«إصلاح الموجود خير من انتظار المفقود» وحكمة صينية «ابحث في طيات المصيبة عن الفرصة التي تحولها من مصيبة إلى فرصة عظيمة». في مقولة قديمة عند حدوث الأزمة من الأفضل أن يكون حولك عقلاء وقليل من المجانين والحوثي من المجانين. وتحويل اليمن إلى مصدر للفوضى من الخطوط الحمر التي لا يمكن تجاوزها ولن تسمح المملكة العربية السعودية لأحد أن يتخطاها وأصبحت هذه سياسة معلنة. الأمن الوطني للمملكة ليس فقط داخل الحدود الإقليمية لها. هذا لم يكن أبدا في أي زمان مضى. لأن هذه البلاد دولة لها أدوار إقليمية وإسلامية وعربية ومحورية وجغرافية سواء سياسية أو طبيعية في محاور لها انعكاسات سياسية أو اقتصادية. وأخيرا لوجستية بترولية وإن كانت مرتكزا اقتصاديا عالميا ومخزنا للبترول. تمتد وتتمدد هذه الأدوار عالميا حسب العلاقة مع دول أخرى حليفة ومع دول العالم أجمع.. لنبدأ بالدور الإقليمي وهذا البعد ليس فقط متعلقا بدول مجلس التعاون الخليجي ولكن يتوسع مفهومه لكل تغيير يتم في الدول المجاورة ويمس بطريقة مباشرة أو حتى غير مباشرة الأمن الوطني للسعودية. وأي حدث يتم في أي منهم يكون له أبعاد سياسية مباشرة بأمن المملكة. فعندئذ تصبح كل التغييرات ذات التأثير المباشر أو غير المباشر فيهما هي«خطوط حمر» يمكن أن ينتج عنها قرارات بدون أخذ إذن أحد للتعامل معها. والنتيجة هي تأمين الأمن الإقليمي للمملكة. تاريخ المملكة في دعم الحق ومنع انهيارات سابقة في مراحل تاريخية مختلفة ومناطق عدة لأننا اعتبرنا تلك بأنها «خطوط حمر». مثل الغزو الصدامي للكويت وكان خطا أحمر ويعتبر الأخطر. وصرح وقتها خادم الحرمين الشريفين الملك فهد - رحمه الله - بتصريح قال فيه (إما أن تكون هنالك كويت وسعودية أو لا يكون هنالك أي منهما) خط أحمر واضح ومعلن من عقود. لا تسمح دول مجلس التعاون الخليجي بتغيير الكيانات الموجودة بأي شكل كان بدون تحديد. حماية الكيانات مسؤولية مشتركة ومتكاملة وتعتبر كيانا واحدا والدفاع عنها دفاع مشروع وقانوني وكل القوانين الدولية تؤيد ذلك. وكما شاهدنا كيف وقفت دول العالم ومنظومة النظام العالمي الحر تؤيد الدفاع عن الكويت عند احتلاله. والمملكة لا تعتدي أبدا على أحد وهي صديقة الجميع ورائدة السلام في العالم. والشيء بالشيء يذكر أننا أعطينا صدام فرصة شهور للانسحاب من الكويت بدون أي شرط وبدون حرب وإخلال بالمنظومة الأمنية في المنطقة ورفض، وفقط عندها أعلنا حرب التحرير للكويت. إنه الخط الأحمر لمن لا يفهم وحينئذ فلا بد من الحرب. وتمادي إيران وحليفها في اليمن وتحالفاته وظنهم أن المملكة تسمح بالمساس بأمنها بدون ردة فعل هو جهل وسوء فهم لمسؤوليات المملكة إقليميا. أضف لذلك أهمية اليمن جغرافيا فموقع اليمن كبوابة للمملكة جنوبا مثل أهمية قناة السويس شمالا كبوابة شمالية لنا ومضيق هرمز كبوابة شرقية، والممرات الشمالية عبر الأردن ولبنان وتركيا وحتى سوريا والعراق فكلها لها أبعاد إقليمية لنا. والعبث الإيراني في المنطقة عبر وكلاء الإرهاب والعلاقات المريبة واضحة ويعرفها العالم أجمع. ومحاولات إيران الحصول على السلاح النووي أيضا هي إسقاط لإكمال منظومة شرسة ظنا منها أنها قادرة على السيطرة على مقدرات المنطقة. الدول العربية لم تعمل بعد على هدم إيران من الداخل لأنها دول سلام وليس لديها رغبات شريرة ونوايا سيئة. مستمدة كل ذلك من الاقتداء برسول الأمة رسول السلام. أما المكر السيء فلا يحيق إلا بأهله. ودائما ينصر الله الدول العادلة التي تطبق شرع الله وسنة نبيه. والعالم أجمع يعرف أهمية الطور السلمي الذي تقوده المملكة وتهدئة أوضاع المنطقة المشتعلة من عقود. ويعرف الدور الذي تلعبه إيران وحلفاؤها لزعزعة أمن الدول والمنطقة جمعاء. كفى الله دولنا كل الشر ورد كيد الأعداء في نحورهم.