أكدت أكاديميات متخصصات في العلوم الشرعية أن الحج ساحة جهاد للداعيات، ومنبر لتصحيح عقائد وعبادات النساء المسلمات اللاتي أتين من كل فج عميق. وأشرن إلى أن الحج فرصة لالتقاء المرأة الداعية بجموع غفيرة من النساء من جميع دول العالم ومن مختلف الأعمار والمستويات، ولا ينبغي للداعية أن تفوت هذه الفرصة وتتركها تضيع سدى. وأنه حري بالمرأة الداعية التي شرفها الله بالدعوة في الحج أن يكون لديها فقه المخاطبين، فتراعي حال المدعوات في جانب اللغة والمذهب والعمر والمستوى العلمي، وتتجنب القضايا التي تثير الخلافات الفقهية والفكرية والسياسية والطائفية والحزبية، وأن تعمل على تأصيل العقيدة الصحيحة والتحلي بالصبر والحلم والرحمة، وتكون قدوة للمدعوات في عبادتها وحسن أخلاقها وألا تأمر أو تنهى بشيء وتأتي خلافه. مع أهمية العناية ببث روح التآلف والتعارف بين النساء في الحج والتعاون معهن على الخير، وضرورة الاحتراز من الغلظة ومن القول بغير علم أو التجرؤ على الفتيا. ولنتعرف عن قرب على المسائل والأمور التي يجب على المرأة الداعية أن تبتعد عنها أثناء توجيه وتوعية شقيقاتها من النساء عند أداء المناسك ، وأهمية استثمار المرأة الداعية موسم الحج دعوياً ، كان ذلك محاور الأحاديث مع مجموعة من المتخصصات في الفقه والتفسير والعقيدة. اختيار الوقت بداية تبين الدكتورة منيرة بنت محمد الحديثي, أستاذ الفقه وأصوله المساعد بجامعة الأميرة نورة: موسم الحج من أعظم المواسم, فهو مناسبة عظيمة لمجيء المسلمين من شتى أقطار الأرض على اختلاف مشاربهم وإقبال نفوسهم على الله وميلها إلى الاستزادة من الخير, فحري بالداعية التي شرفها الله بهذا الأمر أن يكون لديها فقه المخاطبين, وأن تكون قدوة للمدعوات في عبادتها واستغلال وقتها وحسن أخلاقها وطيب معشرها وحلو كلامها؛ لتؤتي دعوتها الثمرة المرجوة منها في هذا الموسم. وتؤكد الدكتورة منيرة الحديثي أنه على الداعية في هذا الموسم العمل على تأصيل العقيدة الصحيحة وتبيان ما يضادها وتجنب الإشارة إلى دول وبلدان الحجيج التي تظهر فيها هذه الأمور وترك هذا الأمر للحاجات أنفسهن عن طريق الأسئلة والاستفسارات التي ستثيرها لديهن ومناقشتها لهن وفق الكتاب والسنة. وتوصي الدكتورة الحديثي الداعية بأن تتحلى بالصبر والحلم والرحمة, وأن تحذر من الغلظة والنقد لما تراه من مخالفات لدى الكثير من المدعوات؛ لأن بعض هذه المخالفات قد تأصلت لديهن ويحتاج الأمر إلى وقت وجهد خاصة لدى كبيرات السن اللاتي قد لا يفهمن الدليل، فعليها أن تجلس معهن جلسة عفوية مستمعة لهن ومرشدة وموجهة, وأن تشرح لهن مناسك الحج بصورة سهلة وواضحة محذرة من البدع التي تخالف مقصود الحاج من حجه ، مشددة على أهمية اختيار الوقت واستثماره بقولها: على الداعية أن تحسن إدارة الوقت, فتختار الوقت المناسب فلا تثقل عليهن، فقد كان الرسول - صلى الله عليه وسلم - يتخول أصحابه بالموعظة، فتراعي ظروف المدعوات وتجنبهن الملل، وذلك بتنويع البرامج الدعوية من دروس ومحاضرات قصيرة ومسابقات وحوار وأسئلة على قدر عقولهم، وبالأسلوب الذي يناسب جميع المستويات