سلمان بن سلطان يرعى أعمال «منتدى المدينة للاستثمار»    استعراض أعمال «جوازات تبوك»    أمير نجران يدشن مركز القبول الموحد    المملكة تستضيف اجتماع وزراء الأمن السيبراني العرب.. اليوم    تباطؤ النمو الصيني يثقل كاهل توقعات الطلب العالمي على النفط    البنوك السعودية تحذر من عمليات احتيال بانتحال صفات مؤسسات وشخصيات    توجه أميركي لتقليص الأصول الصينية    إسرائيل تتعمد قتل المرضى والطواقم الطبية في غزة    الجيش الأميركي يقصف أهدافاً حوثيةً في اليمن    المملكة تؤكد حرصها على أمن واستقرار السودان    أمير الشرقية يرعى ورشة «تنامي» الرقمية    كأس العالم ورسم ملامح المستقبل    رئيس جامعة الباحة يتفقد التنمية الرقمية    متعب بن مشعل يطلق ملتقى «لجان المسؤولية الاجتماعية»    وزير العدل: نمر بنقلة تاريخية تشريعية وقانونية يقودها ولي العهد    اختتام معرض الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي    دروب المملكة.. إحياء العلاقة بين الإنسان والبيئة    ضيوف الملك من أوروبا يزورون معالم المدينة    جمعية النواب العموم: دعم سيادة القانون وحقوق الإنسان ومواجهة الإرهاب    «سلمان للإغاثة»: تقديم العلاج ل 10,815 لاجئاً سورياً في عرسال    القتل لاثنين خانا الوطن وتسترا على عناصر إرهابية    العلوي والغساني يحصدان جائزة أفضل لاعب    مدرب الأخضر "رينارد": بداية سيئة لنا والأمر صعب في حال غياب سالم وفراس    ماغي بوغصن.. أفضل ممثلة في «الموريكس دور»    متحف طارق عبدالحكيم يحتفل بذكرى تأسيسه.. هل كان عامه الأول مقنعاً ؟    الجاسر: حلول مبتكرة لمواكبة تطورات الرقمنة في وزارة النقل    الاسكتلندي هيندري بديلاً للبرازيلي فيتينهو في الاتفاق    أجسام طائرة تحير الأمريكيين    ليست المرة الأولى التي يخرج الجيش السوري من الخدمة!    مشيدًا بدعم القيادة لترسيخ العدالة.. د. الصمعاني: المملكة حققت نقلة تشريعية وقانونية تاريخية يقودها سمو ولي العهد    مترو الرياض    الجوازات تنهي إجراءات مغادرة أول رحلة دولية لسفينة سياحية سعودية    "القاسم" يستقبل زملاءه في الإدارة العامة للإعلام والعلاقات والاتصال المؤسسي بإمارة منطقة جازان    قمر التربيع الأخير يزين السماء .. اليوم    ولادة المها العربي الخامس عشر في محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية    إن لم تكن معي    أداة من إنستغرام للفيديو بالذكاء الإصطناعي    شكرًا ولي العهد الأمير محمد بن سلمان رجل الرؤية والإنجاز    لا أحب الرمادي لكنها الحياة    الإعلام بين الماضي والحاضر    استعادة القيمة الذاتية من فخ الإنتاجية السامة    منادي المعرفة والثقافة «حيّ على الكتاب»!    ضمن موسم الرياض… أوسيك يتوج بلقب الوزن الثقيل في نزال «المملكة أرينا»    الطفلة اعتزاز حفظها الله    أكياس الشاي من البوليمرات غير صحية    سعود بن نهار يستأنف جولاته للمراكز الإدارية التابعة لمحافظة الطائف    ضيوف الملك يشيدون بجهود القيادة في تطوير المعالم التاريخية بالمدينة    قائد القوات المشتركة يستقبل عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني    المشاهير وجمع التبرعات بين استغلال الثقة وتعزيز الشفافية    نائب أمير منطقة تبوك يستقبل مدير جوازات المنطقة    نائب أمير منطقة مكة يستقبل سفير جمهورية الصين لدى المملكة    الصحة تحيل 5 ممارسين صحيين للجهات المختصة بسبب مخالفات مهنية    "سعود الطبية": استئصال ورم يزن خمسة كيلوغرامات من المعدة والقولون لأربعيني    اختتام أعمال المؤتمر العلمي السنوي العاشر "المستجدات في أمراض الروماتيزم" في جدة    «مالك الحزين».. زائر شتوي يزين محمية الملك سلمان بتنوعها البيئي    5 حقائق حول فيتامين «D» والاكتئاب    لمحات من حروب الإسلام    وفاة مراهقة بالشيخوخة المبكرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خادم الحرمين أمام قمة العرب:عاصفة حزم سوف تستمر حتى تحقق أهدافها .. مجلس التعاون الخليجي يسعى إلى الحفاظ على وحدة اليمن وأمنه واستقراره
نشر في البلاد يوم 29 - 03 - 2015

خادم الحرمين الشريفين يوجه الشكر للدول المشاركة والداعمة لعملية حزم من أجل السلم والأمن
الرئيس اليمني:حضرت إليكم رغم تعرضي لأكثر من هجوم سافر وبعد اعتقالي وحصاري انتقلت الى عدن كعاصمة مؤقتة
السيسي: ننتظر المزيد من التضامن العربي وأطراف خارجية تستغل الظروف العربية للتدخلات
أمين منظمة التعاون الإسلامي: خطاب التطرف من أهم التحديات التي تواجه الأمة وآن الاوان أن نفصح عن الذين يستغلون الخطاب المذهبي من أجل النفوذ
أمين الجامعة العربية: قمة شرم الشيخ انطلاقة جديدة للعمل العربي المشترك ومتفائلون بالتضامن ووحدة الصف في مرحلة مهمة

شرم الشيخ – واس
بدأت في مدينة شرم الشيخ بجمهورية مصر العربية أمس أعمال مؤتمر القمة العربية في دورته السادسة والعشرين.
ورأس وفد المملكة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – .
وقبيل بدء أعمال المؤتمر التقطت الصور التذكارية لخادم الحرمين الشريفين وإخوانه قادة الدول العربية ورؤساء الوفود المشاركة في أعمال القمة .
وفي بداية أعمال القمة ألقى صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت رئيس القمة الخامسة والعشرين كلمة تناول فيها الجهود التي بذلتها دولة الكويت خلال رئاستها للقمة السابقة.
