التقى مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء رئيس اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، أمس، الدعاة المشاركين في أعمال الدورة السابعة للدعاة الجدد الرسميين، في وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، ودعاة بعض القطاعات الأخرى، التي تنظمها الوزارة حاليا في الرياض. وأكد آل الشيخ، موجها حديثه للدعاة، أن الدعوة إلى الله منصب شريف، وعمل عظيم لمن اتقى الله فيه، وراقب الله فيه وأخلص لله قوله وعمله ونيته، وصار صادقا فيما يدعو إليه، صادقا فيما ينهى عنه، صادقا في تمسكه فلا يدعو إلا إلى ما يعمل به، ولا ينهى إلا عما يجتنبه. وقال معقبا: «إن الداعي إلى الله لابد أن يعترض طريقه عقبات، ومصائب، ومشاكل مع للناس، وكراهيتهم له لأنه جاءهم بما يخالف ما هم عليه من الباطل فلابد من الصبر والاحتساب، وتحمل ذلك في ذات الله اقتداء وتأسياً بسيد الأولين والآخرين، وإمام المتقين محمد بن عبدالله صلوات الله وسلامه عليه الذي صبر صبراً واسعاً، وحلماً، وأخلاقاً جميلة في سبيل دعوته حتى أن عقلاء الناس قبلوا منه دعوته واستسلموا لما جاء به لأنهم رأوا أنه شخص عالم وعامل، قائل وعامل». وأضاف: «إن الداعي إلى الله لابد أن يكون على علم لأن العلم هو أساس الخير، فإذا دعا إلى جهل كان خطأه أكثر من صوابه، لابد أن تكون الدعوة صادرة عن علم غزير، عن علم نافع يدعو إلى ما يعلم تحريمه فينهى عنه، وما يعلم حله فيبيحه وما يرى كراهية فيحذر منه، وما يرى استحبابه يرغب فيه، دعوة صادقة صالحة لله وفي سبيل الله، ولابد أن يكون عنده حلم وأناة، فإنه لابد أن يعادى، ويوصف بأوصاف شنيعة وأوصاف قبيحة فلابد من صبر واحتساب وتحمل وعلم وحلم عما يقال عنه، ولابد أن يكون واسع الأفق، رحب الصدر هيناً ليناً يقول للناس أقوالا نافعة، والداعي إلى الله هو الذي يختار لدعوته موضوعاً مهماً اجتماعياً يتعلق بالعبادة بالطهارة بالصلاة بالصوم بالحج بالمعاملات، بالأحوال الشخصية لغير ذلك يكون يختار موضوعاً يلقيه موضوعاً قصيراً مهماً نافعاً يحتوي أدلته من الكتاب والسنة، ويتكلم حول هذا الموضوع بعدما يقرأ الأدلة من السنة ويشهد على ما قاله العلماء حول هذا الحديث فيلقي درسا نافعا تقل دقائقه لكن تعظم منافعه، فخير الكلام ما قل ودل»، مطالبا إياهم إلى التعاضد بين الدعاة والتعاون مع وزاراتهم التي هي الأم لهم ومرجعهم إذا احتاجوا.