جميع البشر يتطلع إلى تغيير عادات الآخرين.. بل يرى أنها الأولوية عنده.. وفي الشركات يلجأ البعض لفرض عقوبات لتحقيق ما يرغبونه ويتمنونه من الموظفين الزملاء ومنهم من يلجأ إلى المكافآت ويجزل في العطاء أملا في التغيير.. في الأولى العقوبة تفقد الروح المعنوية فيها وهجها.. وفي الثانية تزيد المصروفات ويتطلع الموظفون إلى أخذ المزيد منها إلى درجة الابتزاز المعلن المحكم بالأداء المتميز وطلبا لمزيد من الصرف دون النظر إلى العواقب التي تتكبدها الشركة.. فأول الطريق (أنا) التي تؤدى بامتياز.. فالولاء لهذه الأنا يتفوق على الانتماء العملي والولاء للمكان.. المشكلة في أن بعض الموظفين لا يحققون ما تتمناه شركتهم منهم.. كما أنهم قليلو الاستجابة لما هو مطلوب.. ولإحداث التغيير المطلوب وما نتج من العقوبة والمكافأة فإن التحليل النفسي يعود دوما بأن المقصرين في أعمالهم تعودوا في منازلهم وفي مدرستهم على البيئة غير النشِطة.. فيها إهمال، وربما كسل ممِيت ينتج من العقل الباطن.. يحتاج ذلك إلى مساعدة طبية وشروح نفسية قد تكون قادرة على التغيير وقد تكون عادات الموظف قديمة توارثها واثنِي عليها.. أو لم يلق توجيها عنها.. فأصبحت عنده مكتسبة بتكرارها ولا يفكر بعواقبها فهي تِلقائية الأداء.. والحقيقة أن هذه العادة التي تنتمي إلى الماضي لها إيجابيات داخلية قد يصعب تغييرها.. وإذا كنا نفكر بهذا الأسلوب فمعنى هذا أننا تمسكنا بماضي الموظف ولم نفكر بتغييره ونقول: (تعود على كِده).. إن خاصية التعلم هي الطريقة الوحيدة التي تصنع التغيير.. وكمدير مسؤول تعِي ذلك فإن كل كلمة أو فعل أو توجيه أو طلب يعتبر نموذجا للتعلم تلقيه عليهم.. وتنسى سلبياتهم ومعاقبتهم ومكافأتهم ولكي تكون نموذجا لهم يتعلمون ويقلدون ويقتنعون فإن عليك الخطوة الأولى من نفسك لنفسك.. كيف أنت؟ وماذا تفعل؟ وماذا تقول؟ فإذا استطعت أن تكسب إعجابهم ومحبتهم فقد وصلت رسالتك وانتظم العطاء وساد جو إيجابي في شركتك ومن معك.. لكن.. هل هذه الطريقة وهذا الاسلوب يؤدي إلى النتائج الإيجابية مع الجميع ؟ نعم.. و لا.. يؤدي هذا الاسلوب إلى الإعجاب والتقدير حتى إذا نفد ما عندك وجدت أن من تعلم منك ينقلب عليك وربما يرى أنه الأفضل ويبدأ النقاش ما هو الحل..؟! هو سرعة التغيير بعد أن استنفدت عِلمك فيه.. خذ غيره واصنع فريقا آخر.. فالأول عرف الطريق وسيظل يحفظ حقك في تعلمه ولكنه لا يفيدك.. وأبدأ في تغيير آخر وهذه رسالتك لتغيير العادات غير المرغوبة في موظفيك وإخراجهم إلى المجتمع ليبدؤوا هم في الإصلاح وأنت تنشئ فريقا آخر وآخر.. حتى تصبح المدير المعلم.. وسيعرف فضلك عند الله قبلهم.. قال تعالى: (فمن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا كفران لسعيه وإنا له كاتبون) [سورة الأنبياء:94]. [email protected]