وقال سمو أمير دولة الكويت إن بلاده أعلنت دعمها ووقوفها التام مع الأشقاء في المملكة العربية السعودية وبقية أشقائها في مجلس التعاون لدول الخليج العربية في حقها في الدفاع عن نفسها بعد أن استنفدت الجهود كافة في محاولة لإيجاد حل للأزمة اليمنية وإقناع المليشيات الحوثية بالطرق السلمية.
وأوضح سموه أن ذلك جاء استجابة لطلب فخامة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بتقديم المساندة الفورية عربيًا ودوليًا بما يحفظ اليمن وشعبه ويصون سيادته ووحدة أراضيه واستنادا إلى المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة المتضمنة إقرارا بحق الدول الطبيعي في الدفاع عن نفسها واتخاذ كافة التدابير اللازمة لحفظ السلم والأمن الدوليين.
ودعا صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح في هذا الصدد إلى ضرورة التنفيذ الفوري للمبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية والالتزام بنتائج الحوار الوطني الشامل, مؤكدًا أهمية استجابة كافة الأطياف للدعوة التي رحب بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود لعقد مؤتمر خاص تحت مظلة مجلس التعاون لدول الخليج العربية لصون اليمن وتجنيبه مخاطر الانزلاق في أتون حرب أهلية يكون الخاسر الأكبر فيها أشقاؤنا أبناء الشعب اليمني وأمن واستقرار دولنا ومنطقتنا واستشعارا بعظم هذه المأساة ومعاناة أشقائنا, مناشدًا سموه دول العالم إلى مد يد العون والمساعدة للشعب اليمني ليتجاوز هذه الظروف التي نأمل أن تنتهي قريبا.
وأشار إلى ظاهرة الإرهاب بأفكاره الهدامة وسلوكه المنحرف وأيديولوجيته المارقة وأفعاله المشينة كأبرز التحديات التي نواجهها ويواجهها معنا العالم أجمع حيث ساهمت مناطق التوتر والصراعات في تواجد المنظات الارهابية التي اتخذت من تلك الدول قواعد لها تخطط فيها وتنطلق منها لتنفيذ تلك المخططات الهدامة كما ساهم تقاعس المجتمع الدولي عن التصدي لبؤر التوتر والصراعات في خلق أجواء راعية لتلك المخططات وحاضنة لها.
وتطرق سمو أمير دولة الكويت إلى الكارثة الانسانية في سوريا حيث تدخل عامها الخامس حاصدة مئات الآلاف من القتلى وملايين المهجرين واللاجئين بتبعاتها الأمنية الخطيرة ليس على المنطقة فحسب وانما على العالم بأسره.
وأكد سموه أن الصراع في سوريا لن ينتهي إلا بحل سياسي يكفل لسوريا سيادتها ووحدتها ويعيد الاستقرار إلى ربوعها ويلبي مطالب شعبها المشروعة.
وشدد سموه على أن القضية الفلسطينية ومسيرة السلام في الشرق الأوسط ملفا نحمله في كافة لقاءاتنا الثنائية والاقليمية والدولية كأولوية لنا نسعى لحلها بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وفق ما نصت عليه قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية لننهي معاناة أشقائنا فلن نهنأ بالأمن وننعم بالاستقرار طالما إستمرت هذه القضية دون حل .
إثر ذلك سلّم سمو رئيس دولة الكويت رئاسة القمة العربية لفخامة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الذي أعلن بدء أعمال القمة السادسة والعشرين.
وألقى فخامة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الكلمة الافتتاحية لمؤتمر القمة العربية في دورتها السادسة والعشرين حيث أشار فيها إلى خطورة العديد من القضايا التي تواجه الأمة العربية.
وقال فخامته إن انعقاد القمة اليوم تحت عنوان (التحديات التي تواجه الأمن القومي العربي) إنما يمثل تعبيرًا عن إدراكنا لضرورة أن نتصدى لتلك القضايا دون إبطاء أو تأجيل من خلال منهج يتسم بالتوازن والمصداقية وعبر أدوات ذات تأثير وفاعلية.
وأشار فخامة الرئيس المصري إلى أن بعض الأطراف الخارجية تستغل الظروف التي تمر بها دول عربية للتدخل في شؤونها أو لاستقطاب قسم من مواطنيها بما يهدد أمننا القومي بشكل لا يمكننا إغفال تبعاته على الهوية العربية وكيان الأمة.
وقال " لقد مرت بأمتنا مراحل لم تزد فى أخطارها عما نعايشه اليوم.. فرأى قادة الأمة العربية معها أنه لا مناص من توحيد الجهود لمواجهتها, وأنه لابد من أدوات للعمل العربي العسكري المشترك للتغلب عليها.. لكنه ومهما كان تقييمنا لمدى نجاح كل تلك الجهود وإزاء إمكانية تفاقم الأوضاع والتحديات الراهنة من إرهاب يداهم ويروع, ومن تدخلات خارجية شرسة.. نحتاج إلى التفكير بعمق وبثقة في النفس في كيفية الاستعداد للتعامل مع تلك المستجدات من خلال تأسيس "قوة عربية مشتركة" دونما انتقاص من سيادة أي من الدول العربية واستقلالها, وبما يتسق وأحكامِ ميثاقي الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية".
وشدد فخامته بأن مصر ترحب بمشروع القرار الذي اعتمده وزراء الخارجية العرب وتم رفعه للقمة بشأن إنشاء قوة عربية مشتركة لتكون أداة لمواجهة التحديات التي تهدد الأمن القومي العربي.
وأكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أن التحرك العربي لمساعدة اليمن كان حتميا معتبرًا ان "اطرافا خارجية تستغل الظروف الداخلية للدول العربية للتدخل في شئونها".
وقال في كلمته أن تأييد مجلس النواب الليبيي المنتخب والحكومة المنبثقة عنه "إنما يرجع لاحترامنا لإرادة الشعب الليبي" مشددا على وجوب تقديم كافة أشكال الدعم والمساندة للحكومة الليبية "دون إبطاء".
وأضاف "ندعم مسار الحل السياسي في ليبيا وفي نفس الوقت محاربة الإرهاب".
وعن الأزمة السورية أوضح الرئيس المصري أن بلاده بادرت "بدعم من أشقائها العرب" للعمل مع القوى السورية والمعارضة المعتدلة لدعم الحل السياسي لتلك الأزمة المتواصلة.
