حذرت الفصائل الفلسطينية من خطورة مخطط حركة حماس بالتنسيق مع إسرائيل، لفصل قطاع غزة عن باقي الأرض الفلسطينية وتثبيته ككيان مستقل. وقال عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الدكتور رباح مهنا إن خطة فصل غزة التي تفكر فيها حماس تمثل خطرا كبيرا على المشروع الوطني وقيام دولة فلسطين المستقلة على حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس. وكشف أن هذه المعلومات حصلوا عليها من ممثل الأممالمتحدة روبرت سيري والدبلوماسي السويسري، لافتا إلى أن حماس عرضت هدنة لمدة خمس سنوات قابلة للتجديد، مقابل إنشاء مطار وميناء في غزة، وفتح العلاقات الخارجية عبر المطار والميناء، وأفاد أن الهدنة المقترحة تشمل وقف الأعمال العسكرية فوق الأرض وتحتها. من جانبه، أكد الأمين العام للجبهة العربية الفلسطينية وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير جميل شحادة، أنه لا يحق لحماس أو أي تنظيم آخر عقد صفقات منفردة على حساب المشروع الوطني، محذرا من أن فصل القطاع يعني إلغاء فكرة دولة فلسطينية من الوجود، وتكريس الاحتلال الإسرائيلي. وحمل شحادة حماس المسؤولية كاملة حال صحة هذا المخطط، مشيرا إلى أن الاتصالات بين حماس والجانب الإسرائيلي ليست بالجديدة. ووصف الأمر بأنه غاية في الخطورة، خصوصا التعامل مع قطاع غزة ككيان منفصل. بدوره، أكد أمين عام جبهة التحرير الفلسطينية الدكتور واصل أبو يوسف، أن من يحاول الانتقاص من المشروع الوطني والثوابت يرتكب جريمة وطنية لا يمكن السكوت عنها. وقال: لا يمكن لأي فصيل مهما كبر شأنه، أن يكون بديلا عن منظمة التحرير، ولا يمكنه تجاوز الثوابت الوطنية الفلسطينية، مؤكدا أن أي خروج عن الإجماع الوطني الفلسطيني جريمة تتساوى مع مخططات الاحتلال الإسرائيلي ومشاريعه التصفوية. وأضاف أن مخطط فصل القطاع عن الضفة مشروع قديم طالما سعت إسرائيل له. وحذر من أن فصل القطاع يمثل نسفا للمشروع الوطني وتفريطا بالثوابت الوطنية. ووصف عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين صالح زيدان، المخطط بالأمر الخطير، مطالبا وقف هذه الاتصالات، والتمسك بالتمثيل الموحد. وأضاف أن حماس فشلت في مسعاها ومحاولتها المنافسة على التمثيل الفلسطيني، وهذا ما نلمسه من خلال عزلتها، إضافة لانعدام مقومات نجاح مسعاها دوليا وإقليميا، محذرا من خطورة دخول مضمار يستنزف الطاقات الوطنية. وكانت حماس قد نفت نيتها إقامة دولة في غزة وفق اتفاق هدنة مطول مع إسرائيل، لكنها قالت إنها أجرت محادثات مع المبعوث الأممي روبرت سيري ودبلوماسيين غربيين من أجل بناء ميناء ومطار في غزة لرفع الحصار عن قطاع غزة.