فيما اعتبر خبيران أوروبيان، أن اتفاق لوزان خطوة متقدمة نحو إخلاء الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل، فقد حذرا من احتمالات وجود بنود سرية وهو ما قد يدفع المنطقة نحو سباق نووي محموم. وشددا في تعليقات ل«عكاظ»، على ضرورة التعاطي مع هذا الملف بحرص شديد، متهمين إيران بالتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية خاصة في اليمن وسوريا ولبنان والعراق. وحذر الخبير العسكري الدكتور يورغين هوفمان، من احتمالات وجود بنود غير معلنة للاتفاق المبدئي الذي وقعته طهران مع القوى الغربية، وهو ما من شأنه دفع المنطقة إلى سباق نووي غير معهود. وأشار إلى أن توقيع الاتفاق جاء في توقيت تسعى فيه ايران للهيمنة على مناطق بعينها وسعيها لخلق فتنة طائفية وتهديد الأمن في عدد من الدول العربية. وقال: إن المشهد في اليمن في ظل هذا الاتفاق لا يوحي بتراجع ايران عن دعم المتمردين الحوثيين وميليشيات علي صالح. ورأى هوفمان أن عدم اصرار المجتمع الدولي على وضع شروط بعينها تتعلق بالملفات السياسية في الشرق الأوسط قبل توقيع الاتفاق الإطاري والمطالبة بوقف الهيمنة الإيرانية، يؤكد أن هناك عدم رؤية صحيحة لما يدور في المنطقة، معربا عن مخاوفه من تزايد الأسلحة الكيماوية وأسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط. من جهته، استغرب الخبير الأوروبي في شؤون الخليج بمركز الأبحاث الدراسية في هامبورج الدكتور أندريه بانك، توقيع الاتفاق من دون أن يتضمن الحديث عن الملفات السياسية في الشرق الأوسط، مشيرا الى أن الأمور باتت معقدة للغاية. وقال: لا يجب تجاهل التدخل الايراني والتوجهات للهيمنة على منطقة الخليج، ملفتا أنه أمر بات أكثر وضوحا من خلال التصعيد الحاصل في اليمن والدعم المالي واللوجستي الذي تقدمه طهران للمتمردين الحوثيين وميليشيا صالح. ورأى أنه ينبغي الأخذ في الاعتبار أن الاتفاق النووي مع ايران حتى ولو أنه يشكل اطارا فقط لن يحرز النجاح المطلوب طالما الأوضاع السياسية في اليمن وسوريا والعراق ولبنان غير مستقرة. واعتبر أن المرحلة القادمة ستشهد مطالب لتخصيب اليورانيوم في عدد من دول الخليج ولم يستبعد حدوث سباق نووي في المنطقة، وتعجب الخبير من غفلة المجتمع الدولي في عدم ربط دبلوماسية التهدئة في منطقة الخليج مع فتح صفحة نووية جديدة مع ايران.