وشدد فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي على دعم الحكومة العراقية وما تتخذه من خطوات بما يسمح للعراق بتأدية دوره المهم في الوطن العربي.
وأكد فخامته كذلك دعم مصر للحكومة الصومالية "لتحقيق طموحات شعبها" كما رحب بالحوار القائم بين كافة القوى السياسية اللبنانية لاستعادة الاستقرار في البلاد.
وجدد التأكيد على أن اهتمام مصر بالقضية الفلسطينية سيظل راسخا رغم جسامة التحديات الحالية ،مشددا أيضا "على ثوابت الموقف العربي حيال إخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل".
ثم ألقى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود رئيس وفد المملكة كلمة أمام القمة فيما يلي نصها :
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أفضل الأنبياء والمرسلين.
صاحب الفخامة الأخ الرئيس عبدالفتاح السيسي
رئيس جمهورية مصر العربية .
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو .
معالي الأمين العام لجامعة الدول العربية .
الحضور الكرام .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
أتقدم ببالغ الشكر والتقدير لمصر حكومة وشعباً بقيادة أخي فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي على استضافة القمة العربية السادسة والعشرين ، وعلى حسن الاستقبال والضيافة ، وكل ما تم تهيئته للتحضير لهذا المؤتمر.
وأتوجه بالشكر لأخي صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت على جهوده المتميزة التي بذلها خلال رئاسة سموه للدورة السابقة.
كما أشكر معالي الأمين العام لجامعة الدول العربية وكافة العاملين فيها على ما يبذلونه من جهود موفقة .
أيها الأخوة الكرام :
قبل أيام شهدت هذه المدينة انعقاد المؤتمر الاقتصادي العالمي ، الذي تجسد فيه وقوف المجتمع العربي والدولي إلى جانب مصر الشقيقة واليوم نجتمع للتشاور في سبل الخروج من الأزمات السياسية والأمنية التي تعاني منها العديد من الدول العربية ، والتصدي لمختلف التحديات التي تواجهنا.
إن الواقع المؤلم الذي تعيشه عدد من بلداننا العربية، من إرهاب وصراعات داخلية وسفك للدماء ، هو نتيجة حتمية للتحالف بين الإرهاب والطائفية ، الذي تقوده قوى إقليمية أدت تدخلاتها السافرة في منطقتنا العربية إلى زعزعة الأمن والاستقرار في بعض دولنا ، ففي اليمن الشقيق أدى التدخل الخارجي إلى تمكين الميليشيات الحوثية – وهي فئة محدودة – من الانقلاب على السلطة الشرعية ، واحتلال العاصمة صنعاء ، وتعطيل استكمال تنفيذ المبادرة الخليجية التي تهدف للحفاظ على أمن اليمن ووحدته واستقراره ، ولقد جاءت تلبية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية لدعوة فخامة الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية اليمنية لعقد مؤتمر الحوار في الرياض تحت مظلة الأمانة العامة لدول المجلس، من أجل الخروج باليمن مما هو فيه إلى بر الأمان ، بما يكفل عودة الأمور إلى نصابها في إطار المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية؛ التي تحظى بتأييد عربي ودولي.
ولاستمرار المليشيات الحوثية المدعومة من قوى إقليمية هدفها بسط هيمنتها على اليمن وجعلها قاعدة لنفوذها في المنطقة في تعنتها ورفضها لتحذيرات الشرعية اليمنية ومجلس التعاون ومجلس الأمن ولكافة المبادرات السلمية ، والمضي قدماً في عدوانها على الشعب اليمني وسلطته الشرعية وتهديد أمن المنطقة؛ فقد جاءت استجابة الدول الشقيقة والصديقة المشاركة في عاصفة الحزم لطلب فخامة رئيس الجمهورية اليمنية عبدربه منصور هادي للوقوف إلى جانب اليمن الشقيق وشعبه العزيز وسلطته الشرعية وردع العدوان الحوثي الذي يشكل تهديداً كبيراً لأمن المنطقة واستقرارها وتهديداً للسلم والأمن الدولي ومواجهة التنظيمات الإرهابية.
وفي الوقت الذي لم نكن نتمنى اللجوء لهذا القرار، فإننا نؤكد أن الرياض تفتح أبوابها لجميع الأطياف السياسية اليمنية الراغبة في المحافظة على أمن اليمن واستقراره للاجتماع تحت مظلة مجلس التعاون في إطار التمسك بالشرعية ورفض الانقلاب عليها وبما يكفل عودة الدولة لبسط سلطتها على كافة الأراضي اليمنية وإعادة الأسلحة إلى الدولة وعدم تهديد أمن الدول المجاورة.
آملين أن يعود من تمرد على الشرعية لصوت العقل ، والكف عن الاستقواء بالقوى الخارجية والعبث بأمن الشعب اليمني العزيز، والتوقف عن الترويج للطائفية وزرع بذور الإرهاب .
وسوف تستمر عملية عاصفة الحزم حتى تتحقق هذه الأهداف لينعم الشعب اليمني – بإذن الله – بالأمن والاستقرار.
وفي هذا السياق ، فإننا نوجه الشكر والتقدير للدول المشاركة في عملية عاصفة الحزم ، والدول الداعمة والمؤيدة في جميع أنحاء العالم لهذه العملية التي ستسهم بحوله تعالى في دعم السلم والأمن في المنطقة والعالم.
فخامة الرئيس :
إن القضية الفلسطينية في مقدمة اهتماماتنا، ويظل موقف المملكة العربية السعودية كما كان دائماً ، مستنداً إلى ثوابت ومرتكزات تهدف جميعها إلى تحقيق السلام الشامل والعادل في المنطقة ، وعلى أساس استرداد الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ؛ بما في ذلك حقه المشروع في إنشاء دولته المستقلة ، وعاصمتها القدس الشريف ، وهو أمر يتفق مع قرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية عام 2002م التي رحب بها المجتمع الدولي وتجاهلتها إسرائيل.
وترى المملكة العربية السعودية أنه قد حان الوقت لقيام المجتمع الدولي بمسؤولياته، من خلال صدور قرار من مجلس الأمن بتبني مبادرة السلام العربية ، ووضع ثقله في اتجاه القبول بها ، وأن يتم تعيين مبعوث دولي رفيع تكون مهمته متابعة تنفيذ القرار الدولي ذي الصلة بالمبادرة.
