اعلنت حركة المقاومة الاسلامية حماس رفضها المطلق مشروع وثيقة جنيف للسلام ووصفتها بالمشؤومة والمشبوهة. واعتبرت حماس في بيان الوثيقة تمثل مشروعا تصفويا يستهدف طعن المقاومة في الخفاء من خلال العمل الوطني الفلسطيني بتقديم تنازلات في مجمل القضايا التي تهم جموع الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج0 وطالبت حماس منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الفلسطينية والشعب الفلسطيني برفض كل ما جاء بالوثيقة. وفي هذه الاثناء حذرت النقابات والمؤسسات الوطنية والمنظمات الشعبية في قطاع غزة من مغبة القبول بوثيقة جنيف معتبرة انها تمس بشكل خطير الثوابت الوطنية الفلسطينية المتمثلة في حق العودة واقامة الدولة الفلسطينية ذات السيادة وحق تقرير المصير. وكانت هذه المؤسسات قد تعهدت لابناء الشعب الفلسطيني وشهدائه وجرحاه واسراه بالمحافظة على الثوابت الوطنية الفلسطينية للقضية حتى التحرير الكامل. ووثيقة جنيف تمثل رؤية فلسطينية اسرائيلية مشتركة لحل النزاع الفلسطيني الاسرائيلي يرتكز على اقامة دولة فلسطينية الى جوار اسرائيل. على صعيد اخر اعلنت حركة حماس ان الحديث عن هدنة جديدة مع اسرائيل في ظل الظروف الحالية سيشكل غطاء للاعتداءات الاسرائيلية. وقال عدنان عصفور احد قادة الحركة في الضفة الغربية ان حركته قدمت مبادرة لاخراج المدنيين الفلسطينيين والاسرائيليين من دائرة الاستهداف كدليل على تمسكها بالحق الفلسطيني بمقاومة الاحتلال لا رغبة في سفك الدماء. واضاف ان حركته على استعداد لدراسة وبحث كل ما يعرض عليها من اي طرف معني بالصراع على ان تشمل ظروف العرض رفع المعاناة والظلم عن الشعب الفلسطيني واعادة حقوقه اليه. واعتبر هذا الشرط من اهم دوافع الحركة لدراسة اي مبادرة ونقاشها ثم اتخاذ القرار المناسب بشأنها بما تقتضيه المصلحة الفلسطينية. وشدد على ان دوافع المبادرات المعروضة على الحركة لاعلان هدنة جديدة جاءت بعد تنامي قناعة المستوى العسكري في اسرائيل بفشل الحل الأمني واستحالة القضاء على الانتفاضة ووقف العمليات. وكشف النقاب عن ان الوفد المصري الذي عقد لقاء مع الحركة في غزة عرض وجهة نظره القائمة على امكانية احياء الهدنة واستغلال الظروف والمأزق الاسرائيلي للخروج بهدنة فلسطينية موحدة تتضمن التزام الجانب الاسرائيلي بها. واضاف ان نجاح اي هدنة يأتي من خلال توفير ظروف النجاح واهمها الموقف الجماعي وان تكون محدودة المدة بفترة قصيرة للتأكد من مدى التزام الجانب الاسرائيلي ببنودها. ورأى ان حكومة شارون يمكن ان تقبل بطرح هدنة جديدة نظرا للمأزق الذي تواجهه في فشل السياسة الامنية والعسكرية. ومن المتوقع ان يعقد مسئولون في الفصائل الفلسطينية حوارا في القاهرة بداية الشهر المقبل برعاية مصرية لدراسة امكانية الاعلان عن هدنة مع اسرائيل ووقف اطلاق نار بما في ذلك توحيد الجهد الفلسطيني ضد الاحتلال.