(1) النوم، ليس أكثر من سراب كلما اقتربت منه باعد، وكأني في حلم قديم يعيد نفسه كل مرة، أظل فيه يقظة أهش بكاء أحدهم ولا أنام. (2) روحي تتساقط في درب الأرق، كسرب طيور أصابها قناصة بمناجل جليدية مثلمة. تحصد سكينة الرقاد كلما احتضنني الليل. (3) لا آكل قبل النوم بساعات ولا أشرب شيئا؛ نكاية بكائنات منامي يطحنها الجوع والعطش؛ فتنصرف بعيدا عني لاهية بالبحث عن طعام وماء. وأنشغل أنا في حلمي الواسع كساحة قطبية بالكثير من البياض. (4) المنامات التي تحمل لك الأجوبة كهدايا ثمينة، كشهقة غريق يلاحق الأكسجين كلما غالبته المياه، الأجوبة التي تنتشلك من بحور الحيرة التي أغرفتك لجزيرة خضراء لم ترها يوما، المنامات التي تلقي عنك عبء الأفكار الرمادية وعنفوان الأسئلة الحادة، المنامات الحانية كحضن أمي، المنامات الهادئة كابتسامة أبي، تلك المنامات الجميلة أين هي؟! بأي أرض تكون؟ جهزت لها دعوة مني لزيارة قريبة وعاجلة، لكن لا عناوين تحمل بريدي إليها؛ لذا وضعتها تحت وسادتي الباردة، في حال عبرت روحي ذات ليلة، ذات نهار، وأنا أركض هربا من كوابيس تتبعني كطريدة منهكة طال بها الركض ولا مستراح.