لم يعد أمام العالم أي خيارات إلا خيار اجتثاث الإرهاب من جذوره وتجفيف مصادر تمويله وقطع رأس وأذرعة التنظيمات الإرهابية، وفي مقدمتها تنظيم داعش الإرهابي، الذي أساء للدين الإسلامي السمح واستخدمه للأسف الشديد كغطاء لأعماله البربرية الوحشية الهمجية التي ارتكبها. لقد بات الإرهاب مصدر تهديد للعالم كله، وليس دولة أو منطقة بعينها أو كيان أو مجتمع، ومن هنا تأتي أهمية القمة العالمية التي استضافتها واشنطن بمشاركة المملكة والتي مثلها سمو نائب وزير الخارجية الأمير عبدالعزيز بن عبدالله لمحاربة هذه الظاهرة البشعة بكافة أشكالها وصورها وألوانها والتي استشرت بشكل مخيف في مختلف مناطق العالم خاصة العراق وسوريا. ولا يمكن لأحد أن ينكر أن المملكة كانت وما زالت في مقدمة الدول التي عملت من أجل القضاء على أي فكر أو عمل يؤدي إلى الإرهاب، وأنها لا تدخر جهدا في المساهمة الفاعلة لتفعيل العمل الدولي في مكافحة الظاهرة ومصادرها ومحاربة الجهات التي تقف وراءها دون تفريق بين جنس أو لون أو ديانة أو مذهب، حيث أكد سمو الأمير عبدالعزيز على حرص المملكة على دعم وتعزيز الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب بكل أشكاله وألوانه. إن المجتمع الدولي بات مطالبا أكثر من أي وقت مضى بوضع استراتيجية شاملة وكاملة لمواجهة الظاهرة البربرية والخروج برؤية موحدة لمكافحتها سياسيا وعسكريا وأمنيا واستخباراتيا واقتصاديا وفكريا وإعلاميا واجتماعيا ولجم واجتثات الإرهاب من معاقله كما أنه لا ينبغي التفريق بين الظواهر الإرهابية، بل ينبغي التصدي للظاهرة بشكل شامل وفي كل مكان وزمان لأن الإرهاب آفة ووبال يجب وأده وقطع رأسه وجسده من جميع الأماكن التي ينتشر فيها ومنع تمدده خاصة إرهاب داعش وطائفية الحوثي وحزب الله المقيتة وبربرية نظام الأسد الإرهابي لكي تستطيع المنطقة العربية والعالم في العيش في أمن وأمان وسلام.