أعلن وزير خارجية المملكة العربية السعودية عادل الجبير أمس أن هدنة إنسانية لوقف إطلاق النار في اليمن ستبدأ الثلاثاء المقبل ولمدة 5 أيام. وقال الجبير في مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في باريس: "قررنا أن تبدأ الهدنة الإنسانية هذا الثلاثاء الثاني عشر من مايو عند الساعة ال11 مساء، وستستمر خمسة أيام ومن الممكن تمديدها في حال نجاحها". من جهته، قال كيري: إن الهدنة لا تعني السلام، وعلى الجميع العودة إلى التفاوض لتحقيقه، ووقف إطلاق النار لن يكون بديلا عن الحوار السياسي في اليمن. مضيفاً: "نأمل أن يوافق الحوثيون على الهدنة الإنسانية وأن يلتزموا بها، وسنتواصل مع الدول المؤثرة على الحوثيين لأجل ذلك، وهناك مؤشرات بأنهم سيلتزمون بالهدنة المطروحة". وقال الجبير بعد اجتماع لوزراء خارجية دول الخليج العربي مع وزير الخارجية الأمريكي: "نأمل أن يعود الحوثيون إلى رشدهم وأن يدركوا أن مصالح اليمن والشعب اليمني ينبغي أن تكون أولوية قصوى للجميع". وأضاف: "هذه فرصة للحوثيين لإظهار أنهم حريصون على شعبهم ونأمل أن يقبلوا هذا العرض من أجل مصلحة اليمن". بدوره أشار كيري إلى أن الرياضوواشنطن اختارتا هذا الموعد لإفساح المجال امام الحوثيين "لإيصال الرسالة" لمقاتليهم على الارض. وتابع: "لن يكون الامر صعبا إذا نقلتم الرسالة وأصدرتم أوامر صارمة لرجالكم". وأكد كيري موقفه من أن "الحل السياسي هو الحل الوحيد لإنهاء الأزمة". ومن دون أن يشير إليهما مباشرة، "حث" كيري "الدول ذات النفوذ الأكبر" على الحوثيين «إيران وروسيا» على دفعهم باتجاه الموافقة على الهدنة. وأكد أن واشنطن ستتواصل مع موسكو وطهران من أجل ذلك. وتصدرت الحرب الأهلية في اليمن والمخاوف بشأن اتفاق نووي أخير مع إيران جدول الأعمال في المحادثات بين وزير الخارجية الأمريكي ووزراء دول الخليج العربي. ورأس الوفد الخليجي وزير خارجية قطر خالد العطية، رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري لمجلس التعاون وبمشاركة الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني. وأوضح الزياني أن وزراء الخارجية بحثوا مع الوزير الأمريكي الموضوعات المقرر مناقشتها خلال لقاء القمة بين أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس مع فخامة الرئيس الأمريكي باراك أوباما التي ستعقد في واشنطن وكامب ديفيد في 13 و14 مايو 2015م. وقال: إن الجانبين بحثا العلاقات الخليجية - الأمريكية وسبل تطويرها وتعزيزها، بالإضافة الى عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، ومن بينها الأزمة اليمنية والأوضاع في سوريا والملف النووي الايراني ومكافحة الإرهاب، وسبل تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة. وبعد الاحتفال بمناسبة الذكرى السبعين لانتهاء الحرب العالمية الثانية في أوروبا التقى كيري مع نظرائه الخليجيين. وانضم إليه رئيس المفاوضين الأمريكيين بشأن إيران ويندي شيرمان ووزير الطاقة الأمريكي إرنست مونيز وهو متخصص في المسائل النووية. وشدد كيري على أن الاتفاق النووي الإيراني لا يقلل من المخاطر التي تواجه المنطقة، مشيراً إلى أن "مصالحنا تلتقي مع دول الخليج بشتى الطرق". وكشف عن تفاهمات جديدة مع دول الخليج بسبب تنامي التهديدات في المنطقة، وأن قمة كامب ديفيد ستناقش الملفات الأمنية والإرهاب والنووي الإيراني.