يقول الله: «لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ۖ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْب إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ» [الحديد: 25]. الحديد هو من أول المعادن التي عرفها الإنسان، والحديد الموجود على الأرض نُزل من السماء عن طريق النيازك التي تتساقط على كوكبنا بالآلف في كل سنة، ويصل وزن الواحد منها إلى عشرات الأطنان. وقبل مليارات السنين، وفي النجوم التي تفوق حجم الشمس مراحل كبيرة التي تسمى «العماليق الكبار» تتم عملية الاندماج النووي، فحينها يتحول قلب النجمة لحديد، فتستهلك طاقة النجم فينفجر النجم فتتناثر ذرات الحديد في مجرة درب التبانة وفي السماء، وأما في قوله سبحانه وتعالى: « فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ » [الحديد: 25]، فإن الحديد يتميز بقوة وثباته وتحمل للضغط، وهو أكثر المعادن كثافة وأكثرها تماسكًا، فالبنات الأولية للمادة تتماسك بشدة تفوق كل باقي بالعناصر حتى العناصر التي وزنها الذري أعلى من الحديد، ويساعد الحديد الأرض على توازنها والحفاظ على جاذبيتها، ويعد الحديد عنصرًا أساسيًا في عدد من المخلوقات الحية، مثل بناء النبتة وتركيب خلايا الدم للكائنات الحية، ويدخل الحديد في تركيبة دم الإنسان فإذا فقدنا 3 غرامات من الحديد فهذا يهدد حياتنا بالخطر؛ كونه يلعب دورًا حيويًا في نقل الأكسجين في جميع أنحاء الجسم. ويوجد كميات كبيرة من الحديد في كوكب الأرض فليس هناك قلق بأنه سوف ينتهي، لأنه ينزل كل فترة على شكل نيازك، ويعد الحديد سادس العناصر شيوعًا، في الكون وهو رابع عنصر وفرة في قشرة الأرض، وهو العمود الفقري للصناعات العسكرية والمدنية، فلا يوجد صناعة لا يدخل بها الحديد. والعجيب أن هناك توافقًا عدديًا في سورة الحديد، فتأتي السورة الحديد بترتيب 57 من ترتيب سور القرآن وهذا الرقم يوافق الوزن الذري لعنصر الحديد، وذكر الحديد في القرآن ست مرات في سورة [الكهف] و[الحج] و [الإسراء] وسورة [سبأ] وسورة [ق] و[الحديد]، وهذا العدد يوافق أعلى درجة لتأكسد الحديد 6، فسبحان الله العزيز الحكيم. المصادر: * كتاب موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة، [محمد راتب النابلسي]، -برنامج فسيروا، فهد الكندري.