أكد استشاري الروماتيزم الدكتور ضياء الحاج حسين أن الصوم يعتبر علاجا شافيا لكثير من أمراض العصر المتنامية فهو يشكل أحد العلاجات الطبيعية لخفض مستويات ضغط الدم، حيث يساعد على خفض مخاطر الإصابة بتصلب الشرايين. في أثناء الصيام يتم حرق الدهون وتكسير الجلوكوز لإنتاج الطاقة اللازمة للجسم، كما تنخفض معدلات التمثيل الغذائي، تنخفض معدلات الهرمونات كالأدرينالين، مما يساعد على خفض مستويات ضغط الدم، كما يحفز الصيام خسارة الوزن بسرعة، حيث يعمل الصيام على منع تخزين الدهون في الجسم، كما يعزز عمل الجهاز المناعي، فعند اتباع نظام غذائي متوازن بين فترات الصيام يساعد ذلك على تعزيز الجهاز المناعي وإزالة سموم الجسم وخفض تخزين الدهون، وعند تناول الفواكه للإفطار، فهذا يساعد على تعزيز المحتوى الغذائي للجسم من الفيتامينات والمعادن. وأشار إلى أن الصيام يخفف العبء على جهاز الدوران، وتهبط نسبة حمض البول في الدم أثناء الصيام، فيقي من داء النقرس وغيرها، كما أنه فرصة لإزالة أسباب كثيرة من العلل والأمراض عند كثير من الناس، خصوصا الأمراض الروماتيزمية، وقد أثبتت ذلك عدة أبحاث تجاوزت المائة نشرتها مجلات طبية في مختلف أنحاء العالم عن فوائد الصيام في علاج بعض أمراض الروماتيزم، كما وجد بعد الصيام تحسنا ملحوظا في التيبس الصباحي والألم والانتفاخ المفصلي وانخفاض سرعة التثقل (التي تكون مرتفعة في التهاب المفاصل)، كما أن الصيام يساعد على التمتع بحياة أطول وأكثر صحة لدوره في تحسين جهاز المناعة وطاقة الجسم والقدرة على التركيز، وأثبتت عدة أبحاث نشرتها مجلات طبية في مختلف أنحاء العالم عن فوائد الصيام في علاج التهاب المفاصل الرثياني (الروماتويد) وذلك بمقارنة بعض الشكاوى والعلامات والفحوص المخبرية قبل وبعد الصيام. وأشار الى أن الصيام يؤدي الى زيادة تركيز مادة الأندورفين في الدم التي تعرف بدورها الفعال في تخفيف الألم مما يؤدي إلى انخفاض ألم المفاصل وازدياد نسبة الكورتيزول بدرجة معتدلة في الدم والمعروفة بخاصيتها المضادة للالتهاب، لذلك يعطى المرضى أحد أنواع الكورتيزول للعلاج التي قد تعزى إلى نقص استقلاب الهرمون والتأثيرات النفسية للصوم، ويدعم ذلك الرأي القائل بأن للصيام تأثيرا مثبطا لمناعة الجسم، كما أن هناك نظرية تقول إنه يوجد تلازم بين العوامل المعدية والمعوية والتهاب المفاصل الروماتيزمي. ولفت الى أن بعض الصائمين يتخذون شهر رمضان موسما للإكثار من الأكل والشرب طوال الليل، فيحولون الشهر إلى تناول كل ما لذ وطاب من الأطعمة والأشربة بعد أذان المغرب، مع أن مقاصد الصوم هي كسر الهوى، وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان (إذا أفطر) يفطر قبل أن يصلي على رطبات فإن لم تكن رطبات فتمرات، فإن لم تكن تمرات حسا حسوات من ماء، فذلك وقت كاف لامتصاص السكر ووصوله إلى الدم مما يعمل على تقليل الشهية فلا يفرط في الأكل، ولنا في رسول الله أسوة حسنة، ولهذا أنصح بالاعتدال وعدم الإسراف. وخلص الى القول: ثبت لي بالتجربة كما ثبت لكثير من الأطباء الذين يعملون في البلاد الإسلامية (التي يصوم معظم أهلها) أن عدد مراجعي العيادات الخاصة والعامة وكذلك المستشفيات والمستوصفات يقل في رمضان من كل عام إلا من بعض الناس المفرطين في الطعام الذين لم يستوعبوا حكمة التشريع من الصيام.