تعمد بعض إدارات الشركات التي تعتمد على الربح إلى إقناع حاملي أسهمها بزيادة أرباحها عن طريق رفع قيمتها في السوق؛ أملا منها أن يزيدوا من شراء السهم كما أنهم لا يتخلون عن أسهمهم السابقة.. هذه الطريقة تعتبر الآن عقيمة ولا جدوى منها، فقد اكتشف المتداولون أن الأنجح والأربح لهم هو البيع والشراء بسرعة وجني أرباح من الفروقات. أصبح لدى المتداولين بمتابعتهم اليومية للبورصة التوقع (بصعود سهم ما) (وهبوط سهم آخر) دون تحليل علمي أو تحليل فني. فقد أصبحت التحاليل تميل إلى التنبؤ بالارتفاع أو الانخفاض، ومثلا عندما تعلن الشركة عن انخفاض أرباحها في الربع الأول عن المتوقع، فإن قيمة السهم لا تتفاعل مع تداول السهم، وهذا عكس ما كان سائدا، فقد كانت الأمور تؤثر تأثيرا مباشرا على قيمة السهم. ولذا، فإن ما يهم الشركة أن تعلن عن استثمارات طويلة الأجل ولو كانت بقيمة متواضعة لتحافظ على قيمة أسهمها وذلك على المدى المنظور، فطبيعة المتعاملين الواقع وليس المستقبل، والماضي لا يتذكرونه، فإن الحالة التاريخية لا تؤثر كثيرا على المساهم الذي يدخل ويخرج بسرعة. إن التفكير الذي يركز على قيمة السهم السوقية يضيع أو يفقد كثيرا من الوقت في التركيز على العمل الفعلي للشركة، ذلك أن عملية إرضاء المساهمين والعاملين والعملاء في وقت واحد لا بد أن يكون له أولويات حسب أهميتها في وقتها. وفي رأيي الشخصي، فإن العاملين بالشركة لا بد أن يكون عليهم التركيز بالاهتمام، فإنهم المسوقون والمؤدون لإرضاء العملاء واستيعاب العدد الأكبر منهم. إن المنتج لا يكون ذا جودة عالية متميزة إلا بالعاملين في الشركة، اختلاف الأولويات في الشركة يعتمد على أولئك الرؤساء التنفيذيين الذين يلعبون الأدوار المختلفة وتغيير واقعها وهم بكامل الولاء والإخلاص لشركتهم، لتنال الشركة الثقة التي تنعكس على المساهمين والعملاء، ولا يكون ذلك إلا بالقيمة الأخلاقية التي تسير بالدفة من نجاح إلى نجاح. إن الولاء المتميز من العاملين يعتبر أهم مصدر لاستقرار الشركة. ولاء العاملين المخلصين يمكن حصوله بعطاء متميز إذا تحصلوا على مقابل يتناسب مع هذا التميز والعكس صحيح. وعلى التنفيذيين أن تكون عندهم عين فاحصة للجميع ومن الجميع وعلى الجميع، حتى تبقى القيمة المعنوية هي المؤثرة في الاستمرار. أيضا على الرئيس التنفيذي أن يوجه وينصح المتخاذلين ليعودوا للعمل الجاد، وإلا فإن عليه الحزم والبتر بقوة لا عاطفة فيها.. ليصلح الباقين ولا يُفسد عقولا عملت ونالت التقدير ليصبح اللحن لا نشاز فيه ونغمة العمل تطرب الأذن وتسر الأعين. [email protected] فاكس:6514860