سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المرشد الأعلى لإعلام «الممانعة والمقاومة» .. السعودية أوجعته في «أغلى» ما يملك أدركت إيران أن أدعياء "العروبة" هم أقصر طريق لتصدير ثورتها.. تركي التركي يكتب:
من عادة المرشد الإيراني علي خامنئي أن يكتفي بخطابات وكيله حسن نصرالله للتعليق على أي شأن يخص العالم العربي، إلا أنه هذه المرة خرج عن الصمت مباشرة إلى الصراخ، وكأن خطاب نصر الله الذي امتلأ وجعا وصراخا لم يعد كافيا ولم يشف بعد غليله المذهبي، ليتابع هو أيضا مهاجما السعودية بشعارات واتهامات لا تختلف كثيرا عن اتهامات ماكينته الإعلامية "العروبية" التي كانت تتخبط منذ اليوم الأول ل "عاصفة الحزم" على ذات المنوال. تعليق خامنئي كان منفعلا لدرجة لا يمكن معها إغفال ما أحدثته "عاصفة الحزم" في وجدان المرشد، فتحالف عربي بقيادة سعودية هو آخر ما كان يريده أو يتوقعه هو وأتباعه العرب الذين يملأ صراخهم قنوات "الممانعة والمقاومة" منذ انطلاق "العاصفة". أما لماذا هذا الغضب فلأن المرشد يعلم أن آخر ورقة توت تراهن عليها إيران الثورة قد سقطت إلى ما لا عودة. لتنكشف السوءات بكل ما تحمله من تآمر وحقد وضغينة. فالمرشد ومستشاروه أدركوا منذ زمن أن التحالف مع أدعياء "الممانعة والمقاومة" هو أقصر طريق لتصدير الثورة الإيرانية من باب "داوها بالتي كانت هي الداء". بمعنى أنه إذا ما كانت "العروبة" هي من قد تقف بشكل طبيعي ومألوف أمام أي أطماع فارسية توسعية فلتكن هي أيضا الباب لهذا الاختراق الفارسي. والحال هنا ليس بالجديد خصوصا إذا ما تم توظيف القضية الفلسطينية التي طالما تاجر بها كثير من الإمبراطوريات والأنظمة حول العالم لعلمه بما تحدثه هذه القضية الصادقة والعميقة في الوجدان العربي من أثر في النفس العربية الحق. ومن أجل هذه الجماعات "عالية الصوت" صرفت الثورة الإيرانية ببذخ وسخاء ما لم تصرفه على الداخل الإيراني ذاته الذي يعاني فقرا وتهميشا رغم موارده الطبيعية الوفيرة. وكل ذلك من أجل صناعة ماكينة سياسية وإعلامية تضخ من خلالها أكاذيبها اليومية بعد تزويقها وتلميعها بشعارات عروبية ليس هناك من يعاديها في الحقيقة كما تفعل إيران. ولكنها مع ذلك تفضل ترويجها واستغلالها طالما أوصلتها لغاياتها. وطالما وجدت لها من الإعلاميين العرب من يسهل توظيفه وامتلاكه. لتأتي "عاصفة الحزم" وتضع أدعياء الممانعة والمقاومة ومن خلفهم إيران في مأزق لم يحسبوا له حسابا فإما أن يثنوا على هذا العمل العروبي الفريد من نوعه الرافض لأي تدخل فارسي مذهبي أو يرفضوا ويكيلوا السباب والشتائم للسعودية وحلفائها العرب كاشفين عن عمق ارتباطهم وولائهم لمبادئ الثورة الفارسية، وعن كذب وزيف امتهنوه لسنين بحجة الدفاع عن قضايا العرب والعروبة. وهنا المرشد الأعلى ل "تصدير الثورة" سيخسر أغلى ما يملك من جهة تصدير ثورته ولكنه حتما سيفكر مجددا في طريقة أخرى للتوغل والاختراق وشراء أتباع جدد. ولكن أتباعه ووكلاءه من السياسيين والإعلاميين العرب هم من يجب أن يعيدوا التفكير مرارا وتكرارا فهم من سيخسر مرتين وثلاثا وأربعا. إذ إنهم منذ انطلاق الثورة السورية ووقوفهم إلى جانب الطغيان الأسدي، إعلاميا وعسكريا، ضد الشعب العربي السوري، بأمر من مرشدهم ومالكهم الحصري. وهم فاقدون المصداقية والاحترام من أبناء جلدتهم. ويبقى أنه مهما علت أصواتهم وأصوات مرشدهم. ف "العاصفة" قد هبت والحزم قد بدأ ولن يُسمع بعد اليوم إلا لصوت الحق والعدل والإخاء لأجل اليمن وشعبه.