تعودنا ما بين الفينة والأخرى أن يحلو لبعض المتحذلقين أن يتلقف كل بدعة يسمعها، وكل رأي يتبناه شريطة أن يكون محوره الانتقاص والتقليل من عنفوان الملكي وتسيده وسيطرته على التواجد وبقوة في جميع منافسات واستحقاقات هذا الموسم «دوري، كأس ملك، آسيوية»، بعد أن ظفر بأول بطولات الموسم «كأس سمو ولي العهد»، وهذا ما أغضبهم وأجبرهم أن يتسابقوا للنيل والقدح المتكرر لقوة الأهلي الطاغية هذا الموسم منذ أن تفرغ الداهية «جروس» للعمل التدريبي الفعلي الذي أعاد هوية وعودة فرقة الرعب للتوهج بفضل قوة العناصر المؤثرة والأكثر فعالية وقدرتها على صنع الفارق في جل المنافسات «اللهم لاحسد»، ووجدت إشادات أهل الاختصاص والأكثر دراية وحياد وأغضب هؤلاء. ولأن الأهلاويين وضعوا نصب أعينهم في هذا الموسم الاستثنائي أن يكون الرد على الجميع ولجم الأفواه داخل الملعب والتفرغ للعمل الفعلي بالتدريبات الميدانية والتكتيكات والتكنيكات التي من شأنها منح الفريق أحقيته والظفر بنقاط كل مباراة والحرص على هذا المطلب لكل استحقاق سواء محليا أو آسيويا وهذا ما ميز الأهلي في هذا الموسم، الأمر الذي أفرح وأسعد مجانينه وعشاقه. الأهلي بالأمس تغلب على كل الظروف وقهر اللا ممكن وتمكن من بعد خسارة وفي أسوأ ظروفه وإصابة لاعبيه «المقهوي، باخشوين»، والضرب المبرح والمتعمد لتيسير والسومة أن يقلب النتيجة ويتعادل بفضل الله ثم بعزيمة الرجال وانتفاضة الأبطال بقيادة الفريق الركن عمر السومة بتسجيله لهدفي التعادل بمجهودات ذاتية وكاد أن يضيف الهاتريك لولا براعة الحارس والعارضة. إنه زمن الأهلي وكفى، قاهر التحدي واللا معقول، ولليوم 446 بلا خسارة ورقم قياسي عالمي بلا منة. صانع الأفراح! الحديث عن لاعب بحجم وقيمة صانع الأفراح عمر السومة يجعل المفردة تنزوي خجلة والأنامل تنكفئ مفحمة، فالتغزل والإطراء لهامة كالسومة يتطلب جلب المعاجم والاستقاء منها بتروٍ وإتقان ولاسيما أبو خطاب نجم مختلف ومتفرد وهداف من طينة العظماء فهو لم يزل يخطف الألباب ويلوي الأعناق يوما بعد آخر، ومنذ أن وطأت قدماه النادي الملكي وحتى الأمس إلا ويترك للإمتاع بصمة، حتى أصبح أول مهاجم في دوري جميل تجاوزت أهدافه ال 22 ولايزال حتى الآن يتصدر الهدافين بذات الرصيد حتى نهاية الجولة ال21. عمر السومة أيقونة الفرح وحبيب الأهلاويين اللزم، بات أمس وأصبح اليوم ويمسي غدا ولسنوات طوال ضالة ملوك الكرة ومجانين الأهلي الذين تغنوا وسيتغنون به طيلة المواسم المقبلة طالما أنه لايزال أهلاويا وهداف الملكي الفذ البارع في تسديداته القوية وامتلاكه لحلول متنوعة لولوج الأهداف داخل الشباك وبكلتا قدميه ناهيك عن إتقانه للضربات الرأسية. ما يقدمه السومة داخل الملعب هو العنوان الحقيقي للإمتاع وقدرته على صناعة الفارق الذي يحتاجه الفريق وتمكنه من إيجاد الحلول لنفسه إذا لم يجد الدعم من لاعبي الوسط إنه لاعب من الزمن الجميل يجبر حتى المنافسين لمتابعته ومجملا فهو لاعب محترم يقدر مسؤولياته وملتزم بواجباته وحتى تصريحاته جلها متزنة ومحل تقدير الآخرين مما جعل هذا العمر صانع الفرح ومعشوق جماهير لون الحياة المنتشرة في مختلف أرجاء المعمورة والجماهير الرياضية بكافة ميولها. خاتمة : لكل داء دواء يستطب به .. إلا الحماقة أعيت من يداويها!!