فلنتفق أولا بأننا حين نبدي رأينا تجاه موضوع لا يعني بأننا نثير المشكلات ونصنع العوائق ولكن قد تستمر العوائق بسبب سلمنا الدائم وعدم إحساسنا بالمسؤولية تجاه تراجع الإنجازات وتراخي العلاقات. «لا» إيجابية واحدة تجلب خلافا مرة واحدة ولكنها تصنع حلولا إيجابية مستمرة وفعالة في وقت قادم وذلك إن استطعت قولها بهدف واضح وقيم حية. حين تبدي رأيك بمصداقية فأنت تتحدث إلى ضميرك بعمق لست بحاجة إلى جمع مؤيدين لتقوية عضلات رأيك أنت بحاجة أكبر لقياس مدى اعتداله وصلاحيته. أما إذا أصبحت مسالما لن تكون من صناع الأفكار ولا من الخلاقين للتطوير كما أنك في بعض المرات قد تلهم الطرف الآخر لفكرة أكبر امتدادا لصوتك الحقيقي. عليك أن تتعلم كيف تقول كلمة «لا» الإيجابية. في بداية الأمر سيتخذون منهجية القمع في حق رأيك وتهميشك وتسديد ضربات الانتقام في قلب الاستقامة لتبدو الانحناءات أكثر تلاؤما مع واقعهم، إلا أنهم في وقت آخر سيدركون بأن ما تقوله واقع يجب تغييره كما أنك حينها ستصبح ضحية تغيير إيجابي نتيجة شعورك بالمسؤولية تجاه إبداء رأيك وذلك أمر جميل حين تقتل صمتك لترفع صوتك من أجل قِوام فكره. أدركت أن كلمة «لا» الإيجابية تصنع كما هائلا من العداوات حولك إلا أنها ستبني ثقتك بنفسك بطريقة مثلى. يكفيك بأن لا الإيجابية قد تغير أشخاصا وضعوا حاجزا بينهم وبين حقيقة أنفسهم لتأتي تلك ال «لا» وتفرض عليهم مواجهة حقائقهم وإعادة بناء سلوكياتهم. تعلموا كيف تقولون لا ولماذا؟ ومتى؟ وما الهدف من ذلك؟ بإيمان نابع من أعمق أعماقكم بأنكم قادرون على توظيفها بإيجابية.