خططت القيادة، بحكمة وروية وعقل لتحركها المدروس لإنقاذ اليمن من الحرب الأهلية والفوضى التي أشاعها الانقلابيون الحوثيون بعد انقضاضهم على السلطة الشرعية.. وكانت الرياض، قبل انطلاق «عاصفة الحزم»، محجة لزعماء العالم شرقا وغربا، استقبلت الأشقاء والأصدقاء والشركاء وصارحتهم بموقفها ورؤيتها للمخاطر التي تهدد اليمن بكارثة، حقيقية إذا لم توقف أعمال الانقلابيين والعمل على حماية الشرعية وصيانة إرادة الشعب اليمني الذي قبلت قياداته مخرجات الحوار الوطني المبني على المبادرة الخليجية.. وكانت الرياض دقيقة في تحليلها وتقديرها للحالة وأن التحرك ضد الحوثيين ضرورة تقتضيها المصالح العليا للدول في المنطقة بل وفي العالم أجمع.. وكانت هذه الرؤية الواضحة الموضوعية مقنعة للجميع ولهذا تشكل التحالف بصورة سريعة وسرية لتوجيه الضربة الموجعة. وها هي اليوم تواصل نجاحها وتأثيرها على الأرض، يصاحبها تزايد اقتناع الدول والشعوب العربية والإسلامية بضرورة دعم المملكة في هذا الموقف الشجاع الحكيم، كما وقفت شعوب ودول العالم مؤيدة لهذه الخطوة لأنها ستحمي بلدا مهما من التفكك وألا يتحول إلى بيئة خاضعة للإرهاب الذي يهدد أمن المجتمعات واستقرارها ويهدر ثرواتها.. ومع مرور الوقت تتكشف أبعاد مخطط الحوثيين وشريكهم ناكر الجميل وخائن وطنه وشعبه ومن يقف وراءهم من الدول. ولهذا ما تزال الرياض فاتحة أبوابها لمن يريد إيقاف النزيف وتخليص اليمنيين من الكارثة.. وما تزال الرياض تتلقى دعم الأشقاء والأصدقاء لتحقيق الهدف الذي انطلقت منه ولأجله «عاصفة الحزم».