لإيران تاريخ أسود إزاء التدخلات السافرة في شؤون الدول العربية والخليجية وسعيها جاهدة إلى فرض نفوذها وهيمنتها على المنطقة العربية، حيث نجحت في سوريا بعد أن سمح النظام السوري البربري في احتلال الأرض وإدارة سوريا من قم، وفي العراق مارس الباسيج الإيراني نفس السيناريو السوري، حيث لعبت ميليشيات المالكي وقاسم سليماني الدور المحوري في تحويل العراق إلى بؤرة إرهاب وصراعات طائفية لبث الشقاق، وتفعيل الصراع، وإثارة الفوضى والأزمات، وتقوية الفتن.. فما تمارسه إيران ليس طموحات سياسية واقتصادية يحق لكل دولة أن تقوم بها بالوسائل المشروعة، بل هي أطماع تدميرية واسعة تتعدى حقوق الآخرين بل السيطرة واحتلال الدول وتحويلها لبؤر إرهاب وفوضى وتخريب.. فقلد اتخذت السياسة الإيرانية التوسعية مسارا عدائيا تصادميا في اليمن لعبت إيران دورا مماثلا لما تم في سورياوالعراق ولبنان إلا أن عاصفة الحزم التي انطلقت قبل عدة أسابيع وجاءت استجابة لطلب الرئيس الشرعي هادي لجمت هذا التدخل وأوقفت تقدم الحركة الحوثية المتمردة العميلة لطهران عند حدها وكسرت ظهر عتادها الإيراني العسكري وأخرست ميليشيات صالح التي باعت اليمن من أجل دراهم. وعندما يتحدث الرئيس الإيراني حسن روحاني عن الضربات الجوية لعاصفة الحزم ويطلق مزاعم كاذبة وواهية ويطلق نداءات للسلام وهو أبعد عن ذلك حيث لعبت طهران دور المدمر في اليمن فيما حرصت المملكة على بنائه وتعميره. وإذا رغبت طهران في أن يعم الأمن والسلام والاستقرار في اليمن فعليها وقف تدخلاتها السافرة فيه وإعلان دعمها الكامل لعاصفة الحزم وإرغام الحوثي على إنهاء الانقلاب على الشرعية واعتراف إيران بشرعية هادي والعودة إلى قبل 21 سبتمبر والعمل على وقف تدمير اليمن وتحويله لبؤرة قتال طائفية على غرار سورياوالعراق بهدف الوصول إلى السلطة وحكم اليمن ووقف تهديداتها لدول المنطقة.. وبدون ذلك فإن عاصفة الحزم ستستمر حتى تعود الشرعية لليمن.