أيها الأخوة :
إن آفة التطرف والإرهاب في قائمة التحديات التي تواجهها أمتنا العربية , وتستهدف أمن بلداننا واستقرارها , وتستدعي منا أقصى درجات الحيطة والحذر والتضامن في اتخاذ التدابير اللازمة لمواجهتها واستئصال جذورها .
فخامة الرئيس :
مازالت الأزمة السورية تراوح مكانها , ومع استمرارها تستمر معاناة وآلام الشعب السوري المنكوب بنظام يقصف القرى والمدن بالطائرات والغازات السامة والبراميل المتفجرة , ويرفض كل مساعي الحل السلمي الإقليمية والدولية .
إن أي جهد لإنهاء المأساة السورية يجب أن يستند إلى إعلان مؤتمر جنيف الأول , ولا نستطيع تصور مشاركة من تلطخت أياديهم بدماء الشعب السوري في تحديد مستقبل سوريا .
ومن جانب آخر مازلنا نتابع بقلق بالغ تطور الأحداث في ليبيا , مع أملنا في أن يتحقق الأمن والاستقرار في هذا البلد العزيز .
وفيما يتعلق بالسلاح النووي وأسلحة الدمار الشامل فإن موقف المملكة واضح وثابت بالدعوة إلى إخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل .
أيها الأخوة :
إن همومنا الاقتصادية والتنموية محل اهتمامنا وعنايتنا وتحتل مكاناً بارزاً في جدول أعمالنا , والمتوقع في هذه القمة مراجعة ما تم تحقيقه في هذا المجال , وإزالة عوائق تنفيذ منطقة التجارة الحرة العربية , والاتحاد الجمركي العربي .
ولإعطاء مزيد من الاهتمام بالقضايا الاقتصادية , والمتابعة السنوية لما يتخذ من قرارات في هذا الشأن وتنفيذها ؛ نقترح دمج القمتين التنموية والعادية .
ومن ناحية أخرى لا بد لنا من متابعة ما أسفرت عنه الجهود القائمة لإحداث نقلة نوعية في منهج وأسلوب العمل العربي المشترك , بما في ذلك إعادة هيكلة جامعة الدول العربية وتطويرها , وذلك على النحو الذي يمكنها من مواكبة المستجدات والمتغيرات وإزالة المعوقات ومواطن الخلل التي تعترض مسيرة عملنا المشترك .
وفي الختام أدعو المولى القدير أن يبارك أعمالنا ويوفقنا إلى كل ما يحقق الخير والعزة والأمن والاستقرار لأمتنا العربية .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وثمن فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية اليمنية عاليًا الجهود التي يبذلها خادم الحرمين الشريفين الملكُ سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – في الدعمِ الكاملِ والمساندةِ الصادقةِ للشعبِ اليمني سيَاسيًا واقتصاديًا وأمنيًا وعسكريًا في مختلفِ المراحلِ وفي كافةِ الظروف والجهود التي تقدمها دولِ مجلسِ التعاونِ الخليجي كافةً ولكلِ الدولِ المشاركةِ في الائتلافِ الداعمِ للشرعيةِ عربيةً وإسلاميةً وكذلك الدولِ الراعيةِ للمبادرةِ الخليجيةِ والمجتمعِ الدولي وهيئاتهِ ومُنظماتهِ على دعِمهم السياسي والاقتصادي لليمن.
كما عبر فخامته في كلمة بلاده في القمة عن شكره وامتنانه للأشقاءِ في مصر قيادةً وشعبًا على استضافةِ القمة وعلى كرم الضيافة.
وقدر تعاطف الجميع على دعم الشرعية واستقرار اليمن وأمنهِ ووحدته. وقال : " قد أتيتُ إليكم اليومَ من اليمن الجريح مُشاركًا في القمةِ العربية , ولو تعلمونَ ما واجهتهُ من صعابٍ وتحدياتٍ حتى أحضرَ مَعكم , ومَن فقدتُهم شَخصيًا من إخوةٍ ورفاق جِراءَ تَعرضي لأكثرَ من هجومٍ أثناءَ رحلتي إليكم , إلا أنّني كنتُ مُصممًا على الحضور, ليسَ للحضورِ الشخصي ولكن لِحضورِ اليمن بشرعيتِها الدستّورية ومَشروعِها الوطني الجَامع لهذهِ القمة المُهمة ولإيصالِ صوتِ الشعب اليمنِي لأمتهِ العربية , حضرتُ إِليكُم وقَلبي يعتصرُ ألماً وحسرةً على وطني وشعبِنا العظيم الذي يحلمُ أبناؤهُ بوطنٍ آمنٍ ومستقرٍ ويطمحُ لِغَدٍ أجملَ وأروع في ظلِ دولةٍ مدنيةٍ اتحاديةٍ حديثة تَستلهمُ أسسها من مخرجاتِ مؤتمرِ الحوارِ الوطني الشامل الذي انقَلبت عليه ميليشياتُ الحوثّي وحلفاؤها في الداخلِ والخارجِ " .
وأضاف " كما تَعلمون فلقدّ سَلكنّا في اليمن طريقَ الحوارِ وعقدّنا مؤتمرًا وطَنيًا شاملًا في مارس 2013م , بمشاركةِ كلِ الأحزاب والمكوناتِ السياسيةِ اليمنية بأطيافها المختلفة , انطلاقاً من المبادرةِ الخليجية وآليتّها التنفيذية , ووصلنا إلى توافقٍ على مخرجاتِ مؤتمرِ الحوارِ الوطني الشاملِ في يناير 2014م , واعتَقدنا بأننا قَد تَجاوزنا كثيرًا من الصعاب بعدَ الانتهاءِ من إعدادِ مسودةِ الدستورِ للدولةِ اليمنيةِ الجديدة , إِلا أنَ القوى الظلامية عادت مجددًا لتجرّ البلدَ إلى الخلفِ متحديةً بذلكَ الإرادةَ الشعبية وقراراتِ الشرعيةِ الدولية , وواجهتْ كُلَ أبناءِ الشعبِ وقواهُ الحيَّة السِلمية بقوةِ السلاحِ وعَملت على عسكرةِ العاصمةِ صنعاء واجتياحِ العديدِ من المحافظات ومحاصرةِ قياداتِ الدولةِ العُليا وتعطيلِ عملِ المؤسساتِ الحكومية من خِلالِ السيطرةِ المُسلحةِ وبدعمٍ وشراكةٍ وتأييدٍ من أطرافٍ محليةٍ ناقِمة وحاقِدة وعابثة ومن أطرافٍ إقليمية لا تريدُ لليمنِ والمنطقةِ العربية كَكل الأمنَ والاستِقرار " .
