أكد المتحدث لوزارة الداخلية اللواء منصور التركي، أن الجهات الأمنية فوتت الفرصة مرات عدة على تنظيم داعش لتنفيذ عمليات إرهابية داخل المملكة، مشيرا إلى 5 عمليات تبنتها داعش تم تنفيذها في المملكة خلال الأشهر الماضية، وهي استهداف دورية أمنية غرب الرياض وأخرى شرقها، بجانب استهداف مقيم دانمركي على طريق الخرج، والاعتداء الآثم في قرية الدالوة بالأحساء، والاعتداء على مركز سويف الحدودي شمال البلاد وقتل مدير حرس الحدود في الحدود الشمالية، موضحا أن تلك العمليات الغادرة من التنظيم تعاملت معها الأجهزة الأمنية بحرفية عالية ونجحت خلال وقت وجيز في كشف منفذيها وإحباط مخططات كبرى كانوا ينوون تنفيذها في المملكة. وقال: «التنظيم الإرهابي بدأ في تكوين قاعدة داخلية له غير أن إلقاء القبض على عدد كبير من المتأثرين بها أجهض تلك المخططات، ما حدا بالتنظيم للكف عن دعوة المتعاطفين معه إلى الالتحاق بصفوفه، وطلبه منهم البقاء داخل المملكة وانتظار التوجيهات لتنفيذ أعمال إرهابية، كما حدث في جريمة الدالوة حيث تم القبض على جميع المتورطين والبالغ عددهم (88) شخصا، إضافة إلى 3 آخرين تورطوا في الاعتداء الإرهابي على مركز سويف الحدودي بشمال المملكة، واستهداف مقيم دنماركي في طريق الخرج بمدينة الرياض، وآخر قبض عليه أثناء محاولته التسلل عبر الحدود الجنوبية إلى اليمن بعد إطلاقه النار على دورية أمن غرب مدينة الرياض، فيما نفذ التنظيم الإرهابي عمليته الخامسة والأخيرة باستهداف دورية أمن في شرق الرياض، ونتج عنها استشهاد رجلي أمن وتم القبض على مرتكبها ويجري متابعة العنصر الثاني». وأكد التركي أن الهدف الذي سعى إليه تنظيم داعش من خلال ما يقوم به من عمليات إرهابية داخل السعودية، هو إثارة الفوضى، بواسطة استهداف رجال الأمن والأجانب وإثارة الفتنة الطائفية بين مكونات المجتمع السعودي المتماسك، حيث كان في البداية يرغب في دفع المتأثرين بأفكارهم إلى ما يسمونه الجهاد في سوريا، ومن ثم إعادتهم إلى السعودية لتنفيذ العمليات الإرهابية، وحينما وجدوا أن عودتهم بالغة الصعوبة عملوا على إقناع المتعاطفين معهم بأن الجهاد ليس في سوريا وحسب، وشدد على أن التنظيم الإرهابي استهدف منذ نشأته استهداف صغار السن للتأثير عليهم من خلال عدة طرق كان آخرها عبر شبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي الأخرى، ويتم اصطيادهم وإقناعهم أن الجهاد على الأراضي السعودية بهدف تجنيدهم وتدريبهم بعد فشلهم في إعادة من قام بالتغرير بهم وجعلهم يغادرون المملكة ليكونوا ضحايا للتفجيرات، كما سعى إلى دعوة المتأثرين بفكره وفكر التنظيمات الإرهابية إلى المشاركة معه في دول مجاورة لتجنيدهم، ومن ثم إعادة تصديرهم إلى داخل المملكة لتنفيذ الأعمال الإرهابية للتنظيم، مؤكدا أن صعوبة عودة المغرر بهم خلسة إلى السعودية بهدف تنفيذ عمليات بداخلها بسبب العمل الأمني المحكم جعل داعش توجه من تغرر بهم بالبقاء في المملكة لاستخدامهم في تنفيذ عملياتها في الداخل وهو ما تم كشفه، وتابع: «الجهات الأمنية بعون الله تعالى ثم بخبراتها وتجاربها ستتمكن من أداء واجباتها للمحافظة على الأمن والاستقرار وحماية المواطنين والمقيمين ورجال الأمن وكل من تستهدفه هذه الجماعات الإرهابية، وبلا شك دورنا لا يكتمل إلا بما يؤديه رجل الأمن الأول وهو المواطن، ومن ثم المقيم في المملكة». وأبان أن وزارة الداخلية تعمل على رصد المعرفات والمواقع الإلكترونية التي تعمل على التحريض للإرهاب، مؤكدا أنه على الجميع مسؤولية إبعاد أبنائهم ومن يهمهم أمرهم عن تلك المواقع لكي لا يتأثر شبابنا بهذه المواقع التي تباشرها التنظيمات الإرهابية، التي تمكن من خلالها تجنيد عناصر ليست فقط من العالم الإسلامي وإنما من دول أخرى غير إسلامية، ووزارة الداخلية جهة منفذة للأنظمة وهناك الكثير من الأنظمة التي تنظم وسائل التواصل الاجتماعي، كما أن هناك الكثير ممن يحاول أن يُسيء للدولة من خلال التأثير على المجتمع الذي يدرك هذه الأمور، مؤكدا أن وعي الرأي العام والمواطنين والمقيمين على حد سواء سيسهم بشكل فعال للتصدي لمثل هذه الأعمال، داعيا الجميع إلى عدم التردد في الاتصال على الجهات الأمنية بكل ما يتوافر لديهم من معلومات حتى لو كانت محل اشتباه، مبينا أن المملكة تجرم الأعمال الإرهابية والانضمام إليها وتأييدها، حيث إن تعاون المواطنين والمقيمين مع الجهات الأمنية للتصدي للأعمال الإرهابية والمنتمين لها، كان له الفضل في كثير من الإنجازات التي تحققت على المستوى الأمني.