أكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أمس أن عملية «عاصفة الحزم» ستستمر حتى تحقق أهدافها، وينعم الشعب اليمني بالأمن والاستقرار. وأوضح أن «عاصفة الحزم» جاءت للوقوف إلى جانب اليمن وشعبه وسلطته الشرعية، وردع العدوان الحوثي الذي يشكل تهديداً كبيراً لأمن المنطقة واستقرارها، وتهديداً للسلم والأمن الدولي. وأعلن الملك سلمان بن عبدالعزيز أن الرياض تفتح أبوابها لجميع الأطياف السياسية اليمنية الراغبة في المحافظة على أمن اليمن للاجتماع تحت مظلة مجلس التعاون الخليجي. وحض خادم الحرمين الشريفين على عودة «من تمرد على الشرعية لصوت العقل، والكف عن الاستقواء بالقوى الخارجية، والعبث بأمن الشعب اليمني العزيز، والتوقف عن الترويج للطائفية، وزرع بذور الإرهاب». (للمزيد) وشدد خادم الحرمين الشريفين، في كلمته أمام القمة العربية في شرم الشيخ أمس، على أن «الواقع المؤلم الذي يعيشه عدد من بلداننا العربية، من إرهاب وصراعات داخلية وسفك دماء، هو نتيجة حتمية للتحالف بين الإرهاب والطائفية، الذي تقوده قوى إقليمية أدت تدخلاتها السافرة في منطقتنا العربية إلى زعزعة الأمن والاستقرار في بعض دولنا». وحذر من أن «آفة التطرف والإرهاب تستهدف أمن بلداننا واستقرارها، وتستدعي منا أقصى درجات الحيطة والحذر والتضامن في اتخاذ التدابير اللازمة لمواجهتها واستئصال جذورها»، مشيراً إلى أن «التدخل الخارجي في اليمن أدى إلى تمكين الميليشيات الحوثية - وهي فئة محدودة - من الانقلاب على السلطة الشرعية، واحتلال العاصمة صنعاء، وتعطيل استكمال تنفيذ المبادرة الخليجية التي تهدف إلى الحفاظ على أمن اليمن ووحدته واستقراره». ودعا خادم الحرمين الشريفين المجتمع الدولي للقيام بمسؤوليته في تبني مبادرة السلام العربية. وأكد أن «القضية الفلسطينية في مقدمة اهتماماتنا، ويظل موقف المملكة العربية السعودية كما كان دائماً، مستنداً إلى ثوابت ومرتكزات تهدف جميعها إلى تحقيق السلام الشامل والعادل في المنطقة، وعلى أساس استرداد الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني؛ بما في ذلك حقه المشروع في إنشاء دولته المستقلة، وعاصمتها القدس الشريف»، كما دعا إلى «إعادة هيكلة جامعة الدول العربية وتطويرها، وذلك على النحو الذي يمكّنها من مواكبة المستجدات والمتغيرات، وإزالة المعوّقات ومواطن الخلل التي تعترض مسيرة عملنا المشترك». واقترح الملك سلمان دمج القمتين العربيتين التنموية والعادية لإحداث نقلة نوعية في منهج العمل العربي المشترك. وعاد خادم الحرمين الشريفين إلى الرياض أمس من مصر بعد أن ترأس وفد السعودية المشارك في مؤتمر القمة العربية، يرافقه الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي. وقال وزير الخارجية اليمني رياض ياسين أمس إن هادي «سيعود إلى عدن عندما تستقر الأمور». إلى ذلك، أكد رئيسا أميركا باراك أوباما، وفرنسا فرانسوا هولاند، وعاهل إسبانيا الملك فيليب السادس، ومستشارة ألمانيا أنغيلا ميركل، ورئيسا وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون، وباكستان محمد نواز شريف، دعم بلادهم الكامل للسعودية في عملية «عاصفة الحزم»، واستعداد دولهم التام للدفاع عن أمن المملكة وأراضيها متى طُلب منهم ذلك، مشددين في اتصالات هاتفية بخادم الحرمين الشريفين (الجمعة) على استعدادهم لتقديم كل أنواع الدعم الذي تحتاج إليه المملكة.