حول الكثير من الشباب في حائل هياكل سياراتهم إلى لوحات للعبارات الشاذة والرسومات التي لا تتوافق مع العادات ولا التقاليد، في وقت اعتبر الكثيرون أن تجول السيارات بهذا الشكل ليس إلا المزيد من التهاون في تطبيق الأنظمة. واستغرب الكثيرون أن تتحول مساحات الزجاج الجانبي والخلفي، لكل من هب ودب في أن يعبر عما يخلد في دواخله، بما في ذلك أرقام الجوالات، مؤكدين أن هذه العبارات والرسومات لا تتوافق مع أي معايير أخلاقية، خاصة أنه يراها الصغار والكبار والنساء، وفيها بعض العبارات الجارحة التي تخدش الحياء العام، مؤكدين أن بعض الشباب للأسف يستغلون غياب الرقابة من الجهات المختصة لتفريغ ما بدواخلهم ولو على حساب المجتمع المحافظ، مؤكدين أنه لا ذنب للمجتمع في أن يرى رسومات أو يقرأ عبارات العاشق الولهان والمتيم الغضبان، حتى أن البعض يضع مسميات رمزية لعشيقته، في وقت تختفي معه التعاليم الدينية والأخلاقية. واعتبر أبو حمود أن هذه الكتابات التي نراها على سيارات الشباب في شوارعنا ما هي إلا عدم احترام الآخرين، فالمرور اهتم كثيرا في منطقة حائل بمن يقطع الإشارة إذا كانت صفراء لأنها خطر، ولم ينتبه لمثل هذه العبارات الخادشة والمسيئة، حتى وصل بهم إلى وضع أرقامهم وعبارات يرمزون بها إلى التواصل فيما بينهم، وهذا خطر نرجو من الجهات الأمنية وضع حد لهذا التصرفات التي تسيئ إلى المجتمع الحائلي، لأن هذا الفعل قمة في الاستهتار. ويؤكد الشاب سعود الشمري، أنه رغم تقاسمه العمر مع رفاقه إلا أنه يرفض بشدة هذه الأفعال، كونها تعود بالضرر على الأسرة والمجتمع، وقال: كنا نحسب أن ظاهرة الكتابة على الجدران هي الداء الوحيد في المجتمع، حتى ظهرت الكتابة على المركبات الخاصة والعامة التي تنتشر في عموم منطقة حائل، حيث ابتكر أصحاب السيارات طرقا وأسماء وعبارات مختلفة خطوها على هياكل سياراتهم وعلى الزجاج الأمامي والخلفي والجانبي وخاصة سيارات الشباب، إضافة إلى الزينة والكماليات التي يلصقونها خارجها وداخلها وملصقات كثيرة الأشكال ومتعددة العبارات والألوان، وللأسف هذه العبارات تباع داخل محلات كماليات السيارات، حسب رغبات الزبائن الشباب. وطالب عادل العيد وبدر الشمري وبدر الرميح بأن تكون هناك عقوبات رادعة ضد كل من يمارس هذه الكتابات على السيارات. وفيما يعترف أحد الشباب الذي تحفظ على ذكر اسمه أنه يميل للكتابة على زجاج سيارته واعتبر ذلك نوعا من الحرية الشخصية في ممتلكاته الخاصة، مشيرا إلى أنه يريد أن يضع لنفسه لقبا بين أقرانه، وهو بالطبع لجذب انتباه الجميع. ويؤكد الشاب عيد الفهد أنه يهتم كثيرا بكل شاردة وواردة في سبيل تجميل سيارته وأنه وضع ملصقات على زجاج السيارة وهيكلها من الخلف كنوع من الزينة، مضيفا: إنها لمسات جمالية على السيارة لتكون مميزة عن بقية السيارات الأخرى، والتميز في اختيار العبارات هو الأهم للشباب. من جانبه أوضح نواف العتيبي صاحب محل لزينة السيارات: عادة يأتي الكثير من الشباب، يريدون عبارات خاصة لكتابتها على السيارات، منها على سبيل المثال (خبل بس عاقل) و (أحبك) و(البرنس) و (f15).. ونساعدهم على وضع هذه الكتابات الغريبة والمرحة والمدهشة أحيانا على الزجاج الخلفي أو الجانبي لسياراتهم مستخدمين في ذلك أرقى أنواع الخطوط والتصاميم والزخارف، كما أن البعض يكتبها في (المزيل) الذي يستخدم لطمس الكلام على الورق، مبينا أن العملية باتت تجارية ولا علاقة لها بالأخلاق، لأنها حسب رغبات الزبائن. وقلل مصدر بمرور منطقة حائل من مستوى هذه الكتابات في شوارع حائل، مبينا أنها لم تصل إلى حد الظاهرة، مشيرا إلى تواصل الحملات المرورية، وأن العقوبة هي إزالة العبارات وتسجيل مخالفة على السائق..