مع مخاطبة الجميع فالداعية الناجحة لا تعتني بفئة دون أخرى حتى لا ينفرن فيفوتهن الخير الكثير. وتختتم الدكتورة منيرة الحديثي أنه على المرأة الداعية أن تجتنب الجدال وتجنبه للمدعوات سواء كان في أمور الحج أو أمور النساء أو الأمور العامة؛ لقوله تعالى: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ} (197) سورة البقرة. كلمات ومحاضرات وركزت الدكتورة وفاء بنت عبد الله الزعاقي، أستاذ التفسير المساعد بقسم الدراسات القرآنية بجامعة الملك سعود على الموضوعات: التي ينبغي أن تتجنبها الداعية في موسم الحج وهي القضايا التي تثير الخلافات الفقهية أو الفكرية أو السياسية أو الطائفية والحزبية، وتجنب الخوض في المسائل التي ليست من تخصص الداعية حتى لا تقع في القول بغير علم، وتجنب الفتوى في المسائل التي تتعرض لها الحاجات، إذ الفتوى لها جهة مسؤولة عنها ممكن للداعية أن تدل السائلة عليها، وتجنب الجدل العقيم والتعصب البغيض وممارات الجاهلات والسفيهات. مشيرة إلى الموضوعات التي ينبغي للداعية العناية بها، كتصحيح المفاهيم العقدية وتعزيزها، وبيان أثر العقيدة في حياة الإنسان، وتعليم أركان الإسلام الخمسة وشرح ما يتعلق بها لكثرة الجهل الواقع فيها، والعناية بالحديث عن الأخلاق وتزكية النفس وخطورة التهاون فيها، والعناية بدروس التفسير والتدبر، ولا سيما الآيات المناسبة لموسم الحج، والعناية بشروح الأحاديث ولا سيما الأبواب التي تتعلق بالمرأة والأسرة، والعناية بالمواعظ حيث النفوس قريبة لله بعيدة عن ملهيات الدنيا، وتقديم دورات قصيرة تتعلق بإكساب المتدربة بعض القيم والاتجاهات الصحيحة. وعن كيف تستثمر الداعية أيام الحج أجابت الدكتورة وفاء: تقديم الكلمات الوعظية والإرشادية والمحاضرات التوعوية المعدة مسبقاً حسب منهج يتلائم مع أيام الحج وحال الرفقة التي مع الداعية، وتقديم الدروس العلمية المتعلقة بتفسير بعض الآيات والسور القصيرة وشرح الأحاديث المتعلقة بواقع الحاجات، والعناية ببث روح الإخوة والمحبة والتآلف والتعارف بين الحاجات، والتعاون معهن على الخير وقضاء حوائجهن بقدر الإمكان، وتقديم المسابقات وتوزيع الجوائز الرمزية، والعناية بأداء الصلاة جماعة مع الحاجات، والتنسيق مع القسم الرجالي لاستضافة شيخ مفتي للإجابة على أسئلة الحاجات المتعلقة بأمورهن الفقهية، والعناية بالجلسات الأخوية ومناقشة القضايا التي تتعلق بهموم الحاجة كتربية الأبناء والعلاقات الزوجية والأسرية وقضايا المرأة والفتيات. التجرؤ على الفتوى وتؤكد الدكتورة ابتسام بنت فهد السعدون، أستاذ مساعد في جامعة الأميرة نورة تخصص العقيدة والمذاهب المعاصرة: أن الدعوة إلى الله من أعمال البر العظيمة التي تعود مصالحها على الفرد والمجتمع والأمة، لذا كان لزاماً على من حمل هم الدعوة لله وانضوى تحت لوائها أن يستثمر جميع أوقات الحج في دعوة الناس للدين القويم والصراط المستقيم. ومن هنا يجب على المرأة الداعية أن تراعي جملة أمور منها: أن تكون الداعية قدوة حسنة للنساء المسلمات فإن عيونهن معقودة بها فلا ينبغي أن تأمر أو تنهى بشيء وتأتي خلافه، ويجب