وتابع فخامة رئيس الجمهورية اليمنية قائلًا : " ونتيجةً لتلكَ الأوضاع التّي شَهدتها العاصمةُ صَنعاء وبعدَ حِصارِنا شخصياً لقرابةِ الشهرين , وبتوفيقٍ من اللهِ وعونهِ وتعاونِ الشُرفاء من أبناءِ شَعبِنا استَطعنا الخروجَ من صنعاء الوصولَ لمدينةِ عدنَ الباسِلة ومارسنّا مِنها سُلطاتِنا الشرّعية كرئيسٍ للجمهوريةِ لتجنيبِ اليمنِ الخرابَ والدمار وويلاتِ الحروب , وقد قَررنا نقلَ العاصمةِ السياسيةِ مؤقتاً إلى العاصمةِ الاقتصاديةِ والتجاريةِ عدن لممارسةِ مؤسساتِ الدولة وظائِفها بشكلٍ طبيعي , وقد عَقدتُ العزمَ على مواصلةِ مهامي كرئيسٍ للدولةِ لإنجازِ ما تبقى من المبادرةِ الخليجيةِ وآليتِها التنفيذيةِ ومخرجاتِ الحوارِ الوطني وصولاً إلى إقرارِ الدستورِ وإجراءِ الانتخاباتِ الرئاسيةِ والبرلمانيةِ في مدةٍ زمنيةٍ محددة , حتى يتمكنَ شعبُنا من تجاوزِ الأزمة والانتقالِ إلى بناءِ الدولةِ الاتحاديةِ الحديثة , وهي مُهمةٌ تاريخيةٌ ومفصليةٌ يَطمحُ شعبُنا إلى تحقِيقها , وفي سبيلِ ذلك فَقد وجهْنا الدعوة في الواحدِ والعشرينَ من شهرِ مارس الحالي لكافةِ القوى والمكوناتِ السياسية بما في ذلك منفذّي الانقلابِ على الشرعية الدستورية , لحضور مؤتمر في مقر مجلس التعاون الخليجي بالرياض صاحب المبادرة الخليجية , والهدف الرئيسي لذلك المؤتمر هو الاتفاقِ على خارطةِ طريقٍ لتنفيذِ ما سبق وأن اتُفقَ عليهِ " .
وتطرق فخامته للحدث الزمني للأزمة اليمنية وما قامت به المليشيات الحوثية وحلفائها أيضًا ، وقال : " إنَ تِلك المليشياتِ وحلفاءها بالداخلِ المصابونَ بهوسِ السلطةِ والاستبدادِ وحلفائِهم في الخارجِ الذين يريدونَ استخدامَ اليمنَ لإقلاقِ المنطقةِ والأمنِ والسلمِ الدوليين , قد أدمَنتِ العنف والدَّمار واجتياحَ المحافظاتِ فَقادت حرباً دمويةً لاجتياحِ محافظاتِ تعزَ ولحج والضالع وقَبلُها صعدةَ وعمران والبيضاءَ ومأرب وأخيراً مدينةُ عدن, فسفكتِ الدماء وأزهقتِ الأرواحَ وعبثت بالمؤسساتِ والمنشآتِ وأوجَدتْ فوضى عارمة استهدَفت أمنَ واستقرارَ وسكينةَ أبناءِ الشعبِ في معظمِ محافظاتِ الجمهورية , وفي تحدٍ واضحٍ لكافةِ أبناءِ شعبِنا في الجنوبِ وقبلِه في الشمال , إلا أن أبناءَ شعبَنا العظيم بشبابهِ ورجالهِ ونسائهِ جَابهوا ذلكَ العدوانَ والانقلابَ في كلِ الأقاليمِ والمحافظات , فتحيةً لتعزَ ومأربَ والبيضاء وهي تقاومُ ولذمارَ وصنعاءَ وإبَّ والحديدةَ وبقيةَ المحافظات وهي تنتفضُ , وللجنوبِ الثائرِ وهو يُعبِّرُ عن أعلى درجاتِ التضحيةِ والإيثارِ وشبابهُ العُزّل يُقاتلونَ المليشياتِ المسلحة في كُلِ شارعٍ وحارة ٍفي عدنَ ولحج والضالع , وأدعو من هنا كُلَ أبناءِ الشعب للالتفافِ حولَ الشرعيةِ الدستورية ومؤسساتِها الرسمية , ولمقاومةِ تِلك المليشيات بشجاعةٍ وإباء , والخروجِ للشوارعِ والساحاتِ للتعبيرِ في مظاهراتٍ سلميةٍ تعبرُ عن إرادةِ اليمنيين الحرَّة " .
وأكد أن إرادة الشَعبِ اليمني التي عبَرّ عَنها في كلِ المناسباتِ والساحاتِ هي التي دَفعتني وفي إطارِ مسؤوليتي الدستورية والشرعية إلى توجيهِ رسالةٍ إلى إخواني الأعزاء ملوكِ وأمراءِ ورؤساءِ دولِ مجلسِ التعاونِ لدولِ الخَليجِ العربي وجامعةِ الدولِ العربيةِ ومجلسِ الأمنِ الدولي لتقديمِ المساعدةِ الفوريةِ بِكافةِ الوسائلِ والتدابيرِ اللازمة بما في ذلكَ التدخلُ العسكري لحمايةِ اليمنِ وشعبهِ من العدوانِ الحوثّي المُدمر استناداً لميثاقِ جامعةِ الدولِ العربيةِ ومعاهدّةِ الدفاعِ العربي المشترك وللمادةِ 51 من ميثاقِ الأممِ المتحدة , الأمرُ الذي تمَّ الاستجابةُ له فوراً من قبِل أشقاءِنا وأصدقاءِنا من خلالِ عمليةِ (عاصفةِ الحزّم) وهي تطبيقٌ عَمليٌ للدعوةِ الجَادة بتشكيلِ قوةٍ عربيةٍ مُشتَركة تُسهمُ في المحافظةِ على أمننا القومي العربي.
