** الذين عاصروا حرب تحرير الكويت في عام 1991م، يذكرون كيف جند صدام حسين عدة أبواق في عدد من الدول العربية أخذت تنفث أحقادها وبذيء منطقها، للنيل من بلادنا التي يعود لها الفضل بعد الله في تحرير الكويت من الاحتلال العراقي. لم يكن هناك وقتها هذه الكثرة من القنوات الفضائية الموجودة الآن، كما لم يكن قد اشتد عود شبكة الإنترنت بما تحويه من وسائط إعلامية متعددة، لذلك انحصر «الغسيل الوسخ» في قنوات تلفزيونية محدودة وإذاعات حكومية، مع أقلام موتورة وتقارير مكذوبة، نشرتها الصحف الصادرة التي اشترى ذممها ديكتاتور العراق. ومع انطلاقة عاصفة الحزم، وفي ظل وجود هذه الكثرة من الشبكات التلفزيونية ووسائل التواصل «الإنترنتية»، ظهر نباح قلة من العملاء الذين باعوا ضمائرهم للباطل، وظهروا بكل وقاحة وبذاءة ليلووا عنق الحقيقة، ويتنكرونا لواقع مشين أصبح معروفا لدى العاقل والمتزن، سواء كان مفكرا أو إعلاميا أو سياسيا، أو حتى شخصا عاديا، فالذين يعبثون في اليمن، والذين يتربصون الشر به، من عملاء نظام الملالي في إيران، الذين باعوا ضمائرهم ووطنهم لفكر وتوجه طائفي دنيء، يقوده الحقد الفارسي، من ورائه الذين يشايعونه بكل جهل، دون أن ينظروا إلى أبعد من أنوفهم. جوقة النهيق والنباح تلك حول عاصفة الحزم، محصورة في عدد من الأدوات التي تحركها حكومة إيران، ولا تتعدى أصابع اليد الواحدة. والملفت للنظر، أن تلك الجعجعة الرخيصة، ووجهت بمقاومة إعلامية كبيرة، سواء في اليمن أو بقية الدول العربية أو الإسلامية أو الغربية، التي تدرك حقيقة ومستوى الخطر الذي يمثله التوسع الطائفي الفارسي، وما فعله ويفعله في لبنان وسوريا والعراق واليمن. لقد نجحت المقاومة الإعلامية في كشف مغالطات عملاء حكومة إيران، وذلك بمقارعة الحجة بالحجة، وبفضح أكاذيب الموتورين، بأدلة من كلامهم وكتاباتهم وحواراتهم، فقد فضح المذيع «نديم قطيش» في برنامجه «دي. إن. ا» تناقضات وأكاذيب حسن نصر الله، وكذلك فعلت قناة «شدا الحرية» بتقرير مهني متقن، عن ذلك الأفاك، فكان التقرير بمثابة القول الشائع «من أقوالهم ندينهم». أما بقية النهيق الذي سمعناه من بعض النكرات، مثل غسان جواد، وتوفيق إبراهيم، ومن ضمته حوارات القنوات العميلة ومذيعيها، فقد دحضته وكشفته حقائق لا يمكن حجبها، أوردها محاورون محايدون فضحوا بها أكاذيب وأحقاد العملاء وضحالة تحليلاتهم واستنتاجاتهم. بقي أن أقول بأننا نحتاج أيضا إلى عاصفة حزم إعلامية تُسكت أي نهيق أو نباح.