ثمن خبراء عسكريون مصريون القرار العربي بتشكيل قوة عربية موحدة، لمواجهة التحديات التي تهدد أمن وسلامة أي من الدول الأعضاء، مؤكدين أن تشكيلها في الوقت الحالي يعد الخطوة الأولى في مشوار لم الشمل العربي لمواجهة الإرهاب. وقال الخبراء في استطلاع ل «عكاظ» إن تشكيلها يحتاج لوقت طويل لتنفيذها، كما أنها ستحتاج لتشكيل قيادة موحدة تتولى زمام الأمور، لكنها ضرورية والإسراع في إنشائها في الوقت الحالي الذي تمر به البلاد أصبح ضرورة. وقال وكيل جهاز المخابرات العامة الأسبق الفريق حسام خير الله إن تشكيل قوة عسكرية عربية موحدة يأتي في ظل العديد من التحديات والمخاطر التي تهدد بتقسيم وتفتيت دول عربية، وتنال من المصير العربي المشترك والأمن القومي العربي، خاصة مع استشراء التدخلات الخارجية وانتشار التنظيمات الإرهابية بمسمياتها المختلفة. وطالب خير الله بضرورة تحديد الجهة التي ستعطي الأوامر العسكرية، ومن يتولى قيادتها، ومن يقوم بعملية التمويل، والتحرك في الأوقات الحرجة الطارئة، وتشكيل قيادة موحدة تتولى قيادة الجيش، وضرورة الاعتماد على قوى وطنية عربية بدلا من الاعتماد على دول غربية تنحاز دائما لمصالحها، لافتا إلى أن تشكيلها قد يحتاج لوقت لتنفيذها، لكنها ضرورية في الوقت الحالي لمواجهة التحديات التى تمر بها دول المنطقة. فيما رأى المحلل العسكري والخبير الاستراتيجي اللواء صفوت الزيات أن فكرة القوى العسكرية المشتركة تم تنفيذها في حرب 1948 التي وقعت في فلسطين، وتوحدت فيها المملكة ومصر والأردن والعراق وسوريا ولبنان ضد إسرائيل، وكانت هناك قيادة عربية موحدة للجيوش العربية حتى عام 1967، وتوقفت عن العمل بسبب مشكلات عديدة، مشيرا إلى أن الوطن العربي يعاني من تحديات كبيرة وخطيرة من قبل دول إقليمية تؤثر على أمنه القومي، وثاني هذه التحديات هي الجماعات الإرهابية والتطرف. وأكد ثقته في قدرة التكاتف العربي في مواجهة هذه التحديات، مشيرا إلى أن تشكيل قوة عربية موحدة استجابة لمطلب شعبي عربي، خاصة في المرحلة الحالية الصعبة التي تمر بها دول العالم العربي. ونوه الزيات إلى أن الوضع الذي يمر به الوطن العربي يتطلب سرعة إقامة تشكيل قوة عربية لمواجهة التحديات التي تمر بها دول المنطقة، وقال إن «عاصفة الحزم» التي تقودها المملكة بالتعاون مع دول عربية وإسلامية تعد بداية لتكوين قوة عربية مشتركة لمواجهة أي تحديات تهدد الأمن القومي العربي ورادعة لإيران حتى لا تفكر في الاعتداء على أية دولة. وقال الخبير العسكري اللواء طلعت موسى إن الفكرة جيدة، وإن آليات تنفيذ تلك القوى لم تتحدد بعد، لكن بكل تأكيد عقب الإعلان عن تشكيلها ودخولها حيز التنفيذ، فستتشكل تلك القوى من كل الدول العربية، وعن أماكن تلك القوى، هل ستتمركز في دولة واحدة أم في عدة دول؟ أشار موسى إلى أنه إلى الآن لم تحدد دولة لتلك المهمة، كما أن المهام التي ستقوم بها تلك الدول ستكون ضد الإرهاب الأسود الذي يطول تلك البلدان، مؤكدا أن الجيش العربي الموحد قادر على دحر الإرهاب في المنطقة العربية، إذا ما توحدت تلك القوى على قلب رجل واحد.