ما زالت ظاهرة الكتابة على الجدران والمنازل تؤرق سكان وأهالي أحياء جدة والعشوائية منها بشكل خاص، فيما يظل غياب الوعي لدى فئة المراهقين وراء انتشارها واستمرارها بهذا الشكل، حيث تخدش هذه الفئة برسماتها وكلماتها الذوق العام، فيما يظل السلوك التربوي لهؤلاء العابثين هو المحرك الأساسي لهذه التصرفات غير المسؤولة. ولم تسلم مداخل الأحياء وجدران المرافق الحكومية من عبث العابثين ناهيك عن مدارس البنين والبنات حيث يفاجأ الطلاب عند دخولهم للمدارس بهذه الكتابات من أشعار وخواطر وسباب دون مراعاة أعمار الطلاب الصغار في المدارس الابتدائية إضافة إلى الرسومات المخجلة في أزقة الاحياء العشوائية. في البدء يعلق سلمان المطيري من سكان حي الوزيرية قائلا: يوجد في شوارع الحي الكثير من تلك الرسومات والكلمات الجارحة، كما طالت أيادي العبث مداخل معظم العمائر في الحي بالكتابة عليها بكلام يرسخ في عقول الاطفال العبارات الخادشة للحياء، ويجب على الجهات المختصة التدخل العاجل لمحوها فورا، حيث يضطر السكان في معظم الأحياء إلى تكليف حراس العمائر بمحوها باستخدام «البوية» للتخلص منها بشكل كامل، مضيفا أن هناك رسمات خارجة عن الذوق العام تعكس غياب الوعي لدى البعض خصوصا أن من يرسم ويكتب تلك الاشياء هم من المراهقين الذين لا يعلمون مدى انعكاسها بشكل سلبي على الأهالي والأطفال بشكل خاص. ويستشهد المواطن محمد الزهراني بمدارس جنوب مدينة جدة التي طالتها عبارات العبث وكلمات عاطفية وغزلية ورسومات تؤيد بعض النوادي الرياضية وأخرى مسيئة لغيرها، ما يؤكد عدم الاهتمام وغياب الذوق العام، وعدم الاكتراث بمكانة هذه الصروح التعليمية ومشاركتها في تربية النشء، ما يتسبب في إزعاج منسوبي المدارس من الطلاب والمعلمين، مطالبا باستثمار قدرات الطلاب الراغبين في المشاركة في طمس تلك العبارات المكتوبة على جدران المدارس. وأضاف الزهراني: عند تجوالي وأسرتي في شوارع أحياء جدة ينتابني شعور بالأسف حيث نشاهد الكثير من هذه العبارات المسيئة التي تخدش الحياء ولا تليق بالذوق العام بمدينة في حجم جدة، ما يؤكد غياب الوعي عن فئات الشباب والمراهقين الذين لا يكترثون بهذه العبارات والرسمات، مهيبا بمسؤولي المدارس على مختلف أنواعها وأولياء الأمور بالعمل على توعية الأبناء منذ الصغر، لتجنب مثل هذه الأفعال المسيئة للجميع، والتي تنقل صورة سلبية عن المجتمع بشكل عام.