نظم مجموعة من الشباب، يطلقون على أنفسهم «مجموعة هوس السيارات»، مسابقة لاختيار أجمل وأغرب عبارة مكتوبة على السيارات. وجَذب الإعلان الذي تم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مثل صفحات «فيسبوك» و«تويتر»، الكثير من عشاق تزيين المركبات. وشكل المنظمون لجنة لاختيار الفائزين. وتضمن التقييم بنوداً عدة، يجب أن تتوفر في السيارة الفائزة في المركز الأول. وتأتي هذه المسابقة المُصغرة ضمن مسابقة «ملكة جمال السيارات»، التي تُنظم على فترتين خلال العام، وتجذب جمهوراً واسعاً، ومتنافسين لنيل هذا اللقب. وأثارت المسابقة، استغراب كثيرين ممن سمعوا عنها. إلا أنها تشكل، «منعطفاً قوياً» نحو وسائل التعبير الجديدة التي يحدثها الشبان. ولا تخلوا العبارات المستخدمة من الغرابة والطرافة والمباشرة، وحتى الرومانسية. إلا أن مشاركين تعمدوا لفت الأنظار لهم من طريق الكتابة بالرسم. وقال أحد المنظمين (رفض ذكر أسمه)، ل «الحياة»: «نظمنا هذه المسابقة بعد أن وضعنا شروطاً عدة، أهمها ألا تحمل العبارات المكتوبة ما يخدش الحياء، أو يمس الدين أو المعتقد. وركزنا على التزيين كفنٍّ. وشددنا على أهمية التزام الهدوء والنظام، وعدم إحداث فوضى». وعن عدم رعاية هذه التظاهرة من قبل أي جهة راعية، ذكر «أطلقنا المسابقة لنقيس مدى تقبلها في البداية، ونطمح أن تكون هناك جهة راعية، مثل ما حدث في راليات حائل، وغيرها من الفعاليات الشبابية». وكان الجو العام للمسابقة جواً «فكاهياً مرحاً»، إذ حملت العبارات طرائف كثيرة، فحضرت السياسة متأثرة بأجواء «الربيع العربي»، من خلال «الزنقة زنقة»، و»ارحل ارحل» أيضاً. واستفاد متسابقون من طرائف المتظاهرين في مصر، إلى جانب حضور الأندية والتعصب الرياضي، إضافة إلى أبيات من الشعر الشعبي، وعناوين الأغاني المنتشرة حالياً. وإذا كان عبدالله الكالوف لم يزر بريطانيا من قبل، بل لم يسمع عن ثورة الملصقات الدعائية على سيارات الأجرة والحافلات هناك، التي غالباً ما تروج لشيء ما، أو تحذر من أشياء أخرى، وتأخذ أشكالاً وتفاصيل مختلفة، حتى أنها وصلت لتقنية الليزر، والصور المتحركة على طلاء السيارات والحافلات. إلا أن الكالوف، الذي يقود سيارة أجرة، اتبع ذات الخطى، حين عمد إلى تحويل زجاج سيارته الخلفية إلى لوحة للترغيب في شيء، أو التحذير منه. وآخر ذلك دعوته لمن يشاهدون سيارته المارة على الطريق، لأن «لا تحرقوا زهرة شبابكم بسيجارة». ويحاول عبدالله، «تأدية واجبي تجاه المجتمع، من خلال إرسال رسائل توعوية، عبر وضع ملصقات تحذيرية عن المخدرات والتدخين والسرعة، وحتى تذكيرهم بضرورة ذكر الله»، مضيفاً «أحاول في كل مرة، أن أختار عبارات لافتة. وفي البداية لم أكن أتعمد ذلك، بل كانت لمجرد الزينة. لكنني وجدت فيها طريقة للتعبير، فأصبحت مهووساً بها». وعلى رغم «نبل الفكرة والرسالة» التي يحملها الكالوف. إلا أنه لم يسلم من المخالفات المرورية التي «تحظر وضع ملصقات، مهما كانت، على زجاج السيارة». ويقول: «حصلت على مخالفات كثيرة، لكنني مهووس بتزيين سيارتي، وإن كانت للأجرة»، مشيراً إلى أن أجمل عبارة قرأها تلك التي وضعها أحد زملاء المهنة «كتب سائق أجرة على سيارته «التوصيل بالمجان بمناسبة شفاء خادم الحرمين الشريفين». ولا تزال هذه عبارة عالقة في ذهني، إلى جانب أخرى كتبها سائق آخر «الإخوة ذوو الاحتياجات الخاصة التوصيل مجاناً». القذافي حاضر ... وإن سقط حكمه في طرابلس