روى الأستاذ يوسف المحيميد قائلا : سألت عددا من الشباب الخريجين الجدد من الجامعات السعودية ممن زاروا معرض توطين الوظائف بالرياض في نسخته السابعة لتقديم سيرهم الذاتية عن مستوى العروض المقدمة من قبل الشركات ففوجئت أن الرواتب المقدمة للجامعيين الجدد تتراوح بين ثلاثة آلاف وأربعة آلاف ريال وقد تزداد إلى خمسة آلاف ريال للوظائف الهندسية. وكان الأستاذ المحيميد الذي نشر مقاله في «الجزيرة» في 29/3/1436ه الموافق 2/1/2015م قد قال : إن أعداد العاطلين في المملكة تلامس سقف المليوني مواطن ومواطنة. وفي نفس اليوم نشرت جريدة «الرياض» في ملحقها الاقتصادي عن إعلان مصلحة الإحصاءات العامة والمعلومات السعودية نتائج مسح إنفاق ودخل الأسرة خلال الفترة من 15/9/2013م حتى 5/10/2013م وخلاصته أن متوسط الدخل الشهري للأسرة السعودية 13.610 ريالات ومتوسط إنفاقها 15.367 ريالا.. جدير بالذكر أن المسح شمل 19919 أسرة. طبعا لا نستطيع أن نأخذ بكلام الأستاذ المحيميد لأنه غير موثق، كما أننا لا نستطيع الأخذ بكلام الإحصاءات العامة لأننا نرى في جدة وحدها أحياء فارهة فيها أحدث وأغلى السيارات وأبهى العمران بينما هناك أحياء يعشش فيها الفقر ويفرخ ويبيض، ناهيك عن بقية المملكة التي يتباين فيها النشاط من بدو رحل إلى مجتمع زراعي مثل سكان ريف المدينةالمنورة وحائل إلى مجتمع صناعي مثل سكان الظهران والجبيل وما حولهما إلى مجتمع بحري مثل جازان، إلى مجتمع صحراوي مثل سكان شرورة وعرعر. أما ما ذكره الأستاذ المحيميد عن وجود مليوني عاطل وعاطلة فذلك أقرب إلى الصحة.. وهو يدحض القول أن الأسرة السعودية تتمتع بمتوسط دخل 13.610ريالات. إن المعلومات الصحيحة هي أساس التخطيط لكن صحة المعلومات لا تكفي إذا لم تكن شاملة تنتظم مدن المملكة الرئيسية بل وقراها. فكيف يمكن التوفيق بين المعلومات المتعاكسة أو المعلومات المبتسرة. وهل يمكن عمل مسح تفصيلي لكل منطقة من مناطق المملكة الثلاث عشرة ؟ هل من مجيب؟.. السطر الأخير : قال أبو العلاء المعري : تقِفون والفلك المسخر دائب وتقدرون فتسخر الأقدار.