أكد الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي على أهمية الدور السعودي في إرساء الأمن والاستقرار في المنطقة والداعم للجامعة في كل العهود، مثنيا على مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لتنقية الأجواء وتحقيق التضامن العربي، كما أكد العربي في حوار أجرته «عكاظ» على أهمية انعقاد القمة العربية في شرم الشيخ في هذا التوقيت، نظرا ما تواجهه الدول العربية من تحديات غير مسبوقة، مشيرا إلى أن القمة ستتعامل مع كل القضايا المطروحة، وأن تشكيل قوة مشتركة ستكون ضمن الموضوعات التي تتناولها، لكن القرار بشأنها بيد القادة العرب. وفيما يلي نص الحوار: ● بداية كيف تقيمون الظروف الحالية التي تنعقد فيها القمة العربية في شرم الشيخ وكيف ستتعامل مع التحديات القائمة خاصة بؤر الالتهاب المشتعلة؟ - مما لا شك فيه أننا أمام قمة غير مسبوقة تواجه بالفعل تحديات كثيرة، ستتعامل معها وتبحثها جميعها، وهي تحديات تستوجب تجاوز أي خلافات قائمة وإعطاء الأولوية لها، خاصة الإرهاب العابر للحدود، الذي بات لا يستثني أحدا ويهدد كيانات ودولا قائمة في بنيانها. والأهم أن هناك أمرين يتعين أن تكون لهما الأولوية في هذه المرحلة، أولهما يتعلق بما هو رد الفعل المطلوب من الدول العربية في مواجهة التحديات التي تهدد الأمن القومي، والتي تتمثل في تنظيمات إرهابية اخترقت كل الحواجز وانتشرت في كل مكان، والثاني يتمثل في أهمية صدور قرار تجاه الميثاق الذي تم تعديله طبقا للمعايير الدولية من جانب لجنة رفيعة المستوى تشكلت لهذا الغرض منذ 3 سنوات، ووضعت تصورها لهذا التطوير وتحديث منظومة العمل العربي، وفقا للمعايير الدولية ولما جرى في منظمات مماثلة مثل الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة.. وحتى يتواكب أداء الجامعة مع الوضع الراهن وتضطلع بمسؤولياتها الملقاة على عاتقها. ● كيف تقيمون مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لتنقية الأجواء وتحقيق التضامن العربي؟ - هذه مبادرة كريمة وهامة من جانب خادم الحرمين الشريفين، وهي محل تقدير كبير. وأرجو أن يتم العمل وفقا لهذا الإطار، ونثمن عليها بقوة وعلى الجهد الذي يقوم به الملك سلمان، والمملكة في الواقع حريصة على تعزيز العمل المشترك. ● نلاحظ وجود حملة انتقادات ضدكم ما هو تفسيركم لها؟ - من يريد أن ينتقد الجامعة فلينتقد هذا حقه إن كان يريد التقويم والمصلحة العامة والبناء ودفع العمل العربي للأمام، وتلك أمور لا أتدخل فيها ولا أضيق بها، لكنني أستغرب الهجوم في هذا التوقيت خاصة أنني أطالب منذ مدة طويلة بضرورة التركيز على موضوع أساسي وهو صيانة الأمن القومي العربي مما يتعرض له من تهديدات كبيرة، وهو أمر كررته، وأؤكد عليه في كل مرة، وعلينا أن نبحث أين نحن وإلى أين نسير؛ لأن التحديات جسيمة، أما الموضوعات المالية والإدارية فلنتركها لما بعد القمة. ● ما هو مدى مسؤولية الجامعة وأمينها العام عن الوضع العربي الراهن؟ - نعم كل المنظمات والتجمعات الدولية هي مرآة لدولها وتعكس إراداتها، وأنا شخصيا لا أفهم سر هذا الهجوم، وفي هذا التوقيت بالذات على الجامعة العربية، وكما ذكرت نحن نرى أنه لا ينبغي أن ننصرف عن القضايا الرئيسية وننشغل بقضايا ونواح فرعية مالية وإدارية ليس هذا وقتها، وأن تكون هذه الأخيرة في اجتماعات تعقد على مستوى المجالس سواء المندوبين أو الوزاري. ● بالعودة إلى القمة التي لم تلتئم بعد كيف في تقديركم ستتعامل مع الملفات الملتهبة وما هو مصير تشكيل القوة المشتركة؟ - نعم أنا طالبت بهذا الأمر، وبضرورة التحرك والعمل على صيانة الأمن القومي، مما يتعرض له من تهديدات كثيرة، والمؤكد أن القادة والملوك والرؤساء حين يلتقون خلال القمة سيكون لهم رأي في كل هذه المسائل وأنا لا أستطيع أن استبق القمة وأتوقع ما سينتج عنها من قرارات وكل ما أستطيع قوله أن فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي تحدث في هذا الأمر بقوة «تشكيل قوة مشتركة» وعموما ستكون هناك مناقشات ومداولات حول هذا الاقتراح، لكن ماذا ستخرج به القمة؟ هذا القرار بيد القادة وحدهم..