عليها مراعاة حال المدعوات من جانب اللغة والمذهب والعمر والمستوى العلمي.. ونحو ذلك، وأن تركز دعوتها على أمور العقيدة من بيان التوحيد والتحذير من الشرك والبدع، والتأكيد بدعوتها على التمسك بالكتاب والسنة وبيان خطورة الافتراق في الدين، والتحلي بحسن الخلق والصبر على المدعوات وتحمل مشاق الدعوة في سبيل الله، والاحتراز من القول بغير علم أو التجرؤ على الفتيا وإحالة ذلك لأهل العلم، وأن تكون الدعوة لله باللغة العربية الفصحى لا العامية وأن تكون الكلمات مختصرة ومركزة على أهم الأمور التي ينبغي إيصالها لهن. وتضيف الدكتورة ابتسام السعدون: إن المرأة الداعية لابد أن تستصحب النية الخالصة لله والاحتساب في إيصال الخير للغير، وبذلك تحتسب الداعية جميع أوقاتها للوصول لهذا الهدف. وحال الداعية في الحج إما أن تكون تبعاً لمؤسسة دعوية أو مع أسرتها. وفي كلتا الحالتين لابد لها من إعداد برنامج دعوي متكامل منسق ومعد مسبقاً حتى لا تضيع الجهود. أيضاً ينبغي على المرافقين للمرأة الداعية تسهيل أمر دعوتها واحتساب الأجر في ذلك ومساندتها. صفات وخصال وتقول الدكتورة أمل بنت سليمان الموسى، أستاذ العقيدة والمذاهب المعاصرة المساعد بجامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن: الدعوة إلى الله تعالى وتبليغ الإسلام إلى الناس من أهم واجبات المؤمن في الحياة، يقول تبارك وتعالى: {ادْعُ إلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} (125) سورة النحل. ويقول جل شأنه: {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إلى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (104) سورة آل عمران. ومن أجل أن تأخذ الدعوة طريقها الصحيح وتتقبل النساء المدعوات هذا الدين من داعياته، فلابد أن تتحلى الداعيات بمجموعة من الصفات والخصال تتطلبها ظروف الحج وأحواله الخاصة، وأن تكن على علم بعدة أمور ومسائل، وهي: - الحذر من الرياء والسمعة والمكاسب الدنيوية الأخرى. - أن الحج فرصة لالتقاء الداعية بجموع غفيرة من النساء من جميع الأعمار والمستويات؛ فلا ينبغي للداعية المسلمة أن تترك هذه الفرصة تضيع سدى، بل عليها قبل أن تتجه إلى مكة لأداء فريضة الحج أن تخطط تخطيطاً دقيقاً لما ستقدمه لبنات جنسها من درس وتوجيه، وتعليم وتبصير بالعقيدة الصحيحة وبفرائض الإسلام وأحكامه، وبالحج خاصة. - عدم الجهل بمعرفة الإمكانات الموجودة في الحملة، مثل: مكانها، الكتب، الأشرطة جهاز العرض (البروجيكتور)؛ لأن هذه الإمكانات تساعد على صياغة برنامج منوع مفيد. - عدم الجهل بمعرفة طبيعة المتلقيات، وذلك حتى تقدم الدعوة بأساليب تتناسب معهن، لأن بعض الأساليب لا تناسب إلا شريحة من الناس، ولذلك عندما بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - معاذاً إلى اليمن عرفه الشريحة المستهدفة بالدعوة إلى الله بأنهم أهل كتاب، ففي الصحيحين أن معاذاً قال: بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إنك تأتي قوماً من أهل الكتاب، فادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة، فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد في فقرائهم، فإن هم أطاعوا لذلك فإياك وكرائم أموالهم، واتق دعوة المظلوم؛ فإنه ليس بينها وبين الله حجاب». - ألا يكون البرنامج غير سليم من الناحية الشرعية، فلا تتخذ من الوسائل والأساليب ما لا تتفق مع الشرع الحنيف، لأن الوسائل والأساليب غير الشرعية لا تجوز، ومن ثم لا تخدم الدعوة والمدعوات أبداً، بل إثمها يكون أكبر من نفعها. - ألا تكون البرامج الدعوية على نمط واحد مما يدعو إلى الملل؛ فإن المدعوة قد تمل، لذا لابد من تقديم البرامج المتنوعة، التي حضرت البرنامج مع الملل والسآمة لا تستطيع الانتفاع به، ولكن إذا كانت البرامج متنوعة شدت انتباه المستمعات، وتركت أثراً عميقاً في قلوبهن ومن ثم على سلوكهن. - عدم التركيز على فئة دون فئة أخرى، بل لابد من إشراك الجميع في البرنامج؛ لأن الجميع في حاجة إلى تصحيح العقائد والعبادات والسلوكيات، وكل النساء لهن حق في الفوز بالجنة والنجاة من النار، وإرضاء ربهن والابتعاد عن سخطه. - البعد عن الغموض الذي يشوش على النساء أداء المناسك ويكثر عليهن الاختلافات، فلابد من الوضوح في الدعوة، حتى تكون النساء على بينة من الأمر. صفات وأخلاق أما كيف تستثمر الداعية موسم الحج فترى الدكتورة أمل الموسى: أن الحج بالنسبة للمرأة الداعية ذا مذاق خاص، فهو جهاد لها, وفرصة لالتقائها بجموع غفيرة من النساء من جميع الأعمار والمستويات؛ شابات وكبيرات في السن، قارئات وأميات، طالبات ومعلمات، موظفات وربات بيوت. والنساء شقائق الرجال، يجب عليهن ما يجب عليهم، فهي فرصة ذهبية لتصحيح عقائدهن وعباداتهن، وتهذيب سلوكهن وأخلاقهن, فينبغي للداعية أن تستغل هذا الموسم, وتخطط له مسبقًا وتعد البرامج النافعة المناسبة للحال, وقد خطب النبي - صلى الله عليه وسلم - في عرفة وأيام منى وعند الجمرات, يعلّم الناس ويبصّرهم بدينهم. وتنبه الدكتورة الموسى إلى أنه على الداعية إلى الله أن تعرف أن أهم ما تدعو إليه هو توحيد الله - عز وجل - وإفراده بالعبادة وطاعة رسوله عليه الصلاة والسلام مصداقًا لقوله تعالى: (واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً) النساء: 36, ثم تدخل مع المدعوات في الدعوة إلى الله, والأخذ بما شرع الله في العبادات مثل الطهارة والصلاة, والزكاة, والصيام, والحج، وفي المعاملات مثل النكاح، والطلاق، والجنايات، وتدعو إلى مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال، فتدعوهن إلى الإسلام كله لا تفرق بين هذا وذاك ، مشيرة إلى أن الدعوة مهما كانت عظيمة وذات أهمية لا يقبلها الناس إلا إذا اتصف الداعية بصفات حميدة وأخلاق حسنة, قال تعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاستغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأمر} (159) سورة آل عمران. ومن أهم الصفات والأخلاق التي ينبغي أن تتحلى بها كل داعية وآمرة بالمعروف وناهية عن المنكر: إخلاص العمل لله تعالى، والعلم الشرعي وهو شرط مهم لنجاح الدعوة إلى الله، والحلم والرفق بالناس، لأن ذلك يؤثر في نفس المدعوات ويجعلهن أكثر استعدادًا لتلقي الدعوة والاستماع إلى الداعية، والصبر، والتواضع ، مع أهمية تحديد الهدف أو الأهداف ، حيث إنه على الداعية المسلمة قبل أن تخطط برامجها أو تنفذ ما تريد من درس أو موعظة أو توجيه وغير ذلك أن تحدد الهدف، وتسأل نفسها: ماذا أريد أن أحققه من هذا البرنامج أو هذه الكلمة أو ذاك التوجيه؟ ولها أن تحدد من أهداف الدعوة في الحج مثلاً: تصحيح الحج وعدم الوقوع في الأخطاء، وتصحيح الأخطاء العقدية، وتبصير المرأة بمسؤوليتها وواجباتها البيتية والعبادية وغيرها، وتقويم المظاهر السلوكية الخاطئة للمرأة. وغيرها من الأهداف، وتكون صياغة الأهداف حسب نوعية المشاركات معها. برامج الحج وعن البرامج التي يمكن استثمارها في موسم الحج أشارت الدكتورة أمل الموسى إلى أنها تشمل: - شرح مناسك الحج يومياً ولو بالفيديو عن طريق بيان صباحي، وتكرار هذا الشرح في سائر اليوم، فلا تعتقد الداعية أن الجميع يفهم في أول مرة، والتأكيد على ما يحصل فيه من اللبس. - المحاضرات والندوات بحسب نوع الموجودات مع تحديد موضوعاتها، وألا تكون هي البرنامج الغالب على الحملة كما هو حال الكثير. - تحديد شيء من حفظ القرآن الكريم، ويكون يسيراً، مثل قصار السور للمستوى الأدنى، والسور والمقاطع التي تقرأ عادة في الصلوات المكتوبة للمستوى الأوسط، والجزأين الأخيرين للمستوى الأعلى. - تقسيم الحاضرات إلى مجموعات بحسب السن أو المستوى، ومراعاة المادة التي تقدم له نحسب مستواهن. - المسابقات، وتكون هادفة، مثل السؤال في أركان الحج، وشروط الصلاة، وكيفية الوضوء.. الخ، وحسب مستوى الحاضرات. - مقالات صغيرة، تشارك فيها الحاضرات وتوضع في لوحة الإعلانات. - مشكلة وحل، ويركز على المشكلات الاجتماعية؛ كمشكلات المرأة مع زوجها، أو مع أولادها. - قصة وتعليق، وتنوع القصص، فتارة من قصص القرآن، وأخرى من السنة، وأخرى من الواقع، ولا ينسى التعليق عليها. - فتاوى الحج، سؤال وجواب، ويستفاد من فتاوى الحج للعلماء الموثوقين. - ربط الحجاج بصفة حج النبي - صلى الله عليه وسلم - ويكرر هذا بوضوح. - تشغيل الأشرطة النافعة: التلاوات، الخطب، الدروس؛ وبخاصة في الحافلات، ويشترط ألا يؤذي نائماً أو مريضاً ونحو ذلك. - تقديم الحوافز التشجيعية النافعة مثل: الكتاب أو الشريط أو القلم. - إذاعة المخيم، وتكون برامجها قصيرة ومنوعة. - التعاون مع الداعيات الأخريات وتبادل المحاضرات في مخيمات عدة. - تهيئة هواتف أهل العلم للاستفسار والفتاوى عن مسائل الحج، والتنسيق مع عدد منهم لئلا تحرج الداعية فلا تجد أحدًا، وعليها أن تحذر من الفتوى بغير علم، أو لأنها وجدت هذه المسألة في كتاب كذا. - تقسيم البرنامج على الوقت، ولابد أن يكون واضحًا معلومًا لدى الجميع. - القدوة في القول والعمل، والحزم مع النفس من الداعية نفسها، فالجميع ينظر إليها ماذا تفعل فيفعلن مثلما تفعل، فتكون قدوة في مظهرها وعبادتها واستغلال وقتها. - موازنة الداعية بين أعمالها التعبدية وخدمة الأخريات، فلا تنسى نفسها على حساب الناس، ولا تنسى الناس على حساب نفسها. الموعظة الحسنة وعن الأمور التي لابد أن تتنبه لها الداعية ذكرت