوز السكر لديها قبل الأكل 95 ملجم/دل أي 5.3 ملمول/ل وبعد الأكل بساعة 140 ملجم / دل أي 7.8 ملمول/ ل وهذا لا يتأتى إلا باستعمال أربع حقن من الإنسولين يوميا مع وجبات متعددة ولا يمكن أن يتحقق ذلك بالصيام وقد ثبت أن المحافظة على ضبط السكر في هذه الحدود لمريضة السكري الحامل يقيها ويجنبها، بإذن الله، من مضاعفات خطيرة للحمل مع السكري ولذلك لا أنصح مريضات السكري الحوامل بالصيام..