حالة من الصداقة والمحبة والمودة تجمع بينهما.. يدهش كل من يراهما في حالة توافق من الوقار والاحترام.. وكأنهما أخوان وليسا أبا وابنه.. حضر كعادته كل صباح يتزود من هذا اللقاء بدعاء ونصيحة.. فقد كانت تلك الدقائق الصباحية بهجة لقلب والده.. وسعادة يحبها.. ويتمنى أن تصاحبه بوجود ابنه (صديقه).. لم يكن الاستقبال في ذلك اليوم كما جرت العادة.. فقد كان فيه نبرة حزن وعتاب.. تساءل الابن: «هل هناك ما يزعجكم؟.. فإني أرى أنكم في غير ما تعودت عليه منكم».. وانسابت كلمات الحنان لتمسح الحزن والعتاب وتحمل مكانها ابتسامة رضا.. قال الأب: «فكرت في أن أزعل منك (آخد على خاطري).. ثم رأيت أني لو فعلت ذلك، فسوف تعاني.. وإذا عانيت، فسوف أعاني.. فقررت ألا أزعل وأسامحك».. قال الابن: «ماذا حصل؟».. مداعبا والده.. «خير إن شاء الله».. قال الأب: «ثلاثة أيام لم تزرنا.. وتحريت عنك.. فوجدتك بخير.. فحمدت الله».. قال الابن مسرعا: «يا أبوي أمس كنت عندكم».. رد عليه الأب: «أنت لا تحسبها.. ولكني أحسبها.. فسرور يومي لا يكتمل إلا برؤيتك».. اعتذر الابن لأبيه.. وأقسم على أن ذلك لم يكن عن قصد.. وقبل الأب الاعتذار.. وعاد الوئام بينهما.. تساءل الابن: «لماذا لم ترسلوا في طلبي وتذكيري؟».. أجابه الأب قائلا: «لو فعلت ذلك لأصبح حقا مكتسبا لك.. وحقا لي تنازلت عنه».. «يابني من تنازل عن حق لا يكون له أحقية الرجوع فيه .. يحفظك الله ويرعاك».. قال وقد علت وجهه ابتسامة حب واعتزاز.. يا أبويا .. رحم الله امرءا أعان ولده على بره.. قال الأب برضا وإعجاب .. أحسنت.. سأفعل ولكن لا تتأخر علينا.. ( ما أبرهما ). فاكس: 6514806 [email protected]