لقيت عملية (عاصفة الحزم) التي قادتها السعودية بمشاركة 9 دول شقيقة ضد ميليشيات الحوثيين في اليمن ترحيبا شعبيا واسعا في السعودية والخليج بعد أن تمدد الخطر الإيراني في ديار بني يعرب لينهي مظاهر الدولة الحقيقية في أكثر من بلد عربي مثل لبنان والعراق وسوريا وهي الدول التي أصبحت تدار من قبل جنرالات الحرس الثوري الإيراني، وقد بادرت المملكة وحلفاؤها في الخليج والدول العربية لوقف هذا الزحف الإيراني المبرمج كي لا يقضي على اليمن مثلما قضى على غيرها، وهي حرب استباقية بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى، فلو لم تذهب المملكة بطائراتها المقاتلة لدك مواقع الحوثيين في اليمن لجاءوا إليها بعد عام أو عامين على أبعد تقدير. والوقفة الشعبية إلى جانب جيشنا الباسل واجب لا مفر منه ولكن هذه الوقفة الشعبية يجب أن تكون مصحوبة بالوعي والفهم لحقيقة هذه الحرب، فهي لست حربا سياحية أو غزوة ترفيهية كما يتصور البعض ممن سيطرت عليهم الحماسة، فمن واجب الجميع وخصوصا في الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي عدم الانجرار إلى المكائد الإعلامية الإيرانية التي تحاول إكساب هذه الحرب بعدا طائفيا، فالطائرات السعودية والخليجية قصفت مواقع تنظيم داعش قبل أشهر من قصفها لمواقع الحوثيين في اليمن ما يؤكد أن المملكة ضد الإرهاب أيا كان مصدره ومهما كان عنوانه المذهبي الزائف، لذلك فإن حماسة البعض تجاه (عاصفة الحزم) يجب أن تكون بعيدة عن الأطروحات الطائفية البغيضة التي تحقق أهداف إيران وتشوش أهداف صقورنا الذين ذهبوا إلى هذه الحرب نصرة لأشقائنا في اليمن وحماية لحدودنا من خطر هذه الميليشيات المدعومة من إيران. وكذلك فإن لهذه الحرب كلفتها الباهظة مثلها مثل أي حرب وهي لن تنتهي بين يوم وليلة كما يتصور البعض لذلك فإن المساندة الشعبية لجيشنا الباسل وبقية الجيوش الحليفة يجب أن لا تكون أمرا متوقعا وعلينا الاستعداد لأسوأ السيناريوهات حتى لو لم تحدث وحتى لو لم تكن ثمة مقدمات لحدوثها فليس هناك ما هو أخطر من حالة الاسترخاء والاستهانة بما يمكن أن يفعله الأعداء في أيام الحرب. وأخيرا نسأل الله العلي العظيم أن ينصر جيشنا ويحفظ بلدنا المبارك وأهله الخيرين الكرام ويوفق ملكنا الهمام وأن تبقى رايتنا الخضراء عالية خفاقة في السماء.