كما أكد فخامته أن "هدف العمليةٌ الرئيسي والوحيد حمايةُ الشعبِ اليمني من عدوانٍ غاشمٍ يستهدفُ هويتهُ العربية وقيمهُ الإسلامية وتراثهُ المجتمعي القائمُ على التعايشِ والتسامحِ مع نفسهِ ومع محيطهِ العربي والإسلامي طوالَ تاريخهِ , وأقولُ لأولئكَ الذينَ يدغدغونَ مشاعرَ شعبنا بالحديثِ عن انتهاكِ السيادة , بأنَ من انتهكَ السيادة , هُم من فجرَ المساجد ودورَ تحفيظِ القرآن ومن نهبَ المعسكراتِ والمؤسساتِ المدنية واحتلَ المدنَ والمحافظات وحاصرَ رئيسَ الدولةِ الشرّعي بل وتَجرأ على ضربِ القصرِ الجمهوري في عدن بالطيرانِ الحربيّ , أو ليسَ ذلك صورةً صارخةً لانتهاكِ السيادةِ وتدميرٍ للدولةِ اليمنية" .
واستطرد : "قُلنا مرارًا وتِكرارًا إنها جماعةٌ لا عهدَ لها ولا ذِمة , فقد تنكّرت لكلِ الاتفاقاتِ التي أبرّمتها مع شركاءِ العملِ السياسي , وأمعَنتْ في تَمردها , متعاملةً معَ صبرِ اليمنيين وحُلمهم على أنهُ ضعفٌ وهوان , لكن المسئوليةَ العظيمة التي حملناها فَرضت عَلينا الصبرَ على مرارتهِ فالصبرُ شيمةٌ لا يتمتعُ بها إلا الحريصينَ على وطنهم , والتهورُ من طِباعِ الحَمقى وعديميّ المسئولية , والمتهربينَ من تعهداتهم وواجباتِهم الوطنية , وعليهُ أقولُ لدميةِ إيرانَ وألعوبتِها ومَن مَعه , أنتَ من دمرَ اليمنَ بمراهقتك السياسية وافتعالك للأزماتِ الداخليةِ والإقليمية , ومن يعتقدُ أنهُ بالزعيقِ والخطابةِ يمكنُ أن تُبنى الأوطانُ فهو مُخطىءٌ ألفَ مرةٍ , فأنتَ من انتهكَ السيادةَ وأنتَ من يتحملُ مسؤولية كلَّ ما جَرى وكل ما سيجري إذا استمريتَ بمراهقتِكَ السياسية وأحلامِكَ الضيقة , فعد إلى رُشدك أنتَ وحُلفاؤك , " وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ" صدقَ اللهُ العظيم.
ودعا إلى استمرارِ عمليةِ ( عاصفةِ الحزّم ) حتى تُعلن العصابةُ استسلامها , وترحلَ من جميعِ المناطقِ التي احتلتها في مختلفِ المحافظات , وتغادرَ مؤسساتِ الدولةِ ومعسكراتها وتسلّمَ الأسلحةِ الثقيلةِ والمتوسطةِ كافة سواءً التي نَهبتها من معسكراتِ ومخازنِ الدولةِ أو التي سَبقَ أن أمدتها بها إيران للحربِ على الدولةِ والشعبِ اليمني على مدارِ الأعوامِ السابقة ، ويسلم قادة هذهِ العصابة أنفسهم للعدالةِ حيثَ سبقَ أن قدمنا قائمةِ بأسمائِهم لإدراجِهم على قوائمِ مجرمي وزعماءِ الإرهابِ الدولي وعدمِ السماحِ لهم بمواصلةِ جرائِمهم ضدَ الأمنِ والسلمِ الدوليين وكذلك حلفاؤهم الآخرين العابثينَ بأمنِ وسيادةِ واستقلالِ اليمنِ وكبّحِ طموحِهم لإخضاعِ اليمنِ لرغباتهم وتعقبُهم وتجفيفُ مصادرِ تمويلِهم , حتى يتوقفوا عن التآمرِ جهرًا وسرًا مع إيران ضدَ اليمنِ وجمهوريتهِ ووحدتهِ واستقرارهِ , وإعلانِ تَخليِهم عن إثارةِ النَعراتِ الطائفيةِ والمذهبيةِ والمناطقية .
وطالب فخامة الرئيس اليمني قادة الدولِ العربية أن يَقفوا مع اليمنِ الأرضِ والإنسان ويُسارعوا لنجدتهِ ب الإمكانياتِ المَادية ومساندتهِ اقتصاديًا وعسكريًا لإعادةِ الأمنِ والسكينةِ والاستقرار, فاليمنُ بحاجةٍ لمشروعِ مارشالٍ عربيٍ حقيقي , فبدونِ ذلك لا يمكنُ استعادةُ بناءِ الدولةِ التي قاموا بتدميرها , وليبقى اليمنُ مُستقراً ومتَمتعاً بالأمنِ وشريكاً أساسياً لدولِ الخليجِ والمنظومةِ العربيةِ والدولية .
وخاطب فخامته القواتِ المسلحةِ والأمن في بلاده ، قائلًا : " أنتم جيشُ الوطنِ الأمينِ وصَمامُ أمانِ وحدتهِ الوطنية , ومسؤوليتَكم اليومُ تتجلى في الحفاظِ على الأمنِ والاستقرارِ وحمايةِ مؤسساتِ الدولةِ من النهبِ وحمايةِ المواطنين وأعراضهم في كل ربوعِ الوطن , وتنفيذِ تعليماتِ قيادتِكم الشرعية , والتمسكِ بالثوابتِ الوطنية , وأؤكدُ لَكم بإننّا عازمونَ على إعادةِ بناءِ قواتِ الجيشِ والأمن على أسسٍ وطنيةٍ وعلميةٍ حديثة والاهتمامِ بها , حتى يكون جيشاً لكل الوطن من شرقه إلى غربه ومن شماله الى جنوبه .
واستعرض القضية الفلسطينية ، مؤكدًا أنها القضيةَ المركزيةَ الأولى للأمة العربية , مجددًا التضامُن المُطلق مع الشعبِ الفلسطيني ونضالهِ العادل لاستعادةِ حقوقهِ المشروعةِ وإقامةِ دولتهِ المُستقلةِ وعاصِمتُها القدسُ الشريف .
وعرّج على الأوضاع في سوريا والعراق وليبيا مشددًا على أهميةِ التضامنِ مع لبنان ودعمُ السلامِ والاستقرارِ والتنميةِ في السودانِ والصومالِ وجُزرِ القُمرِ والوقوفُ بقوةٍ إلى جانبِ الوقوف مع دولةِ الإماراتِ العربيةِ المتحدة وحقها العادلُ والمشروعُ في قضيةِ الجزرِ الثلاث .
ودعا الرئيس اليمني الله عز وجل في ختام كلمته لهذه القمة بالسدّاد والتوفيق , وللأمة العربية التقدمَ والازدهار.
