توقع خبراء عسكريون، أن تنجح قمة الدوحة في تدشين المنظومة الأمنية الخليجية عبر إنشاء قيادة عسكرية موحدة لدول المجلس، وبناء منظومة دفاعية لتحقيق الأمن الجماعي. وأكد الخبراء، أن هذه المنظومة سوف تعتمد على القدرات الذاتية لمواجهة التحديات الأمنية في المنطقة. ونوه خبير مكافحة الإرهاب اللواء محمد رضا يعقوب، باتجاه القمة لتعزيز منظومتها الأمنية، مؤكدا أن هذه الخطوة تحظى بتقدير وتشجيع خبراء الأمن. وقال: إنه يثق في جدية الإجراءات التي ستتخذ لتفعيل منظومة دفاع مشترك ومكافحة الإرهاب. ورأى ضرورة أن تعتمد المنظومة الأمنية الخليجية لمكافحة الإرهاب على تبادل المعلومات لتقدير حجم الإرهاب ومعرفة رؤوس الفساد، بجانب المشاركة في عمليات التدريب ووضع الخطط تحت إدارة واحدة. وأفاد الخبير العسكري اللواء طلعت مسلم، أن دول مجلس التعاون تستشعر الخطر والتهديدات الناتجة عن التنظيمات الإرهابية بالنظر إلى ما يجري في العراق وسوريا واليمن وخطر «داعش»، معتبرا أن هذه المخاطر تجعل قمة الدوحة تتجه لاتخاذ مواقف أكثر جدية لحماية الأمن القومي الخليجي ومنها تشكيل قوات لمكافحة الإرهاب وفقا لمنظومة دفاع مشترك. واعتبر رئيس المركز المصري للدراسات الاستراتيجية اللواء سيد الجابري، تشكيل قوات خليجية لمكافحة الإرهاب خطوة عملية لحفظ الاستقرار والأمن، ولكن يجب ألا تكون هذه القوات عسكرية فقط بل يلزم أن تكون معها قوات من الشرطة والبحث الجنائي ضمن منظومة أمنية متكاملة للقضاء على الإرهاب. وأشار إلى أن التوجه إلى الداخل العربي كفيل بتحقيق الأمن العربي. ورأى الخبير بمركز الأهرام للدرسات الاستراتيجية اللواء محمد قدري سعيد، أن التحديات التي تنعقد فيها قمة الدوحة فرضت توحد دول الخليج لحماية أمنها القومي. وتوقع أن تنجح القمة في تشكيل قوات لمكافحة الإرهاب وبناء منظومة دفاعية. وأفاد أن قمة الدوحة ستعمل على تفعيل وإقرار هذا التوجه، لا سيما بعد قرار دول المجلس إنشاء قوة بحرية خليجية مشتركة تحت مسمى «مجموعة الأمن البحري 81» في أكتوبر الماضي، ليعكس إصرار دول الخليج على تأسيس منظومة دفاعية وأمنية خليجية متكاملة تحقق الاكتفاء في المجال الأمني والعسكري، والاعتماد على القدرات الذاتية لمواجهة التحديات الأمنية في المنطقة وتزايد مخاطرها. وشدد الخبير العسكري اللواء عبدالرافع درويش، على أن القمة الخليجية ستعمل بكل قوتها للحيلولة دون تفتيت المنطقة أو تجزئتها وفقا للمخطط الدولي، من خلال تحقيق التكامل الأمني الخليجي كضرورة فرضتها التحديات الراهنة، ومن ثم فإن تشكيل قوات خليجية لمكافحة الإرهاب يعد خطوة عملية للحفاظ على أمن الخليج. ويرى الخبير العسكري سالم نصار، أن القمة تسعى لتحقيق التكامل الأمني الخليجي في مواجهة مخاطر الإرهاب ومحاولات التفتيت والتقسيم، معتبرا أن إنشاء منظومة دفاعية مشتركة لدول المجلس خطوة بعيدة المدى في مواجهة التهديدات والاستعداد لاحتمال تزايد مخاطر الجماعات الإرهابية واحتمالات اتساع دائرة الصراعات.