أعادت دعوة الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، إلى تشكيل "قوة عربية موحدة لمحاربة الإرهاب"، الحديث مجدداً عن تفعيل اتفاقية "الدفاع العربي المشترك"، التي وقع عليها العرب قبل ما يقرب من 65 عاماً، وسط مخاوف من أنها قد تؤدي إلى تفاقم الخلافات بين الدول العربية. ووصف المحلل العسكري لشبكة CNN، جيمس "سبايدر" ماركس، وهو لواء متقاعد بالجيش الأمريكي، دعوة الرئيس المصري بأنها "مسألة وقت" أن يدعو قائد عربي مثل السيسي لمثل هذا الاقتراح، وأضاف بقوله: "استراتيجياً وسياسياً، فإن هذه الدعوة تمثل انجازاً كبيراً للمنطقة، وهي بلا أدنى شك أول خطوة في الاتجاه الصحيح." أما الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، فقد اعتبر دعوة السيسي "تكتسب أهمية كبرى في هذه المرحلة، في ظل التحديات التي تواجهها المنطقة، والتي تفرض ضرورة التفكير في صيانة الأمن القومي العربي"، وفق ما أورد موقع "أخبار مصر" التابع للتلفزيون الرسمي، نقلاً عن وكالة أنباء الشرق الأوسط. ولفت الأمين العام للجامعة العربية، في تصريحاته الاثنين، إلى صدور قرار في السابع من سبتمبر/ أيلول الماضي، لبحث "سبل مواجهة التهديدات الإرهابية التي تتعرض لها كل الدول العربية، وضرورة التكاتف لمواجهتها على كل المستويات"، مشدداً على "ضرورة وجود المواجهة الشاملة لمواجهة الإرهاب." واعتبر العربي أن "الأوضاع في المنطقة العربية حالياً غير مسبوقة، في ظل وجود تنظيمات إرهابية مثل داعش، تكتسب طبيعة خاصة، تختلف عما كان عليه الإرهاب من قبل"، مشيراً إلى أن "الإرهاب يهدد العالم أجمع، وليس منطقتنا العربية فقط"، على حد قوله. وأوضح أن "أي مواجهة لابد لها من إطار قانوني.. الدول العربية لديها إطار قانوني ممثل في اتفاقية الدفاع العربي المشترك، الموقعة عام 1950، والتي لا تقتصر فقط على مواجهة العدوان، ولكن تنص أيضاً على التعاون الاقتصادي"، وتابع بقوله: "لم أسمع من الدول العربية أي اعتراض على تفعيل هذه المعاهدة." وأضاف أمين عام جامعة الدول العربية أنه قام بإرسال خطابات إلى وزراء الخارجية العرب، لاستطلاع آرائهم بشأن تفعيل هذه الاتفاقية، وقال: "ننتظر الردود"، مشيراً إلى أن "تفعيل الاتفاقية ربما يتطلب اجتماعات لوزراء الدفاع والداخلية العرب، إلى جانب وزراء الخارجية." ورداً على سؤال حول امكانية طرح دعوة السيسي على القمة العربية، المقرر انعقادها نهاية مارس/ آذار المقبل، في مصر، قال العربي إن "هذا الاقتراح قد يكون أهم موضوع أمام القمة العربية." ورداً على سؤال حول الصعوبات التي تعترض تنفيذ هذه الفكرة، قال العربي: "لا أستطيع التحدث عن الصعوبات تحديداً، ولكن لابد أن نتوقع أنه ستكون هناك دول لديها استفسارات أو رؤى مختلفة.. وسوف ننتظر لنرى." وحول جهود تنقية الأجواء العربية قبل انعقاد القمة المقبلة، قال الأمين العام للجامعة إنه "على مدار 70 عاماً كانت هناك اختلافات عربية، وهذه ليست أول مرة، ولكن أرجو أن الجميع ينتبه إلى خطر الإرهاب، الذي يهدد الدول العربية، وضرورة التصدي لهذه الآفة، لأن الأمر مسألة حياة أو موت"، بحسب تعبيره.