أكد المتحدث الأمني بوزارة الداخلية اللواء منصور التركي أن اتباع تنظيم داعش سياسة العمليات السريعة داخل المملكة يأتي انعكاسا لفشله في إعادة تصدير مقاتليه السعوديين الذين انخرطوا في صفوفه، وإحباط الجهات الأمنية مساعيه الرامية لبناء أرضية له في الداخل السعودي تكون قاعدة لانطلاق عملياته. وقال التركي ل"الوطن" إن الجهات الأمنية فوتت الفرصة مرات عدة على محاولات تنظيم داعش، التي بدأها منذ العام الماضي لتكوين قاعدة داخلية له، وذلك بإلقاء القبض على عدد كبير من المتأثرين به، ما حدا بالتنظيم للكف عن دعوة المتعاطفين معه إلى الالتحاق بصفوفه، وطلبه منهم البقاء داخل المملكة وانتظار التوجيهات لتنفيذ أعمال إرهابية. أبلغ "الوطن" المتحدث الأمني بوزارة الداخلية السعودية اللواء منصور التركي أن الأجهزة الأمنية فوتت على تنظيم داعش فرصة بناء قاعدة له داخل المملكة. وقال إن محاولات التنظيم لتكوين أرضية له في الداخل السعودي تعود إلى العام الماضي، وبعضها وصل إلى مراحل متقدمة، ولكن عمليات القبض التي كانت تتم على العناصر المتعاطفة في الداخل وبأعداد كبيرة، أجهضت تلك المخططات. وعاد اللواء التركي بالذاكرة إلى بدايات نشاط تنظيم داعش على الأراضي السورية، وسعيه إلى دعوة المتأثرين بفكره وفكر التنظيمات الإرهابية إلى النفير إلى هناك، مؤكدا أن عمليات استقطاب السعوديين التي كانت تتم لصفوف التنظيم لم تكن إلا مسعى منهم إلى تجنيدهم، ومن ثم إعادة تصديرهم إلى داخل المملكة لتنفيذ الأعمال الإرهابية. وقال في هذا الصدد "ونحن نتكلم عن داعش لا بد وأن نستحضر تصريحات ولي ولي العهد وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف، والتي اعتبر فيها أن التنظيم واجهة لدول تستهدف أمن المملكة العربية السعودية ودول الخليج، ووجودها كذلك". وأبان المتحدث الأمني بوزارة الداخلية أن الهدف الذي يسعى إليه تنظيم داعش من خلال ما يقوم به من عمليات إرهابية داخل السعودية، هو إثارة الفوضى، من خلال استهداف رجال الأمن والأجانب وإثارة الفتنة الطائفية بين مكونات المجتمع السعودي. وأضاف قائلا "في البدايات كان التنظيم يرغب في دفع المتأثرين بأفكارهم إلى ما يسمونه الجهاد في سورية، بهدف تجنيدهم وتدريبهم ومن ثم إعادتهم إلى السعودية لتنفيذ العمليات الإرهابية، وحينما وجدوا أن عودة هؤلاء باتت مسألة تكتنفها الصعوبة، سعوا إلى تطبيق فكرة لإقناع المتعاطفين معهم بأن الجهاد هو على الأراضي السعودية وليس في سورية، واستهدفوا بذلك صغار السن للتأثير فيهم عبر شبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي الأخرى". وأكد المتحدث الأمني بوزارة الداخلية أن الأجهزة الأمنية أعاقت لأكثر من مرة، مخططات داعش لبناء جسد تنظيمي لها في الداخل للقيام بعمليات إرهابية كبرى، كتلك التي نفذها تنظيم القاعدة منذ مايو 2003، وهو ما حدا بهم لاعتماد سياسة العمليات السريعة في الاستهدافات، كعملية استهداف الدورية الأمنية شرق الرياض وقبلها في غرب العاصمة، واستهداف المقيم الدنمركي، والتي يعتمدون فيها فقط على التأكد من أن منفذ العملية يتقن استخدام السلاح، ومن ثم إعطاءه التوجيه لتنفيذ العملية. يشار إلى أن تنظيم داعش ثبت ضلوعه بخمس عمليات إرهابية شهدتها المملكة خلال الأشهر الماضية، منها استهداف دورتي أمن غرب وشرق العاصمة، واستهداف مقيم دنمركي على طريق الخرج، والاعتداء الذي شهدته قرية الدالوة في الأحساء، والذي كان يهدف من خلاله إلى إثارة الفتنة الطائفية بين المكونين السني والشيعي في المحافظة، وتورطه كذلك في الاعتداء الذي شهده مركز سويف الحدودي "شمال البلاد".