اهتمت الأوساط الأوروبية بقمة كامب ديفيد بين دول مجلس التعاون الخليجي والإدارة الامريكية ووصفتها بأنها جريئة وتأتي في توقيت حاسم تمر به المنطقة العربية بعد الانقلاب الحوثي على السلطة الشرعية في اليمن وبعد عاصفة الحزم وإعادة الأمل واحتمالات التقارب الأمريكي الايراني في ظل مساعي دولية لتوقيع اتفاق نووي مع طهران فضلا عن تصريحات وزير الخارجية السعودي عادل الجبير ببدء الهدنة العسكرية أمس الثلاثاء هذا في حالة التزام الحوثيين بوقف اطلاق النار. كما أكدت المصادر بأن قمة كامب ديفيد تتسم بعزم أمريكي لتقارب مؤكد ومستديم مع دول مجلس التعاون الخليجي بهدف شرح حيثيات الاتفاق النووي مع ايران وأبعاده في هذا الوقت الذي أعلنت فيه المملكة العربية السعودية عن استعداد دول الخليج بتأسيس علاقات طبيعية مع ايران اذا التزمت الأخيرة بالشروط التي تنطوي على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلاد. حيث رأى الخبير الاستراتيجي الدكتور فولفجانج فوجل، أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما يهمه انجاح هذه القمة لما لها من أبعاد في التأثير على موقف الكونجرس من نتائج الملف النووي الايراني والاتفاق المرتقب مع ايران. وقال: إنه حسب المعلومات الأخيرة فإن الاتفاق يتعثر مما يتطلب مزيدا من المشاورات ووضع النقاط على الحروف لما ينبغي أن تكون عليه السياسة الايرانية في المستقبل فيما يخص ملفات المنطقة الملحة بدءا من ملف اليمن والانقلاب الحوثي على السلطة الشرعية الى الأزمة السورية والوضع في العراق ولبنان وجميعها ملفات لا يخلو فيها الدور الايراني بل العكس هو الصحيح. وأضاف الخبير بأنه من المؤكد أن واشنطن مهتمة بتطوير العلاقات مع دول الخليج لا سيما مع المملكة العربية السعودية وأن ملف ايران لا يشكل عقدة في قمة كامب ديفيد فقط وانما له تأثير في تعامل الكونجرس الأمريكي مع الرئيس أوباما وسعيه في استعجال توقيع اتفاق شامل مع ايران بنهاية شهر يونيو القادم. في نفس السياق، أفاد الخبير في شؤون الخليج ماركوس بيكل المسار الأمريكي الايراني لن يحقق نجاحاته ما دام يخطو باتجاه مسار يهدد أمن واستقرار منطقة الخليج. واعتبر الخبير أن قمة كامب ديفيد في حد ذاتها تشكل أهمية كبيرة للعلاقات الأمريكية الخليجية الا أن عدم مشاركة الملك سلمان بن عبدالعزيز تؤكد على المسار السياسي للمملكة العربية السعودية والتي أخذت على عاتقها مبدأ الأمن والاستقرار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلاد. ورأى بيكل أن المليك أمامه أمور عاجلة تتسم بافتتاح مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الانسانية فضلا عن بدء التعامل بهدنة عسكرية لمدة 5 أيام لتسهيل وصول المعونات الى اليمن.