كشف رئيس قسم الأمراض المعدية والمشرف على علاج حالات (كورونا) في مستشفى الملك فهد بجدة الدكتور محمد الغامدي، عن وجود حالة وحيدة لإصابة مؤكدة بفيروس كورونا في حالة حرجة ترقد حاليا بقسم العناية المركزة على جهاز التنفس الصناعي المتقدم، وهي محولة من المستشفى الجامعي وليست من سكان محافظة جدة، مبينا أن هناك حالة أخرى حرجة لسيدة مصابة بإنفلونزا الخنازير وترقد في العناية المركزة على جهاز التنفس الصناعي المتقدم، بجانب 6 حالات اشتباه بفيروس كورونا في غرف العزل وخضعت لجميع التحاليل والفحوصات ووضعها مستقر وفي انتظار ظهور النتائج. وأشار إلى أن هناك خطة للتعامل مع حالات الاشتباه منذ استقبالها للتأكد من عدم إصابتها بكورونا أو غيره لأن بعض الأمراض تتشابه في الأعراض، فلوحظ أن بعض نتائج حالات الاشتباه تكون سلبية ويكون العارض المرضي هو التهاب رئوي الذي يعتبر من عوارض كورونا أيضا، لذا فإن حسم الإصابة وتأكيدها يكون عبر عينات التحاليل التي تجرى. وكشف أن الأجسام المضادة وزيادة المناعة لهما دور كبير في انخفاض حالات إصابات كورونا كوجهة نظر علمية، فمثلا يلاحظ أن الأحساء في عام 2013م سجلت نسبة عالية من الإصابات بينما انخفضت موجة الإصابات في 2014م، وأتوقع انخفاض الحالات في جدة هذا العام مقارنة بالعام الماضي التي سجلنا فيها أعلى نسبة من الإصابات، ولكن هذا لا يعني بأي شكل من الأشكال التراخي أو إهمال أسس مكافحة العدوى لأن الفيروسات شرسة في التعامل مع المتغيرات والتحور الجيني لذا فإن خير وقاية هي أن نكون على استعداد تام لمواجهتها في أي ظرف وزمان. وحول الفرق بين كورونا وإنفلونزا الخنازير قال: كورونا هي مجموعة من الفيروسات التي تصيب الجهاز التنفسي العلوي في المقام الأول، وهناك أربع إلى خمس سلالات مختلفة من الفيروسات الإكليلية المعروفة تصيب البشر حاليا، وأهم أعراض المرض هي حرارة مرتفعة وصعوبة التنفس والإسهال، ويتحدد المرض فقط بالتحليل المختبري والتشخيص التمايزي الذي فيه نميز هذا المرض عن بقية الأمراض الحادة للجهاز التنفسي، ويتم علاج المريض حسب حالته الصحية، مع التنويه أن الفيروسات شرسة في تعاملها مع البشر ولكن القدرة المناعية لدى الشخص المصاب تؤثر سلبا أو إيجابا في مستوى وخطورة المرض. أما إنفلونزا الخنازير فهو مرض تنفسي وأعراضه شبيهة بكورونا إلا أن الاختلاف بينهما في بعض الأعراض مثل الإسهال، ويتم الفصل وتحديد طبيعة الفايروس عبر التحاليل المخبرية، كما أن علاج إنفلونزا الخنازير معروف ومستخدم بشكل واسع، كما أن وجود اللقاح السنوي للإنفلونزا الموسمية يقي كثيرا من التعرض للإصابة بإنفلونزا الخنازير، مع التنويه بأن الاحتياطات الوقائية وتدابير مكافحة العدوى لا تختلف عند التعامل مع كورونا أو إنفلونزا الخنازير، وفي المرضين ينصح بتجنب الاختلاط المباشر بالمصاب، وتجنب أماكن الازدحام وإذا دعت الضرورة ارتداء الكمامة الصحية. ودعا إلى ضرورة تطبيق الاشتراطات الصحية والتدابير الاحترازية لمكافحة العدوى على مستوى القطاعات الصحية وعلى مستوى مختلف قطاعات العمل والمدارس وأيضا المنازل، واستمرار حملات التوعية مع استخدام التقنيات والأجهزة الذكية في إيصال المعلومات التوعوية والوقائية، لأن أي معلومة توعوية بلا شك ستسهم في وقاية الأفراد. واختتم د. الغامدي حديثه ل«عكاظ» قائلا: الأبحاث في مجال الفيروسات بشكل عام مستمرة على النطاق العالمي، ومن المتوقع أن تشهد الساحة الطبية خلال الفترة المقبلة نتائج إيجابية تسهم في علاج هذه الشريحة من المرضى.