ثم ألقى معالي الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي كلمة الجامعة أمام القمة أشار خلالها إلى أن العالم العربي يتغير بسرعة وعمق ، مطالبًا بضرورة أن يطال هذا التغيير العالم العربي والجامعة العربية.
وقال : "يجب أن نجعل من الجامعة أداة للتغيير المسؤول , ويجب إعادة النظر في أدائها وبنيتها ومؤسساتها" ، مؤكدًا أن قمة اليوم هي الثمرة الأولى لهذه العملية وهي مشروع الميثاق بوثيقته المعدلة ومشروع النظام الأساسي الجديد لمجلس السلم والأمن.
وأضاف " إن العالم العربي يواجه ومنذ نشأة الجامعة قبل 70 عامًا تحديات جسام شهد خلالها العديد من محاولات التدخل في شؤونه الداخلية وتهديد سيادة الدول وتعرضت عدة دول للعدوان والاحتلال في بعض الأحيان وفي مواجهة كل هذا تضامنت الدول العربية " .
وتناول العربي في كلمته القضية الفلسطينية مؤكدًا أنها كانت دائمًا ولا تزال تشكل التحدى الأكبر والأخطر في المنطقة العربية على اتساعها، مؤكداً أنها لن تنعم بالسلم والاستقرار والأمن طالما استمر الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية وطالما أن الجهود الدولية المبذولة لمعالجتها ما تزال تراوح مكانها.
وشدد معاليه على أهمية تبني مقاربة جديدة تهدف إلى تحقيق الحل الشامل والدائم والعادل المستند إلى مبادرة السلام العربية وإلى قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقرار حل الدولتين وإعلان قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وأشار الأمين العام للجامعة العربية في كلمته إلى أن فرص تحقيق السلام الشامل والعادل في المنطقة تتضاءل ومستقبل المشروع الوطني يتعرض لأفدح المخاطر إذا لم يتحمل العرب والمجتمع الدولي ومجلس الأمن المسؤولية لوقف مسلسل المفاوضات التي وصفها ب "العبثية" ودفع إسرائيل إلى الوصول إلى حل الدولتين وفق جدول زمني محدد وآلية تضمن التزام التنفيذ وذلك تحت الإشراف المباشر لمجلس الأمن باعتباره يتحمل المسؤولية الرئيسية للمحافظة على السلم والأمن الدولي.
ثم ألقى معالي الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون كلمة المنظمة الدولية أمام مؤتمر القمة, وجه خلالها الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسي على دعوته للقمة, كما وجه الشكر والتقدير لأمير دولة الكويت صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد على إدارته للقمة العربية ال 25 وما تحقق خلال رئاسة دولة الكويت للقمة.
وقال : "إن الجهود لمواجهة الطغيان أتت ثمارها وأصبحت تونس نموذجاً لهذه المنطقة إلا أن الهجوم الإرهابي – في إشارة إلى الهجوم على متحف باردو – ألقى الضوء على مدى خطورة هذه الجماعات واستهدافها للسلام في حد ذاته.
وأضاف "إنه في ظل العنف في هذه المنطقة نرى أن هذه الأفعال الإرهابية وكذلك الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين الذي يمثل معاناة مستمرة ".
وتابع قائلاً "إنه في ظل كل هذه التحديات والتهديدات التي يمر بها العالم العربي التي تؤثر على الأمن والسلم الدوليين ولمواجهة هذه الاتجاهات لابد من معالجة الأسباب الجذرية للتطرف والعنف" , مؤكداً في هذا الصدد الحاجة إلى اتخاذ التدابير اللازمة من أجل حل هذه المشكلات على نحو يحمي الكرامة الإنسانية وحياة البشر.
ثم ألقى قال معالي الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الأستاذ إياد مدني كلمة أمام القمة أكد خلالها أن المنظمة تنظر إلى القمم العربية بكثير من التقرب ، وتعلق عليها كبار الآمال ، موضحاً أن وحدة العالم العربي وتماسكه قوة للأمة الإسلامية على امتداد أرجائها ، كما أن منظمة التعاون الإسلامية بأعضائها ال 57 هي العمق الإستراتيجي للعالم العربي أينما كانت أقطاره.
وأضاف معاليه أن منظمة التعاون الإسلامي حاضرة بجانب فلسطين المحتلة وهي تواجه احتلال نظام عنصري ، مؤكداً أن العمل يجري الآن لعقد قمة إسلامية استثنائية حول فلسطين وما يحيط بأهلنا هناك ، وما يتعرض له المسجد الأقصى من امتهان خاصة بعد الطريق المسدود الذي وصلت إليه مسيرة أكثر من 20 سنة من المفاوضات وحول العودة للتفاوض على أساس مبادرة السلام العربية والمطلب الفلسطيني بأجندة محددة في إطار زمني محدد.
وأكد معاليه أن العالم العربي بثقافته وحضارته وثراء تنوعه ، وبتاريخ التمازج والتسامح والانفتاح طوال مسيرته وبقوة شعوبه قادر بإذن الله أن ينهض ويبنى ويشارك ، لا ليعيش فقط بل ليحيا ، ولا ليحيا فقط بل ليشكل نموذجًا حضاريًا وخطابًا حقوقي يضيف إلى مسيرة الإنسانية ومستقبلها.
وتابع "آن لنا أن نواجه ونتصدى لمروجي خطاب التطرف المذهبي، لأننا نواجه تحديات مشتركة تواجه المنطقة".
كما ألقى معالي رئيس البرلمان العربي أحمد الجروان كلمة البرلمان أمام القمة , وجه الشكر خلالها للرئيس عبدالفتاح السيسي ولأمين عام جامعة الدول العربية وقال إن الشعب العربي يقدر عاليًا مجهودات الرئيس السيسي الحثيثة للعودة بمصر لدورها الرائد كقلب للأمة العربية.
وأشاد بالدور المتميز لأمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد جابر وحكمته التي أولاها للقضايا العربية وعمله على لم شمل البيت العربي أثناء رئاسته للقمة السابقة, وقال إن هذا الدور كان محل تقدير الشعب العربي كافة.
