في سوق الخضار والفاكهة بمكةالمكرمة الغلبة للباعة الوافدين مع تدحرج باعتنا الى المرتبة الثانية. يقولون ان الاغراب سيطروا على روح السوق وقلبه مع ان التعليمات واضحة وحاسمة بسعودة هذا النشاط لكن الواقع الماثل غير ذلك وسط غياب شبه تام من جهات الرقابة والملاحقة والتدقيق في مكاتب العمل ولجان السعودة. غالبية مرتادي السوق بحت اصواتهم بضرورة ضبط الباعة الاغراب. ورصدت كاميرا «عكاظ» في جولتها الحرة في السوق غيابا شبه تام للباعة السعوديين وسط حضور طاغ ولافت ومؤثر لباعة جنوب وشرق آسيا ممن يفرضون الاسعار طبقا لأهوائهم وأمزجتهم وسط رفض كبير من المستهلكين لسلوك الباعة الجشعين الذين يرغبون في تحقيق اعلى ربح في اقصر وقت. يتساءل مرتادو السوق عن عين الرقيب، وعن عدم تقيد العمالة بالقرار الذي ينص على منعهم من العمل في البيع والشراء في سوق الخضار والفاكهة، وطبقا للمواطن عادل الحربي فإن العمالة الوافدة باتت تنافس المواطن، مؤكدا أن عمل الأجانب يخالف مجال العمل الذي تم استقدامهم من أجله فالكفيل يترك حرية البيع للعامل ويطلب منه مبلغا مقطوعا في كل نهاية كل شهر. معروضات مغشوشة عبدالرحمن الخالدي يرى ان ضرر سلوك العمال الاغراب المجهولين لا يقتصر على السيطرة على السوق فقط بل انسحب الى الغش في العرض، وقال انه شخصيا رأى كميات كبيرة من الخضار التالف والرديء وغير الصالح معروضة بطريقة احترافية بحيث تكون الكميات الطازجة في اعلى العبوة بينما تدس الخضار التالفة في اسفلها وهو نوع من الغش المقنن للاسف يفوت على فطنة المشترين وسط غياب الرقيب. ويتحدث المواطن حسين بخاري أن العمالة الوافدة تحمل فقط تصاريح تمنحهم حق ممارسة نشاطي التحميل والتنزيل لا البيع والشراء، مشيرا إلى أن هناك كثيرا من المهن مغلقة أمام العمالة الوافدة إلا في حالات استثنائية، مقرا في الوقت ذاته بوجود عدد من المخالفات في سوق العمالة الوافدة. بخاري يقول إن انتشار العمالة الوافدة في سوق الخضار بشكل كبير من شأنه تقليص فرص العمل أمام الشباب السعودي، خصوصا أن هناك نسبة بطالة مرتفعة، داعيا وزارة العمل إلى تكثيف الرقابة. وقال ان السوق في حالة فوضى وانتشار عشوائي للبسطات التي يمتلكها عمال وافدون بالرغم من الحملات اليومية التي تقوم بها البلدية لإزالة البسطات المخالفة، إلا أنها سرعان ما تعود وأكد على ضرورة تنظيم السوق وحصره في العمالة المحلية. القهر بالجلوس في المقابل يحث زهير يحيى حابس شيخ طائفة حلقة الخضار والفواكه الشباب الى التوجه الى الاعمال الحرة وضرورة الصبر واكتساب المعرفة والخبرة، وعدم الاستعجال على الرزق والكسب السريع. وقال إن الكثير من شبابنا يرفضون العمل في أسواق الخضار والفواكه او في أسواق الاسماك او في المواشي لأنهم يريدون الوظيفة ذات الراتب المقطوع والمعروف والاجازة ولا يصبرون على العمل في الاسواق الحرة كغيرهم من العمالة الوافدة. وأعني بذلك اصحاب الشهادات الدراسية العليا لكني أقول لهؤلاء: اذا قهروك بالفلوس اقهرهم بالجلوس لذا يجب على الشاب السعودي عدم تسليم مقدراتهم وحقوقهم الى العمال الوافدين. وعلى النسق ذاته، يحث فهد سليمان غباشي شيخ طائفة الخضرية والفكهانية الشاب السعودي على العمل في محلات الخضروات والفواكه. وأضاف ان كثيرا من شبابنا كسروا قاعدة التخلي عن العمل في بسطات الخضر والفاكهة فأصبحوا اصحاب صنعة ونحن ننتظر منهم الكثير، صحيح ان الشباب السعودي لا يقدر على الجلوس فترة طويلة في المحل لارتباطاته العائلية والاجتماعية عكس الوافد لكن هذه المشكلة يمكن حلها.