الأعراف!!مِنْ سِفْرِ الأزْمَةِ السُّوْريةِ

بَيْداءُ أسئلةٍ تَمْتدُّ في راسِي
هل يُطْحَنُ الوطنُ المَغْروسُ في النَّاسِ؟
هلْ يُسْرَقُ الأملُ الغافي بأعْيُنِنا؟
ويَرقُصُ الماجنُ اللاهِي بأعْراسي؟
هنا انْعطافٌ خطيرٌ يسْتَحثُ فمِي
يؤرِّقُ العَقْلَ.. يَهْجو كلَّ أسَّاسِ
ما بين موئلِ قَومي.. وانْبعاث دَمي
ورحْلَةِ الجُرْحِ في خَوْفٍ وإِيْناسِ؟
أكادُ رغمَ ضجيجِ اليأسِ.. أَسْمَعُني!
وقد فقدْتُ على الأَعْرافِ إحساسي!
مِنَ الغيابِ أتى يسعى.. وفي يَدِهِ
رسالةٌ.. فاحَ منها لحْنُ أجراسِ
نعم. هنا اغتالني.. في الظهرِ غائرةٌ
كفَّاهُ.. أَسْمَعُ صوتًا / صوتَ جسَّاسِ
والنَّاسُ ما بين مُرْخٍ للخبيثِ يَدًا
وبين راضِعِ أبْقارٍ وتَيَّاسِ
أنامِلُ الضَّوْءِ تَبْنِي بُرْجَ أُمْنِيَتي
واللَّيلُ يَغْتالُهُ خَتْلاً بأَفْراسِ
إبْريقُنا كلَّما مَدَّ العيونَ لهُ
سِرْبٌ مِنَ الظمإِ المخْنوقِ في الكاسِ
لمْ يرْتَشفْ شَفَتي ثغرُ المُنى عَطِشًا
إلا تَسَكَّبَ فيهِ نَفْثُ وِسْواسِ
بيني وبين قُبورِ القَومِ أرْصِفَةٌ
منَ المواعيدِ.. تَحْكي صَوْلةَ الفاسِ
يا رِفْقَةً لمْ أزلْ في الموتِ أدْرِكُهُمْ
وشهْقَتي خَنَقَتْ أنفاسَ أنفاسي
أَ قارئَ الطِّيْنِ!! أصحابي هنا خَشَعوا
وبين جُزْءِ جَفافِ الأرضِ جُلَّاسي
أطيَارُ أصواتِهِمْ قد فرَّختْ بِدَمِي
أصداءَهم، نَقْرُها يَقْتاتُ منْ راسِي
إلى متى والليالي السُّودُ تتْبَعُني
والصُّبْحُ يَعْلَقُ في أجفانِ نعَّاسِ؟
وليس في رحْلَتي إلايَ أصْحَبُني
حقيبتي عُبِّئَتْ بالتِّيْهِ و اليَاسِ
يا أيها الوطَنُ المخبوءُ في دَمِنا
المالُ مالُكَ.. والإفْلاسُ إفْلاسي
جازان - أبو عريش