وأضاف " إن القمة تنعقد في ظروف تستدعي مواجهة التحديات الإقليمية الكبرى وعلى رأسها العمليات الإرهابية الجبانة التي تشهدها العديد من الدول العربية وهي الأعمال التي تنم عن حقد وكراهية وأطماع لزعزعة الاستقرار في وطننا العربي, كما أن الأوضاع الراهنة والنزاعات والأخطار التي تهدد عددًا من أقطار الوطن العربي لم تعد تخفى على أحد وآخرها الجرح اليمني النازف, وليبيا التي تئن وسوريا التي ذهبت بعيدًا, والعراق الذي يصارع الإرهاب وخطر الطائفية والصومال الجريح والقضية الفلسطينية التي لا تخفى على أحد.
وأكد الجروان أن البرلمان العربي يدعم أهمية التدخل السريع من قادة الأمة العربية من أجل هذه القضايا والنزاعات, وأشار إلى أن البرلمان العربي قام في 4 مارس الحالي بزيارة مدينة عدن اليمنية, ولقاء الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي بهدف دعم شرعيته, التي يعدها البرلمان مع بنود المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني الطريق الوحيد للخروج باليمن من الأزمات والتحديات الراهنة.
وانتقد المتمردين الحوثيين في اليمن, وقال : " لقد حاول الجميع جاهدًا، عربيًا ودوليًا، حل الأزمة بالتفاوض السلمي إلا أن مليشيات الحوثي تخطت كل الحدود ولم ترضخ لإدارة اليمنيين ولا لقرارات الشرعية الدولية واستمرت في الاعتداء على الشعب اليمني الشقيق مستغلة دعمًا إقليميًا، الأمر الذي تطلب تحركًا سريعًا لمواجهة العدوان الحوثي بحزم نصرة للشعب اليمني الأبي وحفاظًا على مقدرات الشعب وأمنه الذي هو أمن الأمة العربية كلها".
وفي ختام كلمة الجروان , رفعت الجلسة الافتتاحية الأولى لمؤتمر القمة العربية السادسة والعشرين على أن تستأنف في وقت لاحق.
النظام السورى ماض فى عدوانه:
وقال أمير قطر تميم بن حمد، إن النظام السوري ماض فى عدوانه على الشعب دون رادع وهو ما يتطلب وقفة عربية حاسمة، وتابع: "الأطفال السوريون يتعرضون لأهوال مشاهد القتل والدمار، ولم يعد أمامنا إلا إيقاف الحرب ضد الشعب السوري وقفا نهائيا يعيد الاستقرار لأشقائنا السوريين".
ودعا أمير قطر مجلس الأمن الدولى إلى تحمل مسؤوليته ولأخذ التدابير اللازمة لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وأخذ القرارات ذات الصلة، وفى مقدمتها ميثاق الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة فى إطار زمنى محدد.
وأضاف: "نؤكد ضرورة العمل العربي لوقف الاستيطان.. ولا يجوز أن يتحول حصار غزة لحالة طبيعية.. ولذا نتوجه للمجتمع الدولي للضغط على إسرائيل لرفع الحصار".
وفي بداية الجلسة الثانية ألقى الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين كلمة أمام القمة
وقال : "إن مصر وعلى مر العصور كانت ولازالت هي السند للعرب وصاحبة الريادة للدفاع عن قضايا أمتنا ومصالحها".
وأكد العاهل البحريني أن اجتماع القمة الحالية في شرم الشيخ يعبر عن التئام الشمل العربي وينقل للعالم بأسره أن العرب متحدون في مواقفهم ويتبادلون الرؤى فيما بينهم ويأخذون قراراتهم بحكمة وروية ويحرصون على تنفيذها بأمانة وشفافية وصدق إحساسًا بالواجب القومي ولمواجهة التحديات الجسام في هذه المرحلة الخطيرة من تاريخ الأمة العربية.
الرئيس السودانى:إصدار قرار لدعم عاصفة الحزم:
وطالب الرئيس السوداني عمر البشير، القمة العربية بإصدار قرار قوي لدعم عملية "عاصفة الحزم" فى اليمن.
وأضاف البشير أن الشباب يجب وضعه فى الاعتبار ودمجه فى البناء وهدايتهم للتدين الصحيح دون إفراط أو تفريط، مشدداً على ضرورة صيانة الأمن القومي العربي، والتى تستدعي فهم التطورات التى تحدث فى المنطقة.
وأكد البشير، أن خطر التطرف والإرهاب أهم الأخطار التى تواجه الأمة العربية، موضحاً أنه توغل واستشرى ويحتاج إلى مواجهة تستدعي درجة عالية من حسن التشخيص وبناء مقاربة للمعالجة الفكرية والثقافية للتصدي لتلك الظاهرة بالأدوات الأمنية لحماية السلم الاجتماعي للدول العربية وشعوبها.
وأشار إلى أنه يشعر بالقلق البالغ لما يعانيه الشعب السوري، مطالباً بوضع حد لمعاناة الشعب السورى الشقيق.
وعن الوضع فى اليمن، قال البشير: "رصدنا محاولات بعض الأطراف اليمنية منذ زمن خاصة ميليشيات الحوثيين، للخروج عن الشرعية، ونساند السلطة الشرعية فى اليمن للحفاظ على الشعب والمنطقة، كما نشارك بفاعلية ضمن قوات التحالف ونعزز هذه الجهود وندعم عاصفة الحزم فى إطار العمل العربي المشترك".
وعن ليبيا الوضع بليبيا، قال الرئيس السودانى، إن ليبيا بمساحتها وخيراتها تسع جميع الليبيين المتطلعين لغد أفضل من خلال الاحترام والحوار وبالحل السياسي، داعياً جميع الأطراف بليبيا، بإعلاء شأن الوطن، لتحقيق الأمن والاستقرار والحفاظ على مؤسسات الدولة.
وطالب البشير القمة العربية، بضرورة التأكيد على حق الإمارات فى جزرها الثلاث وذلك بالتفاوض السلمي.. وتابع: "هى قضيتنا جميعا"، بالإضافة للتأكيد على ضرورة دعم الصومال لتعود لدولة مؤسسات.
وتابع الرئيس السودانى قائلاً: "أرى واجب علينا أن نثمن الجهود التى بذلتها الأمانة العامة لجامعة الدول العربية لتنفيذ القرارات الصادرة فى دورة الجامعة فى يناير 2013، بالمتابعة مع الدول الأعضاء والمؤسسات المختلفة".
الرئيس الفلسطينى: نؤيد عاصفة الحزم:
وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إن فلسطين تؤيد عملية عاصفة الحزم، للحفاظ على وحدة اليمن والحفاظ على الشرعية هناك.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.