أستاذة العقيدة والمذاهب المعاصرة المساعد بجامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن : أن الحكمة تقضي بأن نعطي المريض الدواء المناسب في الوقت المناسب وبالأسلوب الأمثل، وبالتالي فإن من الحكمة أيضاً أن نأخذ الشخص البعيد عن جادَّة الحقّ ِبالرفق ، لأنه مريض في فكره وقلبه، فالضلالة داؤه والإيمان دواؤه والسبيل إلى ذلك الحكمة.. فالحكمة حسن مخاطبة الأخريات في الوقت المناسب، والمكان المناسب، وبالأسلوب المناسب الَّذي يكفل الوصول إلى شغاف قلوبهن لاستمالتهن، وإلى عقولهن وضمائرهن لتحريكها وتسديد مسارها ، وإن الموعظة الحسنة تكون بمخاطبة المرأة الداعية لأخواتها على قدر عقولهن، لا على قدر بلاغة الداعية وفصاحتها. والموعظة الحسنة هي الترغيب الحسن، والعرض المشوِّق المبني على المنطق والعقل السليم، وبالرفق والمداراة ولين الكلام، والتعريض دون التصريح والتنبيه دون الزجر، فإن الرفق في الموعظة كثيراً ما يهدي القلوب الشاردة، ويؤلِّف بين القلوب المتنافرة. فالرفق ما دخل في شيء إلا زانه ولا مُنِعَ من شيء إلا شانه، ويكفي في هذا المجال ما جاء في الأثر: «من حُرِم الرفق فقد حُرِم الخير كلَّه». الحوار البنَّاء وتؤكد الدكتورة أمل الموسى أن الحوار الإيجابي البنَّاء، القائم على الحُجَّة والبرهان، الذي يهدف إلى إقامة جسور المودَّة مع الأخريات، يثمر الإقناع والهداية والارتباط بمنهج السعادة، وعلى النقيض من ذلك فإن الجدال العقيم القائم على التبجُّح بالمعارف، والاستعلاء عليهن، يثمر التنافر وضياع الهدف. والجدال المثمر هو الحوار القائم على دراسة نفسيَّة من نخاطبهن، وإيجاد أفضل السبل للوصول معهن إلى قناعات مقرِّبة لا إلى صدامات حادَّة منفِّرة، ودون تحامل على المخالفة حتَّى تطمئن إلى الداعية، وتشعر أن هدفها ليس الغلبة في الجدل، ولكنّ َالإقناع والوصول إلى الحق. فالنفس البشرية لها كبرياؤها وعنادها، وهي لا ترجع عن الرأي الَّذي تعتقد صحَّته إلا بالرفق حتَّى لا تشعر بالهزيمة، فالجدال بالحُسني يُشعر المجادلة أن ذاتها مصونة، وأن الداعية لا تقصد إلا كشف الحقيقة والهدي إليها من أجل الله تعالى. أمَّا الهداية والضلال والمجازاة عليهما فأمرهما إلى الله سبحانه، إذ هو أعلم بحال من ضلَّ عن سبيله، وهو أعلم بمن اهتدى، وإليه ترجع الأمور جميعاً. وإن الإسلام لا يعوِّل على المظاهر بقدر ما يعوِّل على البواطن والحقائق، والله رب العالمين هو وحده العالم بخفايا الناس، القادر على تقييمهم وإنزالهم المنازل الَّتي يستحقُّونها، فكم من أشعث أغبر ذي طمرين (ثوبين باليين) لا يؤْبَه له لو أقسم على الله لأبرَّه، وكم من متظاهر بالدِّين مدَّعٍ لفهمه، متستر بثياب العلم، يتفوَّه بالكلمة الضالَّة المُضلَّة لتهوي به وبغيره في النار سبعين خريفاً، وأن كلمة (لا أدري) نصف العلم، فليس من الضروري أن تعرف الداعية كل شيء، وإذا أشكل عليها الأمر رجعت إلى فتاوى العلماء. وعليها اتباع الوسطية في الدعوة إلى الله، من غير غلو أو تهاون، واستقبال النساء ببشاشة وابتسامة؛ لأن طلاقة الوجه وحسن الاستماع تبشر بالخير.