أثارت دراسة أجراها المركز الوطني للطب البديل والتكميلي، دعت للأخذ بطرق علاج الطب البديل كالرقية الشرعية والحجامة وعسل النحل، جدلا بين عدد من الأطباء والمختصين، على الرغم من دعوتها لإنشاء معاهد أكاديمية متخصصة لتعليم الطب البديل والتدريب عليه، وطالبت الدراسة التي شملت 1113 طبيبا وطبيبة في مراكز الرعاية الأولية، وزارة الصحة بتنظيم هذا المجال الطبي. ورأى استشاري أمراض الروماتيزم والطب البديل الدكتور ضياء الحاج أنه من الجيد إجراء مثل هذه الدراسة التي تؤكد على أهمية الطب التكميلي في تحقيق العلاج بإذن الله، مستدركا بالقول: «لكن يجب أولا تظافر الجهود لتحقيق ذلك من خلال نشر الوعي في الأوساط الطبية بأهمية الطب التكميلي، وتحذير المجتمع من كثير من الممارسات الخاطئة التي أضرت بسمعة العاملين في هذا المجال». وقال الحاج: «هذه الدراسة القيمة تطابق كثيرا مع ما لمسته في مؤتمر عقد مؤخرا بأبوظبي وحضره لفيف من الأطباء والمشايخ، حيث أوصى المؤتمر بأهمية توفير رقاة في كل مستشفى، باعتبار أن هناك أمراضا يستعصى علاجها طبيا، ويستدعي علاجها بالرقية الشرعية، كالعين مثلا، وهذه التوصية تم الإجماع عليها استنادا لحديثه صلى الله عليه وسلم «ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء». واستدرك الحاج قائلا: «لكن هذه التوصية لا يمكن الأخذ بها في واقعنا المحلي، وما يتخلله من أخطاء لكثير من ممارسات الرقاة، إلى جانب اعتقاد كثير من المرضى بالرقية كوسيلة وحيدة للعلاج، وتركيز آخرين على العلاج الدوائي». وأضاف الحاج: «وكذلك الحال بالنسبة للعلاج بالحجامة، حيث شهدت في السنوات الأخيرة إقفال الكثير من مراكز الحجامة في عدة مناطق، نظرا لمخالفتها الاشتراطات الصحية، لكن ذلك لم يتم في مناطق أخرى حيث يزاول الحلاقون حجامة المرضى حتى الآن». من جهته، أكد الدكتور نزار باهبري رئيس الجمعية السعودية للأمراض المعدية في منطقة مكةالمكرمة، أنه كمسلم يؤمن بفوائد العسل والحبة السوداء والرقية الشرعية، وغيرها من وسائل العلاج التي جاء ذكرها في القرآن الكريم أو السنة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام، وهي وسائل يرتكز عليها الطب التكميلي لعلاج بعض الحالات المرضية. وقال: «لكن المسألة تتعلق بتوعية المجتمع، وبأن الطب التكميلي يجب أن يتوازى مع الطب الدوائي، فكلاهما يكمل الآخر، إلا أن ذلك لا يزال قاصرا عند كثير من المرضى الذين يرون في الرقية أو في شرب العسل العلاج الوحيد لمرضهم». وذكر باهبري أن هناك تقنينا واشتراطات صحية فرضت على الممارسين للحجامة بهدف منع انتشار العدوى، ولذا أصبحت هناك مراكز وعيادات طبية تمارس الحجامة بشكل آمن، ومع ذلك ستجد أن كثيرين يقصدون الأماكن العشوائية للتحجم، ويتركون العيادات والمراكز الآمنة صحيا، نتيجة عدم نشر الوعي بين الناس. من جهته، اعتبر الراقي والباحث الشرعي الشيخ فيصل عوض إدراج الرقية الشرعية ضمن وسائل العلاج الصحية في النظام الصحي، بشرى للممارسين للرقية ضمن الضوابط الشرعية، مشيرا إلى أن الطب الحديث قد يقف حائرا عند بعض الأمراض، وقد يعرف تشخيص المرض ولكن يعجز عن علاجه. وذكر أن كثيرا من الناس عندما تغلب عليهم أمراضهم ويعجز شفاؤها يلجؤون إلى الرقية بالقرآن الكريم، وكم شفت الرقية كثيرا من الأمراض المستعصية على الطب الحديث بكلام رب العالمين. وقال عوض: «يجب أن تكون الرقية وفقا للضوابط الشرعية، وقد قال الشيخ عبدالله بن جبران يرحمه الله تعال عن الضوابط الواجب توافرها في الراقي: «إنه يجوز استعمال الرقية من كل قارئ يحسن القرآن، ويفهم معناه، ويكون حسن المعتقد، صحيح العمل ويكون مستقيماً في سلوكه، ولا يشترط إحاطته بالفروع، ولا دراسته للفنون العلمية، وذلك لقصة أبي سعيد في الذي رقى اللديغ قال: وما كنا نعرف منه الرقية أو كما جاء في الحديث، رواه البخاري (2276) ومسلم (2201)، وعلى الراقي أن يحسن النية، وأن يقصد نفع المسلم، ولا يجعل همه المال والأجرة، ليكون ذلك أقرب إلى الانتفاع بقراءته، والله أعلم. مختتما: «هذه الضوابط يجب أن يعرفها أيضا من يريد العلاج بالرقية الشرعية، أو من يريد إدراجها ضمن نطاق وسائل العلاج في مشفاه، كي لا يدلف لمجال الرقية المنتفعون، ولا يجد المريض منها جدواه.